كان لجمهور مهرجان الحمامات الدولي موعد مساء الخميس 12 جويلية 2018 مع العرض الموسيقي «فاح العنبر» المعتق بنوبات من المالوف التونسي بصوت زياد غرسة والمالوف القسنطيني لسليل عائلة الفرقاني، الصوت المميز محمد عدلان، بمصاحبةالفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد لسود. تونس (الشروق) واستهل الفنان زياد غرسة عرض «فاح العنبر» بوصلة «نوبة في الحسين صبا» غناء وعزفا على البيانو العربي. ومنذ إطلالته الأولى، وحديثه مع جمهوره، كان واضحا أن نجل الفنان الراحل الطاهر غرسة، سيقدم سهرة استثنائية بكل المقاييس، حين فسح المجال للنجم الصاعد والصوت المعتق، حامل مشعل المالوف القسنطيني، وسليل عائلة الفرقاني محمد عدلان الفرقاني، الذي أبهر الجمهور بحلاوة صوته وقوته. محمد عدلان الفرقاني رافقه والده نصر الدين الفرقاني على الركح عزفا مع الفرقة الوطنية للموسيقى. فقدم وصلة في نوبة «الحسين» و»وصلة رهاوي»، قبل أن يعود زياد غرسة إلى الركح ويشعل المدارج، حين فاجأ الجمهور، عندما صعد الركح راقصا.. رقصة تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والزغاريد، ليعانق شيخ المالوف التونسي، شيخ المالوف القسنطيني. ويقسم بأنها المرة الأولى التي يتجرأ فيها و يدخل ركحا به فنان آخر مازال يغني، مضيفا: «إن التاريخ يعيد نفسه. فسنة 1990على نفس هذا الركح كنت مع الفنان الطاهر الفرقاني، جد محمد عدلان. وكنت حينها أبلغ من العمر 15 عاما. وقال حينها سي الطاهر: زياد سيصبح حاملا للواء المالوف في شمال أفريقيا بعد 10 سنوات...». «فاح العنبر»، أو «العنبر فاح»، في سهرة استثنائية بالدورة ال54 لمهرجان الحمامات الدولي.وهي سهرة تدخل في صميم التقارب الجغرافي والفني والثقافي والحضاري لتونس والجزائر.و أبدع خلالها كل من زياد غرسة ومحمد عدلان الفرقاني. فالأول انتشى ورقص وتخمر. والثاني أبهر، وانبهر، في سهرة يمكن القول إنها السهرة الافتتاحية لمهرجان الحمامات في دورته الحالية.