قال القيادي وعضو الهيئة السياسية المكلف بملف الشباب قاسم مخلوف إن الاجتماع القادم للهيئة السياسية سينظر في تحديد تركيبة الإشراف والإعداد لأشغال المؤتمر الأول للحزب حيث من المنتظر أن تتم مناقشة جملة من الأسماء التي يشترط فيها ان تكون شخصيات توافقية وسبق لها أن أعدت مؤتمرات بالإضافة إلى حيادها حتى تكون محل ثقة من الجميع. واعتبر مخلوف في تصريح ل»الصباح « ان إعداد المؤتمر القادم هو تحد كبير لكل الندائيين ليس أثناء المؤتمر بل بعده عبر المحافظة على تماسك الحزب وهياكله وعدم إقصاء أي كان فتجربة 2016 مازالت تلقى بظلالها على الحزب، وتجنب انتكاسة جديدة لن يكون إلا بالقبول بنتائج الصندوق والامتثال لخيارات المؤتمرين مع ضرورة الوعي بالدور الأساسي للحزب وفكرته الرئيسيّة القائمة على إعادة التوازن السياسي لتجنب الشتات الحاصل في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011، وهو ما يُبقي النداء الوريث الشرعي للحركة الوطنية.» الإصلاح داخل النداء وبين مخلوف أن الإصلاح داخل النداء ممكن جدا «من خلال التسيير الديمقراطي، والممارسة الديمقراطية، وتمكين القيادات الوطنية والجهوية المكانة التي يستحقونها وتجاوز التهميش الحاصل داخل الهياكل فالإصلاح الحقيقي يمر عبر التسيير الجماعي بعيدا عن التفرد بالرأي والموقف.» وعن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وصف مخلوف الوضع قائلا «بالصعب» مضيفا» رغم ان بلادنا نجحت نسبيا في تجنب صراعات مواطنية على قاعدة الهوية أو الجهة وهذا يعود بالأساس إلى تجانس التونسيين والى ادوار شخصيات وطنية في تركيز الثقة في التونسي مما خلق لديه مناعة بفضل واقع تعليمي منذ بداية دولة الاستقلال». وأضاف «بالرغم كل ذلك فان الشعب مازال في انتظار نجاحات أخرى أساسا على مستوى مكافحة الفقر والبطالة والتمييز الإيجابي بما يفتح أفقا واسعا للأمل، فالأزمة الاقتصادية لا تزال مقلقة للجميع وما علينا إلا المساهمة جميعا في بناء رؤية اقتصادية قادرة على مسايرة رغبة التونسيين في النجاح. فأصعب الأمور هي بداية البناء وإعادة صياغة رؤى ومواقف تساهم في بناء أفضل الظروف في إطار ما وصفه الزعيم الحبيب بورقيبة بالجهاد الأكبر». واعتبر المتحدث انه «كثيرا ما يقارن التونسيون أنفسهم بشعوب متقدمة، فعنصر التقدم بالنسب للتونسي هو الديمقراطية وحرية التعبير وحسن اختياره لقياداته ديمقراطيا، غير أن هذا التقدم يبقى منقوصا بسبب غياب العمل والاجتهاد والعلم وهي عوامل أساسية للنجاح، فوعي الشعب التونسي توقف عند هذا الحد والحال أننا نسينا عناصر النجاح الأصلية فمسألة النجاح تتطلب إصرارا على التجاوز وفتح بوابات الأمل فواقعنا لا يشبه واقع اليابان بعد قنبلة هيروشيما ونكازاكي، واقعنا لا يشبه واقع ألمانيا قبل توحيد الألمانيتين بعد الحرب العالمية الثانية، فقد نجحت تلك الشعوب وتجاوزت أزمتها بالعلم وبالإيمان في قدرتها على خلق إنسان متحرر». أسباب الفشل وعن أسباب فشل التونسيين في تجاوز واقع الأزمة قال مخلوف « ان جزءا كبيرا من الشعب انتظر مكافأة على نضالاته أيام الثورة، حيث ارتفع سقف المطلبية واعتقد من خلالها التونسيون انه حان وقت المكافأة وهنا لا يجب ان نخفي دور السياسيين في هذا الباب من ناحية التاطير والإرشاد كذلك دور المنظمات الوطنية التاريخية والكبرى، وفِي هذا الباب يجب أن نُقر بأننا أخطانا في ذلك، وهو أمر مفهوم مقارنة بممارستنا للديمقراطية كديمقراطية ناشئة .» وبخصوص تأثير الصراعات والخلافات حول الهوية وإمكانية المس بمبدأ الديمقراطية الناشئة عبر فرض رؤى ومواقف قد يرفضها عموم التونسيين مقابل تمسك أقلية بها وهو ما ينسحب على مشروع لجنة الحريات الفردية والمساواة قال مخلوف «ان مشروع اللجنة لا يتضمن مشاكل على مستوى المقترحات، ذلك انها منبثقة من المبادئ الأساسية لروح الدستور، ولكن ماهو مطلوب الآن، هو معالجة هذه الخلافات التي يجب ان تتم بروح الترافق أو تحكيم الشعب عبر البرلمان أو الرئاسات الثلاث او استفتاء شعبي ان اقتضى الأمر.» وإذا ما كانت تونس تعيش واقع الأزمة فان ذلك يدفع للبحث عن طرق الخروج الآمنة من الأزمة السياسية والاقتصادية وفِي هذا السياق أوضح مخلوف». شخصيا أؤمن بالوحدة الوطنية والتوافق حول مبادئ عامة، فالخروج من الأزمة يبدأ بنبذ الإقصاء وتوحيد كل القوى الوطنية وتوحيد العائلة الحداثية الديمقراطية وتجميعها حول مصلحة تونس، فانسداد الأفق قد يخلق طبقة سياسية جديدة من مصلحتها إيجاد الحلول وتجاوز الأزمة.