تشهد الوجهتان السياحيّتان سوسة والقنطاوي هذه الأيّام انتعاشة سياحيّة قصوى لم يسبق أن شهدتها منذ صائفة 2010, وهو ما انعكس بشكل كبير على الحركة التّجاريّة والإقتصاديّة بمختلف المناطق السياحيّة وأدخل ارتياحا كبيرا على أصحاب الفنادق والمطاعم والمحلاّت التجاريّة سواء بالمناطق السياحيّة أو بالمدينة العتيقة فبعث بالكثير من التّفاؤل في صفوف التجّار وأصحاب مراكز التّرفيه بمرسى القنطاوي بعد معاناة سنوات من الكساد والرّكود الذي جثم على تجارتهم. مؤشّرات وأرقام ووفقا لمؤشّرات إحصائيّة تتعلّق بالفترة الممتدّة من غرّة جانفي وإلى غاية العشرين من شهر أفريل 2018 شهدت الوجهتان السياحيّتان سوسة والقنطاوي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2017 تطوّرا ملحوظا ومهمّا في عدد الوافدين وفي عدد اللّيالي المقضّاة وأيضا في نسبة الإشغال حيث تطوّر عدد الوافدين على نزل مدينة سوسة وجهة القنطاوي من 178656 إلى 243182أي بزيادة36.1 في حين تطوّر عدد اللّيالي المقضّاة من 471118 إلى 669085 أي بفارق 42 فيما تطوّرت نسبة الإشغال من 16.4إلى 19.9 هذا ويشهد واقع السياحي بالولاية تسجيل عودة تدريجيّة في نسق الحجوزات وبداية استعادة لأهمّ الأسواق الكلاسيكيّة على غرار السّوق البريطانيّة المبرمجة من قبل وكالة الأسفار Thomas cook والتي انطلقت رحلاتها عبر مطار النّفيضة الحمّامات الدّوليّ منذ 13 فيفري بمعدّل 3 رحلات في الأسبوع والتي شهدت بداية من شهر ماي الجاري نسقا تصاعديّا لتبلغ حدود 10رحلات أسبوعيّا كما يتوقّع أن تسجّل السّوق الألمانيّة في الأيام القليلة القادمة نسقا متصاعدا بمعدّل 4 رحلات أسبوعيّا بما يضمن توافد حوالي 100ألف سائح كما تحتلّ السّوق الدّاخليّة مركز الصّدارة حيث تطوّر عدد الوافدين على المنطقة من 112339سنة 2017إلى 134136 في الفترة ما بين غرّة جانفي وإلى حدود 20أفريل من سنة 2018 لتحتلّ السّوق الجزائريّة المرتبة الثانية في التّرتيب حيث تطوّر عدد اللّيالي المقضّاة من 193537 إلى 229713 كلّ هذه المؤشّرات والإحصائيّات تتجلّى اليوم في أبهى تجليّاتها وتمظهراتها حيث تعرف أغلب نزل المنطقة السياحيّة نسبة عالية في الحجوزات تطلّبت أعدادا كبيرة من اليد العاملة وهو ما سمح باسترجاع المسرّحين وحتّى بالإستنجاد بخدمات اليد العاملة الموسميّة. استعدادات حثيثة وتعزيز للمنظومة الأمنيّة استعدّت مختلف الأطراف المعنيّة بالقطاع من مصالح مندوبيّة السياحة ووكالات الأسفار والديوان الوطني التّونسيّ للسياحة.. للموسم السياحي واهتمّت بدرجة كبيرة بتحسين جودة الخدمات المقدّمة للحرفاء حيث قامت مصالح التفقّد بالمندوبيّة الجهويّة للسّياحة ب565عمليّة تفقّد من خلال زيارات أعوان مصالح الفندقة وحفظ الصحّة والسّلامة شملت مراقبة عامّة للمطاعم ومسح شامل للنّزل ومراكز التّرفيه وعمليّات تفقّد للمسابح إلى جانب تنظيم زيارات تفقّد من قبل مصلحة السياحة ووكالات الأسفار لمراقبة الرحلات السياحيّة ووسائل النّقل السياحي وتفقّد الأدلاّء السياحيين وتحيين قائماتهم كما تكفّلت