على الرغم من اقتصاره على أغانيه المعروفة التي طبعت مسيرته الفنية فان المطرب نور شيبة تمكن من استدراج جمهور غفير لحفله المدرج ضمن برنامج الدورة 39 لمهرجان قفصة الدولي مما جعل مدارج المسرح البيزنطي تعجز على استيعاب الأعداد الغفيرة من رواد المهرجان وهو ما يحتم على القائمين على الشأن الثقافي بالجهة الانكباب منذ الآن على موضوع الفضاء الحالي الذي بات عاجزا عن أداء وظيفته ولم يعد يرتقي إلى مستوى هذه التظاهرة الدولية حيث بات من الضرورة بمكان إحداث فضاء جديد يسمح باحتضان الأعداد المتزايدة من الجماهير المتدفقة على المسرح الحالي. وبالعودة إلى وقائع هذا الحفل نشير إلى الإيقاعات السريعة التي استهل بها الفنان نور شيبة عرضه من خلال (زارتنا البركة) حيث ألهب بها حناجر الجماهير التي رددت معه اغلب مقاطع هذه الأغنية كما كان للحركية الكبيرة التي رافقت أداءه لها وكذلك رقصه فوق الركح مفعولا سحريا على جمهوره الذي رقص بدوره على أنغام (يا حب اشبيك) و( بوسة خال) و(مرض الهوى) و(أنا السلطان) قبل أن يلتحم بجمهوره أثناء العرض حيث نزل من على الركح وغنى مع عدد من الجماهير وهو ما زاد في حجم الهستيريا فوق المدرجات. تحية لقوافل قفصة ودائما بخصوص الأجواء الهستيرية التي ادخلها الفنان نور شيبة على جمهور مهرجان قفصة الدولي نشير إلى أن الحماس بلغ ذروته خلال الحفل حين حيا الجمهور الرياضي المتيم بحب الجمعية الممثلة للجهة ألا وهي القوافل الرياضية بقفصة حيث تمنى لها العودة الى مصاف النخبة بعد تدحرجها إلى الرابطة الثانية كما رفع علمها الأصفر والأخضر وهي لقطة ألهبت المشاعر فكانت التحية اكبر من جانب الحضور. باقة الأغاني التي أثث بها فارس الأغنية التونسية - وفقا لوصف الجمهور - اشتملت على بعض الأنغام المعروفة لفنانين آخرين على غرار (يما يا غالية) و(النساء) و(يا لعماري). هذه الأغنية الأخيرة وهي المستمدة من التراث القفصي تمايل على إيقاعها اغلب رواد المهرجان لينهي بها برنامج السهرة تحت وابل من التصفيق والزغاريد والأهازيج التي تعالت من المدارج الأمر الذي اثنى عليه الفنان نور شيبة أثناء حديثنا معه في أعقاب الحفل حيث قال في هذا الصدد ل»الصباح»: سعدت كثيرا بهذا اللقاء المتجدد مع جمهور قفصة الذي أحييه على تجاوبه مع ما قدمته له في هذه السهرة وهو ما أراه مؤشرا إيجابيا على ما تتمتع به الأغنية التونسية وإيقاعاتنا الأصيلة من مكانة في نفوس جماهيرنا الذواقة.. كان صراحة حفلا ناجحا على جميع المستويات حيث كان صدق الأحاسيس في الموعد كما الوفاء أيضا للأغنية التونسية»..