تعود «جمعية الإبداع والموسيقى» للنشاط بعد توقف لسنوات بعد أن اختارها رئيسها ومؤسسها لطفي المرايحي لكن بإسم جديد وهو «جمعية الإبداع» وبرئاسة الناشطة في الحقلين الثقافي والمدني صبيحة المراوني باعتبارها إحدى الأعضاء المؤسسين للجمعية في توجهها الموسيقي سنة 2005 لتكون في شكلها وأهدافها الجديدة شاملة لمختلف القطاعات الثقافية والفنية. وهو ما تؤكده أول تظاهرة تنظمها الجمعية المتجددة وتتمثل في مهرجان أيام تالة للنحت على الرخام الذي انطلق نهاية الاسبوع الجاري ويتضمن برنامجه أنشطة وورشات ومعارض للفنون التشكيلية والعروض الموسيقية. وبينت صبيحة المرواني أن جمعيتها اختارت أن تكون آلية لدعم الفعل الثقافي داخل الجهات وتحويله إلى أداة تنموية فاعلة تقطع مع الجانب المهرجاناتي البحت. وذلك من خلال أو محطة عملية في نشاط جمعية الإبداع في عودتها وتوجهها الجديد وقالت في نفس السياق: «ضبطنا برنامجا خاصا بالدورة الأولى لهذا المهرجان بمقاييس هادفة لجعل الفن آلية تنموية من خلال فسح المجال لأبناء الجهة للمشاركة في ورشات مختلفة تتمحور حول الرخام المادة التي تختص الجهة بانتاجها وتعد مصدر رزق أغلب أبناء الجهة العاملين في المجال. وذلك بفتح أفاق التكوين في مجالات ابتكار واستغلال مختلفة لهذه المادة». وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجمعية تنظم هذا المهرجان بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وذلك بمشاركة فنانين ونحاتين في الدورة الأولى لهذا المهرجان نذكر من بينهم النحاتون عبدالعزيز الحصايري وعبدالعزيز كريد وبيرم العوني والطاهر الضاوي إضافة إلى الفنانة التشكيلية رجاء زربوط. ويسجل نفس المهرجان مشاركة فنانين من الجزائر وهم كل من بلقاسم ايدجردي ومراد إيكان. الخصوصية الجهوية المدروسة وأكدت مديرة الجمعية والمهرجان في نفس الوقت أنه تم ضبط برنامج ثقافي متنوع يتمثل في تنظيم العروض الفنية في السهرات موازاة مع الندوات والورشات التي تنتظم بصفة يومية. وبينت أنه تم الاتفاق مع الجهات المنظمة أن يشارك في العروض الفنية أبناء الجهة والاقتصار على «الغناء الريفي» كمحور عام للسهرات الفنية وذلك بمشاركة فرق وفنانون مختصين في هذا النمط من الموسيقى على غرار محرز العبيدي وفرقة نهاوند والطاهر الزلفان وذلك بمعدل عرض في كل سهرة ليخصص اليوم الختامي لعرض المنحوتات التي تم انجازها من قبل المشاركين في المهرجان من أبناء الجهة وتكريم الفنانين. في جانب آخر من حديثها أفادت صبيحة المرواني أن جمعية «إبداع» ستواصل نفس المنهج الذي اتبعته الجمعية منذ تأسيسها قبل 13 عاما باعتبار ان لطفي المرايحي لا يزال الرئيس الشرفي للجمعية وذلك بتنظيم التظاهرات والمهرجانات لكن وفق أهداف ومقاييس تنموية على غرار مهرجانات بجهات أخرى كالفخار بسليانة والقصرين وغيرها وذلك بالانطلاق من خصوصية كل جهة وتشريك الأكاديميين والفنانين المختصين في مثل تلك التظاهرات بالانطلاق من خصوصية والتعاطي معها كقيمة تعبيرية وتحويلها إلى فكرة ناطقة مثلما هو الشأن بالنسبة للرخام. وأكدت أنها تستعد لتنظيم مهرجان بمناسبة الاحتفال بمائوية علي الدغباجي. فهي تعتبر أن دور الثقافي جد مهم في مثل هذه الجهات الداخلية خاصة منها التي تفتقر لمواطن تنمية وتشغيل بما يحفز الشباب على التعويل على الذات وتحويل تلك الخصوصيات إلى مجال تنمية وتشغيل وذلك بدفعهم للانخراط في هذا التمشي في سياقات ثقافية وفنية. وأضافت قائلة» إن دور المثقف والفنان اليوم في التوعية والمساهمة في بعث حركية اقتصادية وتشغيلية على غاية من الأهمية أكثر من أي وقت مضى لاسيما في ظل تفاقم أزمة البطالة وتدهور المقدرة الشرائية مقابل الارتفاع المطرد في الأسعار. وقد وجدت العملية تجاوبا مثمرا من قبل شباب الجهة بما يحفزنا لمواصلة التجربة في مهرجانات وجهات أخرى». إذ أكدت نفس المتحدثة أن اختيار هذا المنحى كان بناء على رغبة وآراء ونصائح أهل الثقافة والفنون وبمشاركة أكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني من أجل العودة إلى المراهنة على الثقافي لانقاذ ما يمكن إنقاذه في بلادنا في هذه المرحلة التي وصفتها بالصعبة.