أبدى سمير السليمي عدم رضائه عن سياسة الرئيس الجديد للنادي الإفريقي عبد السلام اليونسي الذي وصفه ب«سليم رياحي جديد» موجها له عدة مؤاخذات. كان ذلك خلال الحوار الذي خص به «الصباح الأسبوعي» ضمنه عدة رسائل إلى جماهير الأحمر والأبيض ونوادي الترجي والنجم والصفاقسي... كما تحدث عن تعيين فوزي البنزرتي على رأس المنتخب وكشف عن مفاجآت القائمة الجديدة التي ستضم لاعبين انتظرهم الجمهور التونسي. وفي ما يلي فحوى الحوار: ● انطلقت بطولة موسم 2018-2019 في ظل مشاكل كبيرة تعيشها الأندية وخيبة أمل الجمهور الرياضي بعد مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم بروسيا. بأي طعم ستكون بطولة الموسم الحالي وما هي انتظاراتك كفني؟ أتمنى أن تختفي المظاهر السيئة التي طغت على مباريات الموسم الفارط وما قبله ومن أبرزها العنف والويكلو... وأتطلع إلى استقرار المدربين وهنا على رؤساء النوادي الوعي بأهمية هذه النقطة، كما أطلب من الحكام النزاهة والابتعاد عن الحسابات التي أربكت البطولة وأثرت على أداء اللاعبين فوق الميدان وعلى النوادي الكف عن التظلم منذ تعيين الحكم فكل هذا يزيد في توتر الأجواء والتشنج وفي هيجان الجمهور. في النهاية سيكون فريق بطل ونزول فريقين اثنين وبالتالي لابد من قبول النتيجة. وبقطع النظر عن رباعي العادة فإني كفني ومتابع للنوادي فعلى غرار الإتحاد المنستيري الذي مثل المفاجأة السارة الموسم الفارط مع المدرب اسكندر القصري على عكس بداية الموسم الحالي حيث عاش عدة صعوبات وتذبذبا في التحضيرات لكنه يبقى فريقا قادرا على العودة لإعطاء نكهة للبطولة، فإني أنتظر عودة فريق المتلوي لمستوى الموسم ما قبل الفارط وقطبي الكرة القابسية الملعب والمستقبل وخصوصا المستقبل الذي أبهرني بثراء رصيده البشري في الموسم الفارط وبدرجة أقل النادي البنزرتي الذي يتوفر على إمكانيات بشرية هائلة. لكن في المقابل ساءني حال شبيبة القيروان هذا النادي العريق الذي يعاني عديد المشاكل منذ الموسم الفارط. ● شهد النادي الإفريقي تغييرات كبيرة على المستويين الإداري والفني. كيف ترى الفريق في الموسم الجديد؟ الرئيس الجديد عبد السلام اليونسي بصدد تكرار خطأ سابقه سليم الرياحي من خلال كثرة الانتدابات. فتكديس اللاعبين لا يعني بناء فريق قوي. فقد دار حوار بيني وبين اليونسي عندما كنت في قطر وقدمت له عدة نصائح تتعلق بالرصيد البشري والانتدابات تحديدا ولكن لم أجد مما تحدثنا فيه شيئا بل فاجأني بإتباع إستراتيجية جديدة بهدم القديم وبالتالي فهو ارتكب نفس أخطاء الرياحي في بداية رئاسته للنادي الإفريقي بالدخول في عملية دعائية وتسويقية موجهة لجمهور النادي لا غير ولكن للميدان حقيقته وسنرى ما جدوى هذه الانتدابات. اليونسي هو رياحي جديد حسب رأيي. وهنا أتساءل كيف يقبل المدرب بكل هذه الانتدابات ومعه المدرب الرياضي الحيدوسي الذي أخشى ما أخشاه أن يكون كبش فداء في النادي الإفريقي إذا ما ظهر الفريق بوجه غير مشرف في مطلع البطولة لأن ما يقال في الكواليس أن المدير الرياضي وراء الكم الهائل من الانتدابات. ● هل ترى أن الانتدابات في حجم الفريق وقادرة في مجملها على كسب الرهانات التي يطمح إليها جمهور النادي الإفريقي العريض؟ أتمنى تحقيق النتائج المرجوة، فالكم موجود لكن الكيف مفقود فنصف المنتدبين تقريبا ليسوا في حجم النادي الإفريقي من المحليين والأجانب. كما أني غير راض على تجديد عقود بعض اللاعبين لأنهم غير قادرين على تقديم الإضافة. فضلا عن التعاقد مع لاعبين كنت رفضتهم عندما تحملت المسؤولية في النادي وعددهم 3 أو 4 لاعبين على ما أذكر والجمهور الرياضي يعرفهم جيدا... فالمسار خاطئ ففي أي فريق يتم انتداب 10 أو 12 لاعبا دفعة واحدة فهذا غير موجود في العالم، ويدل على أن النادي الإفريقي يعيش أزمة رصيد بشري ومن ورائها تلاشي منظومة التكوين في المواسم الأخيرة التي ربما لم تثمر لاعبين قادرين على فرض أنفسهم عند الالتحاق بصنف الأكابر. كما أن كثرة الانتدابات تقلص الفرص أمام بعض اللاعبين الشبان الذين ربما سيخسرهم الفريق. فعموما اليونسي أراد من هذه السياسة استعراض عضلات وكسب ود جمهور النادي الإفريقي وهنا أجدد وأؤكد أنها سياسة خاطئة بدأها الرياحي وواصل فيها اليونسي. ● كيف ترى حظوظ الأربعة الكبار في بطولة الموسم الحالي؟ الترجي والنجم أفضل جاهزية بما أنهما يشاركان في الكؤوس الإفريقية، بينما النادي الصفاقسي أعتقد أنه بدأ يتغير منذ الموسم الفارط ويبني للمستقبل، فقد كان لي لقاء الموسم الفارط مع رئيسه المنصف خماخم الذي حدثني عن إستراتيجية العمل في النادي بعدم انتداب النجوم الذين يكلفون خزينة النادي بهدف الضغط على المصاريف ومنح الفرصة لخريجي مركز التكوين والتقليص من حجم الأجور... لكن هذا لا يعني التخلي عن الأهداف بلعب الأدوار الأولى في سباق البطولة وأعتقد أن النادي الصفاقسي سيكون أفضل الموسم الحالي من سابقه. بينما النادي الإفريقي يبقى غامضا هذا الموسم بسبب كثرة الانتدابات وعدم وضوح الرؤية. ● خيب الترجي الآمال أمام الأهلي المصري. فهل كان الأهلي أقوى من الترجي أم ماذا؟ علة الترجي في دفاعه، فبهذا الدفاع بالكامل لا يمكن للترجي الذهاب بعيدا في المسابقة الإفريقية، فتركيبة الخط الخلفي ليست في حجم الترجي على الصعيد الإفريقي، لكن يمكن أن يكون لهؤلاء اللاعبين دور إيجابي في البطولة المحلية، وعلى إدارة الترجي أن تتحرك في اتجاه مراجعة الأمور ومساعدة خالد بن يحيى حتى لا يتضرر الفريق أكثر لأن ما حصل أمام الأهلي المصري في رادس غير معقول من فريق يريد المراهنة على اللقب الإفريقي. فعودة الأهلي بفوز من رادس له أكثر من معنى. ● هل كنت تنظر تعيين فوزي البنزرتي على رأس المنتخب وهل ترى أن رئيس الجامعة وديع الجريء ومن ورائه المكتب الجامعي استنجد بالبنزرتي لامتصاص غضب الشارع الرياضي بعد خيبة كأس العالم؟ تعيين منطقي وفي مكانه، فقد انتظرنا منذ سنوات أن يأخذ عميد المدربين التونسيين للفترة الحالية فرصته كاملة على رأس المنتخب الوطني. فهو المدرب الأكثر تتويجا مع النوادي الكبرى في تونس قاريا ومحليا وهو جاهز للمهمة بعد متابعته للمنتخب في كأس العالم. وأعتقد أن الجامعة تعاملت مع غضب الجمهور الرياضي بذكاء وركزت على البنزرتي دون غيره لربح الوقت وامتصاص الغضب بعد خيبة كأس العالم الشيء الذي دفع بنبيل معلول على ترك المنتخب بعد أن كان مبرمجا بقاؤه لسنة 2022. ● ما هي توقعاتك من الخيارات القادمة للإطار الفني الجديد للمنتخب؟ فلسفة فوزي البنزرتي واضحة، فهو يريد لاعبين تتوفر فيهم عدة خصال منها صغر السن والقدرة على افتكاك الكرة والحماس والجاهزية البدنية وسرعة البديهة والقدرة على استيعاب الرسم التكتيكي الذي هو فكر المدرب بالنهاية وطابعه فوق الميدان. وأعتقد أنها ستكون قائمة المفاجأة بالجملة بطعم محلي مع بعض اللاعبين من الخارج بعدد أقل من العادة وهنا وحسب علمي فإن البنزرتي سيوجه الدعوة للحرباوي لتعزيز صفوف المنتخب بعد أن غاب لفترة طويلة إثر التصريح الشهير الذي كلفه الابتعاد عن المجموعة والغياب عن كأس العالم وهو في أوج العطاء وكان ذلك خسارة للمنتخب، كما أن أيمن عبد النور عائد بدوره لأجواء المنتخب والبنزرتي يعرف مؤهلات هذا اللاعب الذي تنكر له الجميع بعد الإصابة وتراجع مستواه وهذا غير معقول وهنا أعيب على الجامعة كيفية تعاملها مع اللاعبين. ● بماذا تفسر ترشح منتخبنا إلى كأس العالم في مقابل العجز على بلوغ المربع الذهبي في كأس أمم إفريقيا وماذا ينقص منتخبنا للعب الأدوار الأولى؟ لكأس أمم إفريقيا حقيقة أخرى، فأنا كنت صرحت أن المنتخب التونسي سيترشح إلى كأس العالم منذ عملية القرعة، فالمجموعة التي لعبنا معها ضعيفة جدا إن لم أقل الأضعف في القارة الإفريقية. لكن في أمم إفريقيا الأمور ليست هينة وستكون صعبة فالتأهل لكأس العالم ليس مقياسا بل هناك منتخبات عائدة بقوة في كرة القدم الإفريقية وأخص منها: مالي والجزائر والمغرب... ● لماذا تخلفت عن التدريب مطلع الموسم الحالي، وهل هناك عروض في المستقبل؟ أنا عدت مؤخرا من دولة قطر بعد ماراطون من التحليل الفني وهي تجربة متعبة جدا، فضلت الركون إلى الراحة، لكني جاهز لمناقشة العروض التي ستصلني في الفترة القادمة، وبما أن بطولتنا مدربوها غير مستقرون فإن فرصة العمل قادمة لا محالة لي و لغيري من المدربين.
