يمكن القول ان هيئة مهرجان صفاقس الدولي في دورته الاربعين وفقت الى حد بعيد في استضافة ابرز نجوم الاغنية التونسية والعربية حتى ولو تعددت زياراتهم الى عاصمة الجنوب وادرجت اسماؤهم في دورات متتالية او متفاوتة من الزمن من سنة الى اخرى اذ بعد الاقبال المحترم على حفلات لطفي بوشناق والامين النهدي وناصيف زيتون والمحفل لرياض الشابي، حطمت عروض «الزيارة» وراغب علامة ويسرى المحنوش الأرقام القياسية من حيث نسبة الإقبال الجماهيري. ويبدو أن رقعة المؤمنين بالقدرات الفنية للفنانة يسرى المحنوش ما فتئت تتوسع من سنة الى اخرى حيث توافدت على المسرح الصيفي بطريق سيدي منصور اعداد غفيرة من الجماهير لتقضي سهرة رائقة وشيقة مع مطربة تملك صوتا شجيا ورومانسيا من الطراز الرفيع وتجيد التحرك والتخاطب على الركح وتتمتع ايضا بحضور ممتاز الى جانب قدرتها الكبيرة على أداء روائع عمالقة الفن العربي المشرقي على غرار وردة والعندليب الاسمر عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق ام كلثوم حيث ابدعت والهبت الحناجر والاكف وشنفت الاسماع بجزء من رائعتي فات الميعاد والاطلال دون ان تنسى روائع الغناء الخليجي وأغانيها وبصفة خاصة تلك التي اشتهرت بها وزادت من شهرتها ونعني بالخصوص الاغنية العراقية البديعة «ميحانا ميحانا» التي تأخذ بلب الجماهير في كل مرة تؤديها ويبلغ الحماس ذروته والتفاعل أقصاه مع المطربة التي تتقدم بخطوات واثقة وتقنع الجمهور بببرنامج يراوح بين أغانيها الخاصة وروائع الفنانين العرب وكذلك من الرصيد التونسي. وقد انتشرت ليلتها أضواء الهواتف الجوالة في المدراج مما أضفى على العرض رونقا. وقد سجلنا بكل ارتياح التزام المرابطين امام الركح على الكراسي بآداب الحضور اذ اكتفوا بالتجاوب الكلي مع اغاني يسرى المحنوش وصوتها الجميل دون ان يقفوا ويرقصوا ويحجبوا الرؤية على غيرهم وفي كلمة كان الحفل رائعا بكل مكوناته.