مصالح المندوبيّة بمتابعة مشاريع التّهيئة والتّجديد والصّيانة واقتناء معدّات وتجهيزات خاصّة ببعض المؤسّسات السياحيّة بجهتي سوسة والقنطاوي هذا وقد شكّل موضوع المنظومة الأمنيّة وتعزيز حماية المؤسّسات الفندقيّة والسّياحيّة ومحيطها والإحاطة بالسّائح في مختلف مسارات المسالك السياحيّة محور اهتمام السّلط الجهويّة والأمنيّة والمهتمّين بالقطاع قبل انطلاق الموسم عبر تنظيم عديد اللّقاءات والجلسات ومن خلال التّركيز على تعزيز حماية المؤسّسات الفندقيّة والسياحيّة ومحيطها بتركيز كاميروات مراقبة وتكثيف الدّوريات الأمنية وتعزيز منظومة التّأمين الذّاتي لمختلف المتدخّلين وذلك عبر تكثيف الدّورات التّكوينيّة والتّأهيليّة على غرار الدّورة التي انتظمت يومي 26 و27أفريل المنقضي. - الوضع البيئي في حاجة إلى مراجعة: رغم تخصيص اعتمادات ماليّة هامّة من موارد صندوق حماية المناطق السياحيّة بالولاية قدّرت بحوالي 1360 مليون دينار خلال سنوات 2013-2014-2015 و2016 لفائدة البلديّات السياحيّة: سوسة –حمام سوسة–أكودة وبوفيشة للقيام ببرنامج استثنائي في مجال النّظافة والعناية بالمحيط فقد أثار الوضع البيئي بأكودة وبوفيشة عديد التشكيّات والإحتجاجات إذ طالب عدد من المصطافين بضرورة مزيد العناية بنظافة المحيط والعناية بالبيئة من خلال تكثيف عمليّات رفع الفضلات خلال مختلف فترات اليوم والعمل على القضاء على النّقاط السّوداء وكلّ المظاهر التي تشوّه جماليّة المنطقة السياحيّة وحتّى المسلك السياحي في اتّجاه المدينة العتيقة كما طالب عدد من روّاد بحر»شطّ مريم» وبعض أصحاب المحلات السكنية وكالة تهيئة وحماية الشّريط السّاحليّ بالعناية بنظافة الشّاطئ المذكور على غرار ماتشهده الشواطئ المتاخمة للمناطق السياحيّة والنّزل والإقامات السياحيّة وذلك بتنظيم حملات التنظيف اليدويّ والتّنظيف الآلي وتركيز الحاويات إلى جانب ضبط خطّة محكمة لمراقبة استغلال الشّواطئ والتصدّي للإنتصاب الفوضويّ وللإستغلال المفرط أو التحوّز ضمانا لحقوق المصطافين كما عبّر عدد كبير من المصطافين والمتساكنين على غضبهم واستنكارهم الشّديد ممّا اعتبروه جريمة مكتملة الأركان ترتكب في حقّ روّاد «شطّ مريم»وطالبوا السّلط الجهويّة بالتدخّل الفوري وتكثيف عمليّات المراقبة والتصدّي لعمليّات الرّبط العشوائي لتصريف مياه الصّرف الصحّي بالبحر وما ينجرّ عنها من تجاوزات واخلالات بيئيّة أضرّت بهذا الشّاطئ وشوّهت صفاء مياهه ونقاء رماله وطالب المحتجّون بضرورة تطبيق القانون على كلّ المخالفين دون استثناء سواء من أصحاب المحلاّت السكنيّة أو الإقامات السياحيّة الكبرى الذين لا يتورّعون في توجيه مياه الصّرف الصحّي في اتّجاه البحر غير مكترثين بتداعيّات هذه العمليّة الغير مسؤولة في حين اشتكى مرتادو شاطئ النّفيضة «المدفون» وشاطئ السلّوم ببوفيشة من انتشار الطحالب والأعشاب البحريّة على طول الشاطئ ومن تواضع المجهودات المبذولة في مجال العناية بنظافة محيط الشاطئ وتذمّر آخرون من الإستغلال المفرط والتحوّز ومن سلوكات بعض المتسوّغين.