عبقت الموسيقى في مسرح الحمامات في سهرة الخميس 12 جويلية برائحة العنبر حيث كان لجمهور المهرجان في دورته 54 في سهرة 12 جويلية موعد مع العرض الموسيقي"فاح العنبر",مع الفنان الأصيل زياد غرسة والقسنطيني والنجم الصاعد محمد عدلان الفرقاني سليل عائلة الفرقاني المختصة في المالوف في الجزائر, بمصاحبة للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد لسود. وقد فاحت رائحة العنبر مع ترنيمات صوت زياد غرسة الذي افتتح العرض صحبة فرقة تتكون من 36 عازفا... بما اضفى سحرا خاصا على مدارج مسرح الحمامات. وقد استهل العرض بوصلة من"نوبة في الحسين صبا" دامت أكثر من 30 دقيقة عزف فيها على البيانو وغنى كأجمل ما يكون حيث تجاوبت الجماهير مع المطرب الاصيل بالتصفيق والتهليل وبالزغاريد. ثم اعتلى محمد عدلان الفرقاني الركح لينطلق في رحلة الطرب بإدارة المايسترو محمد لسود وبرفقة والده العازف نصر الدين الفرقاني, رحلة بدأها ب"وصلة عدلان" التي تحمل داخلها وصلتان, الاولى "وصلة من نوبة الحسين" و الثانية "وصلة رهاوي". الموسيقى الأندلسية وحدت الاحاسيس فلم يتردد الجمهور في التفاعل معها و الرقص على ايقاعاتها, حتى أن زياد غرسة فاجئ كل الحاضرين بما فيهم محمد عدلان عندما دخل راقصا وسط أهازيج الجمهور وأقسم للجمهور أنه لأول مرة يتجرأ و يدخل الركح وفنان آخر مازال يغني, قائلا:"إن التاريخ يعيد نفسه على ذات الركح مع الطاهر الفرقاني, جد محمد عدلان, عندما توقع لزياد غرسة في سنة 1990 بأنه سيصبح حاملا للواء المالوف في شمال إفريقيا بعد 10 سنوات." وقد جلس محمد عدلان الى جانب زياد مستمتعا باغان من التراث التونسي على غرار"لا نمثلك بالشمس ولا بالقمرة" و"الي تعدى و فات" التي علق عليها نجم الموسيقى الأندلسية مازحا ب"ياذنوبي" ضحك على إثرها الجمهور مما أضفى على السهرة نوعا من الحميمية وجعلها اسبه ما يكون بسهرة عائلية. وأسر زياد غرسة بذكائه المعهود قلوب الحاضرين بمقاطع يعشقها الجمهور التونسي على غرار "بحذا حبيبتي تحلى السهرية" و"يا ديني محلالي فرحو" و"ما صار مقياس يعجب" والتي انضم إليه الفنان الجزائري لمشاركته الغناء وآداء كلمات الأغنية وسط أهازيج الجماهير وحماسها وتشجيعها للفنانين التونسيوالجزائري.