حقق النادي البنزرتي في هذا الموسم المطمح الذي ظل الأحباء يطاردونه على امتداد عقدين من الزمن وهو الجمع بين قيمتين كرويتين قلما نراهما إلا في الأندية الكبرى وهما الفرجة الكروية والنتائج الإيجابية، وهو انجاز لئن سر الأحباء فإنه أبهر المتابعين والملاحظين ، فباتوا يؤكدون على أن النادي البنزرتي أصبح جديراً بالتتويج،وباختصار دخل حلقة الأندية الكبرى من الباب الكبير . هذا الإنجاز أهل النادي للمنافسة على الألقاب الوطنية والعودة إلى المشاركة في البطولات الإقليمية والقارية التي ستنطلق فعالياتها قريباً ، لذلك حرصت « الصباح الأسبوعي « على التقاء المدرب ماهر الكنزاري الذي كان وراء هذا الإنجاز لمعرفة كيفية استعداد فريقه لهذه المواعيد الكبرى وحظوظه فيها: يبدو أن النادي البنزرتي قد ضبط أموره مبكراً مثل الموسم الماضي ،أليس كذلك ؟ الحمد لله لقد حافظنا على جل اللاعبين وهذا مهم جداً للحفاظ على الاستقرار والانسجام وقمنا بانتدابات مدروسة، وشرعنا في تحضيراتنا للمواعيد المرتقبة في ظرف مناسب حتى نكون جاهزين على النحو المطلوب في الموعد المحدد. هل اكتمل نصاب الرصيد البشري المؤمل أم مازلتم في حاجة إلى انتدابات أخرى ؟ لقد انتدبنا كلاً من كمال زعيم ومحمد أمين الورغمي ومحمد الخذاري ومروان بريك وإيميكا ايمرون ومددنا عقدي فاروق بن مصطفى وأحمد حران وجددنا لمحمد سلامة وكريم بن عمر ، وهو ما يلبي جل رغباتنا ومازلنا نسعى لتعزيز المجموعة بمهاجم آخر إلى جانب أحمد الزوي. نفهم من كلامك أن الزوي باق مع المجموعة، خلافاً لم قيل عن احتمال رحيله ؟ الزوي موجود مع المجموعة ،يتدرب بانتظام وهو باق معنا هل يكون المهاجم المطلوب الجزائري عبد الملك زياية؟ مازالت الهيئة المديرة تتفاوض معه و«ربنا يسهل». أما يزال للشبان الواعدين مثل الرجايبي والورغي وكعبورة والكشك والمشاني مكان بالتشكيلة في ظل هذه الانتدابات؟ أنا لا أومن بالسن وإنما بالاقتدار والإضافة ولذلك فإن أي لاعب يتوفر فيه ذلك له مكانه بالتشكيلة سواء أكان صغير السن أم لا . البساط الأخضر هو المحك والفرص متساوية أمام الجميع. سيلعب البنزرتي على ست واجهات : بطولة وكأس الموسم الممطط،، وبطولة وكأس الموسم الجديد ، والبطولة العربية والبطولة الإفريقية، فهل ترى أنه قادر على رفع التحدي في جميعها؟ سبق أن حللت لك بأننا انجزنا كل شيء تقريباً بالنسبة إلى الرصيد البشري ، وهو ما مكن من توفير لاعبين اثنين في كل مركز يضاف إلى ذلك اللحمة الموجودة بين عناصر المجموعة والتي حرصنا كل الحرص على المحافظة عليها ، ولذلك أعتقد أن المجموعة التي تضم 18 أو 20 لاعباً في نفس المستوى تقريباً قادرة على رفع التحدي وأرجو من الله التوفيق. يقال ان المدرب المقتدر هو الذي يدفع بفريق عادي إلى دائرة الضوء وليس الذي يتوج مع فريق كبير مدجج بالنجوم ، مثل بن شيخة مع جرجيس وبلحوت مع باجة والكنزاري مع البنزرتي. هل توافق على ذلك؟ أولاً أريد أن أذكر بأن البنزرتي ناد كبير وعريق سبق له الحصول على كثير من الألقاب وهو جدير بها اليوم كذلك، وثانياً أن النجاح هو ثمرة عمل جماعي وليس نتاج مجهود المدرب فقط . المدرب كاللاعب ترتفع أسهمه في عالم الكرة كلما تألق وتتهاطل عليه العروض. فهل ينوي الكنزاري بعد هذا التألق التدريب بالخارج؟ أقول لك وبكل صراحة إنني أعيش حاضري ولا أخطط على المدى البعيد وحاضري الآن هو تدريب النادي البنزرتي وهذا ما أقوم به. ألا تطمح إلى تدريب المنتخب الوطني؟ مثلما قلت لك أنا لا أنظر إلى بعيد وانما انتظر أمامي وأومن بالمكتوب وأنا حالياً مدرب النادي البنزرتي، ومن يدري فلعلني أبقى معه 10 سنوات. كنت من القلائل الذين ساندوا مدرب المنتخب الوطني سامي الطرابلسي قبل الترشح إلى «الكان» في الدورة الماضية ، والذي تحقق بفضل التشاد التي تعادلت مع المالاوي (2-2) . أمازلت عند هذا الموقف؟ سامي موجود الآن على رأس الإطار الفني للمنتخب الوطني وهو يعمل ويحقق المطلوب وأرجو له النجاح . فعلاً في الماضي كان المشكل موجوداً أما الآن فلا، و في كلمة فإن سامي جدير بالموقع الذي هو فيه الآن. هل أثار قرار المحكمة الرياضية TAS إعادة مباراة الترجي وبني خلاد، خيبة أملك؟ فعلاً ما حدث موجع للقلب ، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ما هي هذه المحكمة؟ وماذا تمثل ؟ يقال أن البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، فهل يقدر البنزرتي على المحافظة على هذه المكانة التي ارتقى إليها؟ هذا القول صحيح ، ونحن واعون بصعوبة المهمة وخاصة في هذا الموسم الذي نريد أن نصله إيجابياً بالموسم المنقضي لأن المطلوب هو تحقيق سلسلة من الأعوام الجيدة لتثبيت الأقدام بالأعلى، وتأكيداً على أن النجاح الذي تحقق إلى حد الآن ليس طفرة عارضة، وإنما تتويج لعمل جماعي ضمن الإستراتيجية التي حددناها وهي أن يكون النادي البنزرتي كبيراً فعلاً وهذا هام جداً في تاريخ النادي . ما هي الصعوبات التي تتوقعونها هذا الموسم؟ أتوقع أن تكون المنافسة على أشدها في الفصل الأخير من البطولة الممددة وفي الموسم الجديد في أعلى الترتيب وأسفله ، وبعودة قوية للأندية الكبرى التي قامت بانتدابات قيمة وستحرص على لعب الأدوار الأولى على جميع الواجهات كالنادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي إضافة طبعاً إلى المرسى والبنزرتي والترجي. كلمة عن برنامجكم التحضيري؟ سنجري سلسلة من المباريات الودية ستكون البداية مع الشارقة الإماراتي يوم 2 أوت ثم مع القوافل في الغد ومع الملعب التونسي يوم 4 أوت ، وذلك خلال تحضيراتنا بالعاصمة كما سنواجه ودياً فريق حمام سوسة يوم 8 أوت بمقر التربص بعين دراهم ومازال سعينا متواصلاً لبرمجة وديات أخرى . كلمة أخيرة أرجو أن نوفق في مسعانا وأن نحقق آمال الأحباء وطموحاتهم حتى يبقى النادي البنزرتي كبيراً على الدوام ورمضانكم مبروك وكل عام والجميع بخير.