مأساة في سوسة: شاب يفقد حياته تحت عجلات القطار    بشرى سارة للتونسيين: إطلاق سفرات تجارية جديدة بين تونس وباجة بداية من هذا التاريخ    فضيحة في بنزرت: ضبط ري المزروعات بمياه الصرف الصحي غير المعالجة واستخدام قوارير الغاز المنزلي بشكل غير قانوني    بن عروس: توصيات ببعث مركز لتجميع صابة الحبوب بالجهة خلال موسم القادم بهدف تقريب الخدمات من الفلاحين    عاجل: مصر تمنع دخول قافلة ''الصمود'' وتحذّر من تهديدات للأمن القومي    للمشاهدة المجانية : تعرف على تردد قناة DAZN لمباريات كأس العالم للأندية 2025    رسميا: لسعد الدريدي مدربا جديدا للنجم الساحلي    مداهمات أمنية بين باردو وخزندار تطيح بعناصر إجرامية خطيرة وحجز مخدرات وأسلحة بيضاء    تناقلها رواد التواصل الاجتماعي: عملية "براكاج" تكشف عن تضرر عشرات المواطنين    رسميا: شبيبة العمران تكشف عن هوية المدرب الجديد لأكابر كرة القدم    عاجل/ تحديد موعد محاكمة مهدي بن غربية في هذه القضية    الجيش الإيراني يعلن إسقاط مقاتلة F-35 إسرائيلية لكن مصير طيارها لا يزال مجهولا    مبادرة تشريعية جديدة لتنقيح القانون التوجيهي المتعلّق بالنهوض بذوي الإعاقة    هذا السبت, العالم يحتفي باليوم العالمي للتبرع بالدم    وزارة الأسرة تدعو إلى تكثيف جهود التربية على ثقافة احترام حقوق كبار السن ومناهضة العنف المسلط عليهم    الفرجاني يدعو في افتتاح المؤتمر الإقليمي " الصحة الواحدة" إلى إطلاق شبكات بحث مشتركة لدعم نهج الصحة الواحدة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا    قابس: الحاجة ملحة لتحسين وضعية العديد من الطرقات المرقمة بالجهة (رئيس الجمعية الوطنية للسلامة والأخلاق المرورية)    طاقم حكام آسيوي يدير المباراة الافتتاحية في كأس العالم للأندية 2025    كأس العالم للأندية: تشكيلة الأهلي المصري في مواجهة إنتر ميامي الأمريكي    الصين وإفريقيا تصدران "إعلان تشانغشا" لتعزيز التضامن بين دول الجنوب    غدا.. انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق بسوسة والمنستير    ليبيا.. المشري يستنكر عرقلة "قافلة الصمود" ويدعو لاحترام الإرادة الشعبية    عاجل/ إيران: إعتقالات في صفوف عملاء لإسرائيل    مفاوضات القطاع الخاص: الطبوبي يكشف موعد الجلسة الثانية.. #خبر_عاجل    دورة النرويج الدولية للشبان لكرة الطاولة: التونسي وسيم الصيد يحرز فضية مسابقة الزوجي مختلط    عاجل/ كان بصدد الفرار: الإطاحة برجل أعمال معروف محكوم بالسجن في قضية التآمر    الإعلان عن المتوجين بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل    بالأرقام والأسماء.. خسائر إسرائيل وإيران في يومين من المواجهة الساخنة    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    القيروان: جلسة توعوية للإحاطة بالمترشحين لمناظرتي "السيزيام و"النوفيام "    احتجاجات أمريكا : رئيس الفيفا يدلي بهذا التصريح قبل انطلاق كأس الأندية    الأسبوع البورصي : تراجع في أداء توننداكس    تسجيل خمس حالات وفاة بين الحجيج التونسيين حتى الان    عاجل/ "خرج عن السيطرة": نداء استغاثة بعد انتشار مرض الجلد العقدي بين الابقار بهذه الجهة    مساء اليوم : المالوف التونسي ....يشدو في باريس    صفاقس : تزويد السوق بالمواد الإستهلاكية مرضي.. وتسجيل 1934 عملية رقابية من غرة ماي إلى 12 جوان الجاري (الإدارة الجهوية للتجارة)    عاجل ورسمي: الترجي يتعاقد مع لاعب دولي جديد    عاجل/ وقع منذ اكثر من شهر: وفاة أستاذ جرّاء حادث عقارب    وزير التشغيل : 2000 منتفعا بنظام المبادر الذّاتي قد تسلموا بطاقاتهم    الحرارة تصل 41 درجة اليوم السبت.. #خبر_عاجل    إيران تعلن إسقاط مسيرات إسرائيلية في مهمة "تجسّس"    عاجل : الأردن يعيد فتح مجاله الجوي صباح اليوم السبت    الصواريخ الايرانية تضرب مقر هيئة الأركان الإسرائيلية في تل أبيب    الخطوط التونسية تعلن عن تغييرات في رحلاتها نحو باريس    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    الإعلان