سجلت تطبيقة الرصد الخاصة بالمرصد التونسي للمياه التابع لجمعية نوماد 08، خلال شهري جوان وماي الماضيين 440 تبليغا من مواطنين فيما يتعلق بانقطاعات الماء الصالح للشراب. وتعرف نفس التطبيقة خلال النصف الأول من شهر جويلية الجاري كما أفاد علاء مرزوق رئيس المرصد ما بين 4 و5 تبليغات في اليوم (60 تبليغا) علما وان يوم أول أمس 16 جويلية قد سجل لوحده 9 تحركات احتجاجية على خلفية تواصل الانقطاعات وتذبذب التزود بمياه الشرب. وافاد مرزوق انه وعلى خلاف ما جاء في اكثر من تصريح رسمي فان حالة العطش العام التي يعانيها المواطن في اكثر من منطقة لم تشهد ذلك التحسن بل بالعكس من ذلك فاستنادا الى الارقام المسجلة في المرصد فان معدلات التبليغ قد تضاعفت مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية 2017. فضلا عن الارتفاع المسجل في نسق الاحتجاج المتصل بمشكل التزود بمياه الشرب وقد حافظت ولايات قفصة والقيروان على صدارة المناطق التي تعاني من اشكاليات في التزود بمياه الشرب يليها في ذلك تطاوين ومدنين (خاصة معتمدية بن قردان) والكاف لتلتحق بها هذه الصائفة أرياف المهدية والمنستير وباقل حدة بنزرت. وبين ان السنة الماضية 2017 التي كانت اصعب من سابقتها قد رصد على امتدادها 1074 تبليغا في الوقت الذي نجد ان النصف الاول من السنة الجارية قد تجاوز فيه عدد التبليغات ال900 وهو ما يؤكد ان الوضع لم يتحسن بل زاد تعكرا. وذكر علاء مرزوق ان جمعية نوماد 08 ومرصد المياه، قد نبها في اكثر من مناسبة من النقص والشح المسجل في الماء ودعا الى ضرورة تقديم الحقائق كما هي وعدم الالتجاء الى المغالطة او التعتيم. واعتبر ان الحديث عن مشاريع لم تنطلق بعد ويلزمها فترة للدخول حيز العمل يندرج ضمن المغالطة فمن غير المنطقي ان يتحول الحديث في موضع العطش والتزود بمياه الشرب الى موضوع للخطابات والمزايدات السياسية (وضع حجز الاساس لمحطة تحلية مياه البحر في سوسة لا يعني انها دخلت حيز العمل وانطلاقة حفر بئر في قفصة لن يكون له تاثير الا بعد فترة قد تصل الى السنة..). واعتبر علاء مرزوق ان الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه تعاني من مشكل اتصالي يزيد في حدة الازمة، بطيئة في تعاملها مع الاشكاليات الطارئة في الغالب ذلك يعود الى بيروقراطية الادارة التونسية هذا فضلا على تهربها من مسؤولياتها في اكثر من منطقة وذكر على سبيل المثال منطقة الحوض المنجمي أين تسجل سرقات كبيرة للمياه من الأنابيب الأساسية والشركة على علم بذلك ولم تحرك ساكنا هذا فضلا عن غضها للنظر وتقصيرها في على كل ما يتعلق بالصيانة وتجديد الشبكة اكثر من منطقة في الجنوب التونسي.