جنوة (وكالات) تتابع فرق الإنقاذ الإيطالية منذ ليل الأربعاء البحث عن ناجين تحت أنقاض الجسر المنهار في مدينة جنوى في شمال غرب إيطاليا، في الوقت الذي بدأ فيه المحققون العمل على كشف الأسباب التي أدت الى هذه الكارثة. تابعت فرق الإنقاذ الإيطالية الأربعاء البحث عن أشخاص ناجين من كارثة انهيار جسر في مدينة جنوى. وكان 48 شخصا على الأقل قد لقوا مصرعهم الثلاثاء بعد انهيار جزء كبير من جسر موراندي خلال تساقط أمطارغزيرة، هوت معه المركبات التي كانت تمر عليه مع سائقيها إلى 100 متر نحو الأسفل فوق خطوط للسكك الحديدية، في حادث وصفته الحكومة بأنه «مأساة فادحة». وصرح وزير الداخلية ماتيو سالفيني للصحفيين في كاتانيا في صقلية «للأسف، إن نحو 48 شخصا لقوا مصرعهم فضلا عن عشرات من الإصابات الخطيرة» مضيفا «أشكر رجال الإطفاء والإسعاف والمتطوعين الذين تدخلوا منذ اللحظة الأولى وما زالوا يحفرون لإنقاذ الأرواح». وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لاحقا إن الحصيلة الرسمية قد بلغت 25 قتيلا لكنها قد ترتفع مع استمرار عناصر الإغاثة في عمليات البحث بين الأنقاض. وأضاف «يجب فحص كل البنية التحتية في البلاد، يجب ألا نسمح بحدوث مأساة أخرى مثل هذه مجددا». وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إن «كارثة» أصابت جنوة وإيطاليا بأسرها، مع تحول الاهتمام إلى أسباب انهيار الجسر وتحديد المسؤول في النهاية عن هذه الكارثة. وقال ماتاريلا في بيان «الإيطاليون لهم الحق في بنية تحتية حديثة وفعالة ترافقهم بشكل آمن في حياتهم اليومية». وقال عناصر من فرق الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض أن هناك «عشرات» الضحايا فيما تقوم المروحيات بنقل الناجين على نقالات من الجسر المدمر. وعلقت سيارات وشاحنات بين الأنقاض كما تضررت مبان مجاورة بسبب قطع الإسمنت الكبيرة التي سقطت. وصرح مسؤول الإطفاء ايمانويل غيفي «لن نفقد الأمل، لقد أنقذنا أكثر من عشرة أشخاص من تحت الأنقاض». وقال «سنعمل على مدار الساعة حتى إنقاذ آخر شخص». وبينما تساقطت السيارات والشاحنات مع الجسر المنهار، تمكن السائق المغربي عفيفي إدريس (39 عاما) من التوقف في الوقت المناسب. وقال «شاهدت الشاحنة الخضراء أمامي تتوقف ثم تعود الى الوراء فتوقفت أيضا، أغلقت الشاحنة وركضت بعيدا». وكانت الشاحنة الخضراء حتى وقت متأخر من المساء لا تزال متوقفة على بعد مسافة قصيرة من الحافة التي انهار ما بعدها. ويعتبر انهيار جزء كبير من الجسر وسقوطه على خط للسكك الحديدية في المدينة، أكثر انهيارات الجسور دموية منذ سنوات في البلد الأوروبي المعرض للأضرار بسبب الزلزال والذي تعاني بنيته التحتية بسبب الاقتصاد المتعثر. أظهرت صور جوية انهيار 200 متر من جسر «موراندي» في منطقة صناعية في غرب جنوى. وقالت أجهزة الإطفاء الإيطالية إن الانهيار وقع عند الظهر (10:00 ت غ). صرح دانيلو تونينللي وزير النقل والبنى التحتية الإيطالي على موقع تويتر «أتابع بخوف كبير ما حدث في جنوى وما يبدو أنه مأساة فادحة». وتعهد سالفيني بمحاسبة المسؤولين عن الحادث. وقال «أتعهد أمام الإيطاليين بتحديد مسؤوليات كارثة غير مقبولة، لأنه ليس من الممكن العمل والموت بهذا الشكل عام 2018». واضاف «لقد عبرت هذا الجسر مئات المرات، لكنني الآن سأبذل كل ما في وسعي لأحصل على أسماء المسؤولين السابقين والحاليين. من غير المقبول الموت بهذه الطريقة في إيطاليا». وأوضح ان «هناك مناطق في إيطاليا بحاجة إلى أن تكون آمنة، وإذا كانت هناك التزامات خارجية تمنعنا من إنفاق الأموال التي نحتاجها لسلامة المدارس والطرق السريعة، فسيتعين علينا طرح سؤال حول الاستمرار في احترام هذه الالتزامات أو وضع سلامة الإيطاليين فوق أي اعتبار اخر، من الواضح أنني اخترت الخيار الثاني». ولم يعرف على الفور سبب الكارثة، رغم أن أجهزة الأرصاد الجوية في منطقة ليغوريا، اصدرت تحذيرا من عاصفة صباح الثلاثاء. وقالت هيئة الطرق على موقعها أن «اعمال صيانة كانت تجري عند قاعدة الجسر» مضيفة أنه تم إرسال رافعة إلى الموقع للمساعدة في عمليات الإنقاذ. أمطار غزيرة وأعمال صيانة قال وزير الداخلية المسؤول عن أجهزة الشرطة والإطفاء «نحن نتابع الوضع لحظة بلحظة»، وقدم الشكر لأجهزة الطوارئ على استجابتها السريعة. وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء إن الجزء المنهار سقط على خط للسكك الحديد على مسافة مئة متر أسفل الجسر وإن سيارات وشاحنات سقطت مع الجسر. أوروبا في نجدة ايطايا قال رئيس بلدية نيس الفرنسية على بعد 200 كلم غرب على طول الساحل أنه سمح لفرق إطفاء من المدينة بمساعدة أقرانهم في جنوة. في بيان أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في بيان عن «تعاطفه العميق وتعازيه الحارة لعائلات وأصدقاء القتلى وللشعب الإيطالي». وبعثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتعازيها. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر أن فرنسا «تقف إلى جانب إيطاليا في هذه المأساة ومستعدة لتقديم كل الدعم الضروري». تقع جنوى البالغ عدد سكانها نصف مليون، بين البحر وجبال شمال غرب إيطاليا وتكثر فيها الجسور العلوية والأنفاق نظراً لوعورة تضاريسها. استكمل بناء جسر موراندي في العام 1967 ويمر من فوق عشرات خطوط السكك الحديد والمنطقة الصناعية. وكان أحد المصانع الواقع بجانب أحد أعمدة الجسر مباشرة، فارغاً الثلاثاء بسبب عطلة رسمية، ويبدو أنه أصيب بأضرار طفيفة. ويعتبر الحادث حلقة جديدة في سلسلة انهيارات جسور في إيطاليا المعرضة للنشاط الزلزالي والتي انعكست حالة الركود الاقتصادي على بنيتها التحتية بشكل عام. في مارس العام الماضي قتل شخصان عند انهيار طريق علوي بالقرب من انكونا على ساحل الأدرياتيكي.