عن المتوجين بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل    الدورة الأولى من الصالون الوطني للفنون التشكيلية من 14 جوان إلى 5 جويلية بمشاركة 64 فنانا من مختلف الولايات    إعادة تهيئة المقر القديم لبلدية رادس مدرجة ضمن برنامج احياء المراكز العمرانية القديمة باعتباره معلما تاريخيا (المكلف بتسيير البلدية)    وزارة الشؤون الثقافية تنعى المخرج والممثل محمد علي بالحارث    الصحة العالمية تحذر من طرق الترويج للسجائر    افتتاح الدورة الثامنة من المهرجان الدولي لفنون السيرك    ميناء جرجيس يستعد لاستقبال اولى رحلات عودة ابناء تونس المقيمين بالخارج    نحو نفس جديد للسينما التونسية : البرلمان يدرس مشروع قانون لإصلاح القطاع    انطلاق خدمة التكفّل عن بعد بالجلطات الدماغية في جندوبة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطورت علاقات موسكو وواشنطن.. ولكن انهاء الحرب الباردة ليس قريبا
نشر في الصباح يوم 18 - 07 - 2018

لم تخرج تصريحات الرئيسين الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء القمة المغلقة التي جمعتهما في هلسنكي عن الخطابات الديبلوماسية الكلاسيكية واللغة الخشبية وتوجيه الرسائل الايجابية حول أهمية ثمار اللقاء في التأسيس لمرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن وموسكو والدفع نحو تطبيع محتمل للعلاقات وتجاوز التوتر الذي هيمن طويلا على العلاقات بين العملاقين. الا أن في ردود الفعل المسجلة بعد اللقاء لا سيما في الاوساط السياسية والاعلامية والديبلوماسية الامريكية ما يؤكد عكس ذلك، بل ان المظاهرات الاحتجاجية بعد تصريحات ترامب في اعقاب لقاء بوتين ذهبت الى حد اتهامه بالكذب والخيانة ودعته الى تقديم توضيحات أمام الكونغرس بعد انتقادات نواب من الجهموريين واتهامات الديموقراطيين له بتوخي موقف لين إزاء روسيا التي لا يمكن أن ترتقي الى مرتبة الحليف...
ولعله من المهم الاشارة أيضا الى تصريحات وزير الخارجية الروسية التي سبقت لقاء قمة هلسنكي والتي لا يمكن ان تؤشر الى مرحلة جديدة في العلاقات الروسية الامريكية بعد اعتبار لافروف انه من مصلحة امريكا الحفاظ على التوتر الحاصل في الشرق الاوسط.
لافروف أكد أيضا أن الولايات المتحدة تحافظ على الفوضى من أجل خلق إمكانية للصيد في الماء العكر وأن الحقائق التي يمكن أن نتابعها حاليا تؤكد بوضوح أن هذا ما يجري حقا. وشدد لافروف على ضرورة إيجاد سبل لتطوير التغييرات الديمقراطية بصورة سلمية واتخاذ كل الإجراءات لمنع التصرفات غير العقلانية، وخلص الى أن الذين دمروا العراق وليبيا يحاولون اليوم حث المجتمع الدولي على مشاركة المسؤولية في حل أزمة المهاجرين ولم يستخلصوا أي استنتاجات وقرروا تكرار حالة مشابهة في سوريا، وهو ما يعني أن خلف الصورة التي جمعت بوتين ترامب وخلف الهدية التي تمثلت في كرة كأس العالم التي قدمها بوتين للرئيس الأمريكي، تبقى الاختلافات بشأن الملفات العالقة من ترسانة السلاح النووي الى المسالة الاوكرانية والقرم والملف النووي الايراني والازمة السورية حاضرة بقوة...
ما بعد هلسنكي...
كما كان متوقعا، لم يكن انعقاد قمة بوتين ترامب في العاصمة الفنلندية هلسنكي ليمر دون اثارة الجدل حول تأثيرات اللقاء المحتملة على الحرب الباردة في الوقت الذي تتواصل فيه تحقيقات لجنة مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومحاكمة مجموعة ال12 المتهمة بالتجسس.
ولكن الرئيس ترامب سيجد في انكار الرئيس بوتين تدخل بلاده في الانتخابات الرئاسية الامريكية ما يريحه ويدفعه لتبني الموقف الروسي في الدفاع عن مصداقيته وصورته أمام الرأي العام الامريكي الذي لا ينظر بعين الارتياح الى الموقف الروسي، ولكن أيضا موقف الرئيس الامريكي من شركائه التقليديين في الغرب ومن التدخل الروسي في القرم وكذلك من الازمة في سوريا. ويبدو أن اهتمام ترامب نتجه الى الضغط على إيران لدفعها بتأثير من روسيا الى القبول باتفاق نووي جديد وفق معايير الرئيس ترامب الذي يتقن لغة الحسابات والصفقات...
