القاهرة (وكالات) ركزت واشنطن على مواجهه إيران، في ظل خفوت الحديث الأمريكي عما عرف إعلاميًا ب»صفقه القرن» عقب جولة صهره ومستشاره كوشنر في المنطقة وبعد أن وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه «تعبير إعلامي وليس سياسي»، حيث يتصاعد الحديث عن التجهيز لتحالف سني عربي، وصفته أوساط سياسية وعسكرية بأنه قد يكون «ناتو بين دول الخليج ومصر والأردن»، وهو ما أكدت عليه وكالة الأنباء العالمية رويتز في تقرير نشرته هذا الأسبوع. مسألة التزمت الدول العربية بصمت كامل حولها، حتى أكّد مصدر مسؤول في الحكومة الأردنية أن «الولاياتالمتحدة عرضت على دول عدة في المنطقة، بما فيها المملكة الهاشمية، أفكارَا يجري بحثها والحوار بشأنها». وأوضح المصدر، أن «تلك الأفكار تهدف إلى وضع آلية تنسيق مشتركة» بين الولاياتالمتحدة وبعض دول المنطقة بهدف «مواجهة التحديات الأمنية والدفاعية والاقتصادية»، مشيرًا إلى أن عمان تدرس هذه المبادرة ولم تتخذ بعد قرارًا بشأنها. وكانت هذه الأفكار تشمل سعي إدارة ترامب لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج العربية ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، وأن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بشأن الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري ومكافحة التطرف وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية. وسعت الدول العربية الكبرى إلى تحديد موقفها بوضوح، مما أثير من شكوك بشأن موقفها من مقترحات كوشنر صهر الرئيس الأمريكي غير الواضحة كليًا، والتي أثارت من الشكوك في النوايا الأمريكية بأكثر مما أوضحت كما قال مصدر ديبلوماسي عربي في القاهرة». وقد حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر للشباب الأحد الماضي على تأكيد مواقف بلاده بالقول: «نحن مع كل قرارات الأممالمتحدة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيل إلي ما قبل حدود 1967». وقالت مصادر ديبلوماسية إن العاهل السعودي طمأن حلفاؤه العرب بأن السعودية لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة مما أدى إلى تهدئة مخاوف من احتمال أن تؤيد المملكة اتفاقاً أمريكيًا وليدًا ينحاز لإسرائيل في هذين الأمرين. وتساءل المراقبون لماذا لا تعيد الدول العربية طرح مبادرة السلام العربية، والتي قدمتها السعودية عام 2002 لقطع الطريق أمام افكار تتجاوز كل الخطوط الحمراء العربية وذلك وإزاء عدم تقديم ادارة ترامب حتى الآن أي تصور حقيقي يصلح أساسًا للتفاوض. وذكر موقع «بي بي سي عربي» مناقشة صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، ما ورد في تقارير تحدثت عن سعي الولاياتالمتحدة لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج ومصر والأردن لمواجهة التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمثل «نسخة عربية» من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وشككت صحف في نوايا الرئيس ترامب، وانتقد كُتاب فيها الدور الأمريكي في المطالبة بتشكيل هذا الحلف، ورأى آخرون أنه قد يقود دول الخليج إلى «حرب إقليمية عظمى»، ومن بينهم عبد الباري عطوان في «رأي اليوم» اللندنية والذي حذر من أن «الأشقاء في الخليج يُساقون إلى حرب إقليمية عظمى سيكونون حطبها، والممولين لها. ويرفض السيد زهرة دور الولاياتالمتحدة، ويقول «لا يمكن أبدًا أن يكون مقبولًا أن يتشكل تحالف عربي بطلب أو بأمر مباشر من أمريكا، وهي التي تحدد من ينضم إليه، وما هي مهمته وأجندته وماذا عليه أن يفعل ويضيف «لا بأس من الاتفاق مع أمريكا أو غيرها على خطوات أو إجراءات محددة لمواجهة الخطر الإيراني، لكن الحديث عن ناتو عربي أي تحالف عربي دائم تحت مظلة أمريكا تحت هذه الذريعة، هذا أمر آخر». ويرى عبد الله المجالي في صحيفة «السبيل» الأردنية أن «فكرة الناتو العربي أو الإسلامي، ليست جديدة فقد طرحت قبل عام تقريبًا في خضم الزيارة «التاريخية» لترامب للرياض، وانعقاد ما عرف بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية». ولا يعتقد الكاتب أن فرص نجاح الحلف كبيرة، مشيرًا أن «تجاهل الحلف المزمع تأسيسه للخطر الصهيوني هو أحد أهم العوامل التي ستؤدي إلى فشله، فحلف كهذا لن يكون له دعم شعبي بخاصة في الأردن ومصر، والأردن لا يجوز أن يجازف بأحلاف لا تحظى بالدعم الشعبي الكافي».