التهريب تلك النقطة السوداء التي تنخر الإقتصاد والمتفرعة الى عدة فروع وتنشط على أكثر من مستوى حيث يرتفع منسوب هذه الآفة في المناطق الحدودية حيث ينخرط العديد من سكان تلك المناطق في تهريب البضائع من مواد استهلاكية عادية كالمواد الغذائية والسجائر الى تهريب الممنوعات كالمخدرات والمشروبات الكحولية خاصة الفاخرة، كما نجد شبكات دولية تنشط بين داخل البلاد وخارجها ويديرها رئيس العصابة الذي عادة ما يكون خارج الوطن ومن ينوبه يكون عادة داخل التراب التونسي وتوفر تلك الشبكات كل الوسائل لتأمين نشاطها المشبوه بكل الوسائل المتاحة وتنشط عادة في تهريب السلاح والمخدرات بكميات كبيرة وغيرها من المواد. والمعروف أن التهريب بصفة عامة «يستهدف» كل البضائع ويعمل وفق ما يحتاجه المستهلك وحسب المواسم والأعياد وقد اتجهت أنظار التهريب مؤخرا الى المواشي من أغنام وأبقار وحتى «رؤوس» تلك الماشية لم تسلم من التهريب وآخر عملية تم إحباطها أمس الأول حيث تمكنت دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني ببوش من معتمدية عين دراهم ولاية جندوبة من حجز شاحنة نقل خفيفة محملة برؤوس أبقار مهرّبة. وقد اذنت النيابة العموميّة لفرقة الإرشاد الحدودي للحرس الوطني بحجز الشاحنة ورؤوس الأبقار التي قدرت قيمتها المالية بحوالي 43 ألف دينار واتخاذ الإجراءات القانونيّة ضدّ سائقها. وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول عدد رؤوس الأغنام التي تتم سرقتها والاغنام التي يقع تهريبها من ليبيا والجزائر وبيعها للمستهلك التونسي الا ان ذلك لا ينفي وجود الظاهرة التي تتفاقم مع عيد الاضحى فقد تضرر السنة الفارطة 483 فلاحا من تلك التجاوزات. تهريب البشر أيادي التهريب لم تعد تقتصر على الجانب الاستهلاكي للبشر وانما امتدت الى تهريبه ومساعدة كل شخص يرغب في الهجرة غير الشرعية دخولا الى تونس او خروجا منها وطبعا كل خدمة يقدمها هؤلاء لها ثمنها وقد شملت عمليات تهريب البشر «الحارقين» والارهابيين خاصة خلال السنوات الأخيرة وآخر عملية كشفتها القوات الأمنية تمكنت مؤخرا الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسة بسلامة التراب الوطني بالإدارة العامة للمصالح المختصة بالقرجاني، من الكشف عن شبكة دولية لتهريب الأشخاص إنطلاقا من العراق وتركيا في إتجاه أوروبا عبر تونس بإستعمال جوازات سفر أجنبية مدلّسة وتم ايقاف اربعة عراقيين وتونسي يعمل وسيطا داخل تلك الشبكة الدولية. التهريب في أرقام وفق إحصائية لوزارة الداخلية فقد تمكنت وحدات الحرس الوطني بكامل تراب الجمهورية خلال الفترة الممتدة من يوم 29 جويلية 2018 إلى غاية يوم 04 أوت 2018 من إحباط 65 عملية تهريب وقد قدرت القيمة المالية الجملية للبضائع المهربة المحجوزة ب 1 مليون و712 ألفا و908 دينارات. ومن بين تلك العمليات التي تم احباطها يوم غرة اوت إثر قيام دوريات مشتركة تابعة لإقليم الحرس الوطني بتطاوين بمشاركة مختلف الاختصاصات التابعة لمنطقتي الحرس الوطني بتطاوين ورمادة ضبط خمس شاحنات نقل خفيفة محملة ببضاعة مهربة مختلفة تتمثل في 4930 لترا من المحروقات و11500 فانوس كهربائي و9600 مشغل انابيب انارة و72 زربية مختلفة الأحجام. كذلك وفي نفس اليوم تمكنت دوريات تابعة لوحدات الحرس الوطني بولايات اريانة وسوسة ومدنين من ضبط ثلاث سيارات خاصة محملة ببضاعة مهربة مختلفة (مكيفات هوائية، احذية رياضية، ملابس مستعملة ومحركات رفع اثقال) قدرت قيمتها المالية الجملية بحوالي 89 ألف دينار. كما ضبطت دورية تابعة لمنطقة الحرس الوطني ببن قردان يوم 3 اوت الجاري شاحنة نقل خفيفة محملة ببضاعة مهربة تتمثل في حوالي 890 كلغ من الفواكه الجافة (بوفريوة). تهريب السجائر يمر تهريب السجائر عبر شبكات تتحكم فيها رؤوس أموال ومهربون ينشطون عبر الحدود التونسية الجزائرية والتونسية الليبية وتضم مدينة بن قردان أكبر مخازن السجائر. وفي آخر عمليات إحباط السجائر تمكّنت يوم 07 أوت 2018 دوريات تابعة لمنطقتي الحرس الوطني برمادة ولاية تطاوين وبن قردان ولاية مدنين من ضبط ثلاث شاحنات محملة ببضاعة مهربة تتمثل في 21150 علبة سجائر، 20 كلغ من مادة «المعسل» و22 رأس غنم من السلالة الأجنبية وقد قدرت القيمة المالية الجملية للمحجوز ب 176 ألف دينار.