من مؤتمر طهران الى هلسنكي
بلغة الارقام فان قمة هلسنكي ستكون التاسعة في قائمة اللقاءات السوفياتية الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .وبالتالي فان قمة هلسنكي ليست الاولى وقد لا تكون الاخيرة بين العملاق الروسي والامريكي، ولاشك أن قمة هلسنكي التي لم تبح بكل ما شهدته كواليسها من محادثات واتفاقات غير معلنة تأتي بعد نحو ستة عقود على أول لقاء قمة أمريكي روسي بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والزعيم السوفياتي جوزيف ستالين وبحضور رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في نوفمبر 1943 بالعاصمة الإيرانية طهران، والذي عرف بمؤتمر طهران، وهو الاول بين ثلاثة لقاءات جمعت زعماء القوى العظمى للحلفاء خلال الحرب، حيث اتفق الزعماء الثلاثة خلال لقائهما الأول على فتح جبهة جديدة ضد ألمانيا النازية، وهو اللقاء الذي رافقه محاولة تفجير مقر السفارة الروسية في طهران قبل احباط العملية.
وبعد سنتين التقى الثلاثة لكبار مرة أخرى في منتجع يالطا على البحر الأسود بشبه جزيرة القرم في فيفري ر 1945، لمناقشة ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا النازية.
وفي 15 سبتمبر 1959، كان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف أول رئيس روسي يحل بأمريكا ويجتمع مع إيزنهاور في منتجع كامب ديفيد بولاية ماريلاند الأمريكية. لكن نتائج القمة انهارت حين أسقط الاتحاد السوفياتي طائرة تجسس أمريكية وأسر طيارها.
على أن العلاقات بين موسكو وواشنطن لم تخل من التوتر وقد جاء لقاء خروتشوف مع الرئيس الأمريكي جون كينيدي في جوان 1961 بفيينا، في خضم الحرب الباردة ولم يساعد في تغيير العلاقات نحو الأفضل. وقال كينيدي لاحقا انه أسوأ لقاء له في مسيرته السياسية بعد أن سخر خروتتشوف من عملية خليج الخنازير الامريكية الفاشلة للإطاحة بكاسترو الذي سيواكب وصول خمسة رؤساء أمريكيين دون أن يزاح من منصبه. وقد فشل كينيدي في إقناع خروتشوف بالانضمام إلى معاهدة منع التجارب النووية وهو عنوان مختلف اللقاءات الامريكية الروسية قبل أن يتفق الطرفان على اتفاق الحد من الرؤوس النووية.
ثم كانت القمة الأمريكية الروسية التالية هي التي جمعت الرئيس الأمريكي ليندون جونسون مع رئيس الوزراء السوفياتي أليكسي كوسيغين في جوان 1967، على هامش اجتماع للأمم المتحدة على هامش حرب ال1967 بين العرب وإسرائيل وكذلك حرب فيتنام.
وفي أوائل السبعينيات، جمعت ثلاثة لقاءات، اثنان منهما في موسكو ثم في واشنطن، بين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ورئيس الوزراء السوفياتي ليونيد بريجنيف تحت عنوان منع الحرب النووية. وشهد عقد الثمانينيات تقارب بين الرئيسين الأمريكي رونالد ريغن والسوفياتي ميخائيل غربتشوف، وكان لريغن قناعة بأن امريكا والاتحاد السوفياتي يملكان شن حرب ثالثة أو تحقيق السلام في العالم وذلك رغم استمرار سباق التسلح.
وستشهد القمة الثالثة بين ريغن وغربتشوف في 8 ديسمبر 1987 في واشنطن، توقيع معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي اتفق خلالها الطرفان على وقف إطلاق الصواريخ البالستية من على اليابسة. والتقى ريغن بغربتشوف للمرة الرابعة في موسكو في ماي 1988، ثم عقدا قمتهما الخامسة الأخيرة في نيويورك بعد خمسة أشهر.
وانعقدت القمة الأولى بين غربتشوف والرئيس الأمريكي بوش الأب في ديسمبر 1989، على متن سفينة حربية سوفيتية قرب سواحل مالطا بالبحر المتوسط، ولذلك عرفت باسم "قمة الماء المالح"، والتقى غربتشوف بوش ست مرات الى أن تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991.
وستكون طبيعة العلاقات بين الرئيس بوريس يلتسين وبيل كلينتون على درجة من الغرابة حيث زار يلتسين البيت الأبيض في 1993 وأعلن التزام بلاده بالديمقراطية. ورافق زيارة يلتسين للبيت الابيض الكثير من الفضائح حيث تسربت انباء عن إسرافه في الشرب والعثور عليه في حديقة البيت الابيض في حالة يرثى لها. والتقى بوتين أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين...
كثيرة هي قائمة اللقاءات المعلنة بين الزعماء الامريكيين والروس منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن يبدو أن طي صفحة الحرب الباردة وتدشين مرحلة جديدة تتجه الى تطبيع العلاقات ليست بالأمر القريب. ورغم انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين فإن طموحات الدب الروسي مع عودة بوتين الى المشهد تبقى مرتفعة وتوجهاته نحو توسع الدور الروسي في الشرق الاوسط الكبير باتت معلنة. ولا شك أن اللقاء الثلاثي المرتقب نهاية الشهر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والايراني روحاني والتركي أردوغان ينتظر أن تتضح الرؤية بشأن ثمار هلسنكي ليزاح ربما الغموض حول مصير الازمة في سوريا ومصير اللاجئين ومصير الاتفاق مع أيران...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.