بعد تراجع إشعاعه ومكانته على الساحة المحلية والجهوية وحتى خارج حدود الولاية استعاد المهرجان الثقافي الصيفي بالضاحية الغربية بعاصمة الجنوب عافيته تدريجيا وقد تخلى عن صبغته الشعبية منذ دورتين تقريبا. وتعتبر برمجة الدورة الجديدة للمهرجان دسمة ومتنوعة رغم تواضع الإمكانيات المادية إذ سعت الهيئة بقيادة الزميل الحبيب العونلي بكل جدية من أجل تنظيم دورة تبقى في الذاكرة وقد تجلى ذلك واضحا في الحفل الافتتاحي يوم السبت بفضاء الملعب البلدي لقرمدة الذي وقعت تهيئته ليكون مؤهلا لاحتضان الحفلات في أفضل الظروف. وقد كانت سهرة الافتتاح طربية بامتياز وذلك بمصاحبة فرقة موسيقية عالية الجودة بقيادة المايسترو عز الدين الباجي. انطلقت السهرة بمقطوعة فرحة لقدور الصرافي في بداية الحفل وتتالت الأغاني من روائع الموسيقى التونسية وخاصة تلك التي تغنى بها الفنان الصاعد رؤوف عبد الحميد والتي تفاعل معها الجمهور تفاعلا كليا ولا سيما عندما أبدع في أداء رائعة الراحل الكبير علي الرياحي «عايش من غير أمل في حبك» فضلا عن إبداعه في الترنم بأغاني مصطفى الشرفي نار الهوى وسليم دمق كما أبدعت نورة أمين في التغني بروائع المطربتين نعمة وصليحة. بادرة وزارة الثقافة صفق لها الجميع وقد اقترن هذا الحدث الثقافي البارز الذي يحتل المرتبة الثانية في عاصمة الجنوب بعد مهرجان صفاقس الدولي ببروز مجموعة عز الدين الباجي الذي أحيا عديد الحفلات في ولايات الجمهورية في إطار الدورة الأولى لتظاهرة موسم الموسيقى التونسية التي تكفلت بها وزارة الثقافة والرامية إلى تثمين أعمال المبدعين الذين قدموا خدمات كبيرة للموسيقى والشعر إضافة إلى عدد من الإعلاميين وقد شملت البادرة في صفاقس (في مجال الإعلام) كلا من الحبيب الصادق عبيد ومحمد القبي من «دار الصباح» وعلي البقلوطي مدير «شمس الجنوب» وعبد الكريم قطاطة الوجه الإذاعي المعروف وكذلك نجيبة دربال ومراد شعور من «دار الأنوار» مقابل تكريم علي الحشيشة وجمال الشابي ومحمد بن عمر ومحمد رضا وثريا الميلادي وعبد اللطيف العايدي ومحمد خماخم والمرحوم محمد إدريس من الحقل الموسيقي وكذلك محمد سالم الأندلسي وسامية بوعتور والهادي القمري ونور الدين بوجلبان ومحمد العش من الحقل الأدبي وجاء في كتيب المهرجان أن مجموعة عز الدين الباجي تسعى إلى إعادة الاعتبار للأغنية الكلاسيكية والموسيقى التونسية في أنماطها المتعددة. إقبال كبير كالعادة أما عن الحفل الثاني الذي أحياه كريم الغربي مساء الأحد فقد تميز كالعادة بالإقبال الكبير الشيء الذي دفع بالهيئة إلى توفير كراس إضافية حتى لا تحرم أولئك الذين تعذر عليهم اقتناء التذاكر في الوقت المحدد وقد قضى الجميع سهرة ممتعة.