باتت العودة الى مناقشة وثيقة قرطاج 2 وشيكة في إطار البحث عن حلول توافقية، وذلك بعد أن توافدت عدة أحزاب على مقر المنظمة الشغيلة لتقدم تصوراتها حول النهوض بالوضع.. فقد عرفت الأيام الأخيرة اجتماع نور الدين الطبوبي، أمين عام الاتحاد، بأكثر من حزب، وخاصة منها، وفد نداء تونس ،الذي قاده حافظ قايد السبسي صحبة ناجي جلول ومنجي الحرباوي.. حيث تمّ التطرّق إلى موقف الاتحاد من الحكومة وكذلك التأكيد على ضرورة رحيلها، وهو مطلب نداء تونس أيضا.. وفيما ذهبت بعض التحاليل والتعاليق الى أن ما يسمى «نداء حافظ» يريد الاستقواء باتحاد الشغل (رغم توتر العلاقة سابقا مع المنظمة الشغيلة بدليل مرافقة برهان بسيس للوفد) لأن شقا هاما من الندائيين يرفض إقالة الشاهد ويقبل بتحوير وزاري، ونفس الشق يحمّل حافظ قائد السبسي ما يحدث في الحزب، فإن ما يمكن استنتاجه هو ان «النداء» لم يعد الحزب الأول بعد انتخابات 2014، حيث تفكك.. كما أنه لم يعد صاحب الكتلة الأولى في البرلمان ولا يمكنه ان يفرض سلطته على الشاهد لأن النهضة تقف للجميع بالمرصاد ،فاختار الاستنجاد باتحاد الشغل باعتباره أول المنادين برحيل الحكومة.. وأما الاستنتاج الثاني والخطير، فهو أن الاتحاد بمواقفه وعلاقاته بالأحزاب قد أصبح متهما بالخروج عن دوره الوفاقي، كقوة خير واقتراح وإصلاح ليسقط في فخ لعبة صراعات سياسية داخلية صلب الأحزاب وكذلك بين بعض الأطياف السياسية، حتى ان البعض ذهب إلى القول أن الاتحاد حاد عن المسار وأصبح العصا الغليظة التي تستعملها حكومة الظل و«نداء حافظ» لضرب النهضة وإقالة يوسف الشاهد.. وهو ما قد ترفضه منظمة حشاد متى أدركت أنه ليس من دورها اقالة الحكومات وتغييرها وتعيين حكومات جديدة.. المؤكد ان اتحاد الشغل من حقه المطالبة بالإصلاح.. وابداء موقفه من سياسة الحكومة، ومعارضتها، لكن لا يمكنه السقوط في فخ الصراعات السياسية ،لأنه ظل ولا يزال غير معني بالمناصب الحكومية وبالتالي لا يمكن لأي طرف استخدامه لأجل مصلحته الخاصة.. لأن المنظمة الشغيلة لكل التونسيين، وليست لحزب ما، ومن الضروري أن تواصل السير على هذا النهج حتى لا يجد المناوئون لها سبيلا لتفكيكها، وأيضا حتى يظل الاتحاد قوة خير لا قوة تغيير وتعيين الحكومات.