عملت هيئة تنظيم الدورة 54 من مهرجان قرطاج الدولي على ارضاء اذواق كل الشرائح العمرية وعلى استرجاع جمهور الشباب لمدرج المسرح الاثري بقرطاج وأرادت ان تنفتح على التجارب الشبابية الجديدة ومن بينها تجربة الفنان علي الجزيري الشاب الذي تمرد على تجربة والده الفاضل الجزيزري وتجاوزه الى تجربة جديدة مزج فيها الروك والبوب بايقاعات الموسيقى الصوفية وتخيّر لها الكلمات القادرة على الانصهار والمستجيبة لروح التجربة الجديدة التي تدخل في اطار مسيرته ومشروعه الفني الخاص به. وبعيدا عن الفاضل الجزيري وعن الحضرة وقد كان واحدا من اهم عناصرها اعتلى علي الجزيري ركح المسرح الاثري بقرطاج ومجموعته الموسيقية المتكونة من 14 عضوا في سهرة الاحد 22 جويلة 2018 وقدم عرض»هاملين».. عصارة مجهود ونتيجة بحث انطلق العمل عليه منذ سنتين اولا لكتابة عمل موسيقي مختلف والنهل من مخزون تونس من الموسيقى والفن الشعبي والأغاني التونسية الاصيلة التي رسخت في اذهان التونسيين على مر عقود بإيقاعات معينة وثانيا لتشكيل الفرقة التي تؤمن بالمشروع وتعمل عليه بالاجتهاد المطلوب فليس من السهل على الموسيقيين ان يمزجوا البلوز والروك بالموسيقى والايقاعات الصوفية فما ابعد الباتري عن الكمنجة والكونتر باس والغيتار إلكتروني عن بالبندير والعود والكمنجة عن الطبلة والتشيلو والبيانو عن الدربوكة. أمام جمهور عاشق للجديد وللمختلف جاء اغلبه لاكتشاف ابداع هذا الفنان وثمرة مجهود طالما نوهت به الصحافة وقد تذوق البعض منه في البوم «هاملين» وجاء بعضه الآخر لتقييم حضوره الركحي بعيدا عن اسد الاركاح الفاضل الجزيري ولعل البعض الآخر اراد ان يقيم تجارب ابناء الفنانين الذين اصبحوا ينافسون آباءهم على قلوب معجبيهم، وخلال ساعتين من الزمن قدم علي ومجموعته «هاملين» عددا من الأغاني التي كتب كلماتها «غسان عمامي» ولحنها كل من «علي الجزيري، «هيثم بن عطية»، و»ياسين بوداية»مثل «الضو لا»، «دمار»و»هجران»و»أبراج أبراج»و»بني وطني»و «أحوال»و «هاملين»و «عو» وهي اغنية مؤثرة جدا كتبها لتكريم روح شقيقه الراحل «عمر الجزيري» الذي توفي سنة 2014 وهو بصدد العمل في تصوير شريط سينمائي مع والده المخرج الفاضل الجزيري وقد ابدع علي الجزيري في تقديم «بجاه الله يا حب أسمعني»و»أنا المدلل» و»يا فارس بغداد».. الرغبة في التنويع وفي ارضاء كل الاذواق ببرمجة المختلف والمغاير والمغامرات ومشاريع الشباب الذين لم يكتسبوا بعد شرعية وقوفهم على ركح المسرح الاثري بقرطاج لا بد لها من حسن التدبير والتفكير حتى لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي لان عرض «هاملين» تأثر سلبا على ما يبدو ببرمجته وسط عرضين لايقونة الفن التونسي والعربي امينة فاخت من حيث حضور الجمهور.