من اجل العمل المشترك والمساهمة في رعاية المؤلفين والفنانين والمشتغلين في الحقل الثقافي والفني والعناية بهم وضمان حقوقهم وتشجيعهم، بما يسهم في الارتقاء بأوضاعهم وفي تطوير الحياة الثقافية، تم صباح امس الجمعة 7 سبتمبر الجاري بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة امضاء اتفاقية تعاون وشراكة بين المركز الوطني للسينما والصورة ممثلا في شخص السيدة شيراز العتيري وبين تعاونية الفنانين والمبدعين والتقنيين في المجال الثقافي ممثلة في شخص السيد منير بعزيز ودخلت بإمضائها حيز التنفيذ لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، وذلك بحضور عدد قليل من المعنيين بالاتفاقية من الفنانين والمبدعين. هذه الاتفاقية غاب عن حفل توقيعها منظوروها وأعضاؤها من المبدعين والتقنيين وخاصة شباب القطاع وكهوله والفنانين المستقلين الذين يعانون من مشاكل لا حد لها ويحتاجون لان ترعاهم التعاونية وتعالج اوضاعهم الهشة وتضمن لهم حقوقهم، حيث وجد رئيس التعاونية منير بعزيز نفسه محاطا بقلة قليلة من اهل القطاع والبعض من اصدقائه من المخرجين السينمائيين والمنتجين. ويذكر انه تم تأسيس تعاونية الفنانين والمبدعين والتقنيين في المجال الثقافي لتطوير المنظومة الاجتماعية للفنانين والمبدعين والتقنيين، خصوصا منهم المستقلين الذين لا يتمتعون بنظام التغطية الاجتماعية. وذلك بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئات والنقابات المهنية للحد من الوضعية الهشة للفنانين وضمان حقوق المبدع والتقني. ضمان الحقوق الاجتماعية للفنانين والمبدعين التقنيين في المجال الثقافي واعتبرت التعاونية عند المصادقة على نظامها الاساسي بمقتضى القرار المؤرخ في 08 أوت 2017 والصادر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 68 المؤرخ في 25 أوت 2017، مكسبا حيويا وخطوة هامة نحو ضمان الحقوق الاجتماعية للفنانين والمبدعين التقنيين في المجال الثقافي، حيث انها تهدف الى تحقيق الإحاطة الصحية لمنخرطيها ولأفراد عائلاتهم ولبعث مشاريع اجتماعية وترفيهية وثقافية يتمتع بها المنخرطون وعائلاتهم. كما ستعمل على إسداء الخدمات مثل إرجاع مصاريف العلاج بصفة تكميلية لخدمات الصندوق الوطني للتأمين على المرض وفقا للنظام الداخلي للتعاونية. وعلى إسناد منح الولادة والوفاة وتقديم إعانات اجتماعية ومساعدات استثنائية بعد عرضها على مجلس الإدارة وفي صورة تجاوز سقف إرجاع مصاريف العلاج نتيجة التكفل بمرض مزمن أو ثقيل، هذا الى جانب تنظيمها للانشطة الترفيهية والثقافية. وقد نوهت شيراز العتيري في مستهل حديثها بهذه التعاونية الفتية واعتبرتها بحق مكسبا مهما للفنانين وقالت:»سنوقع اليوم اتفاقية تعاون وشراكة وفيها التزام اخلاقي بالمساعدة على تحقيق المشاريع والبحث عن الحلول لبعض المشاكل وكذلك لمساعدة الفنانين المستقلين من اصحاب الوضعيات غير الواضحة مع الضمان الاجتماعي وعلى طرح اشكاليات القطاع للنقاش». المركز الوطني للسينما والصورة ليس بنكا ورسالة المركز الوطني للسينما والصورة من خلال توقيع هذه الاتفاقية واضحة ومهمة وتتضمن وعدا بالتعاون على تجاوز العقبات والإشكاليات والبحث عن حلول للأزمات». ولاحظت شيراز العتيري ان بعض تطلعات الفنانين مازالت في طور الاحلام صعبة المنال ولا يمكن ان تتحقق اليوم وحيث توجد مهن جديدة تابعة لمجال السينما غير معترف بها وتحتاج لان تحين من اجلها القوانين. هذا اضافة الى ضرورة اقتناع الجميع ان المشاركة المالية في انجاز المشاريع ومعالجة الوضعية الصعبة للتقنيين مقننة ولا بد ان تستجيب لشروط محددة. وفسرت العتيري:»..المركز الوطني للسينما والصورة ليس كما يعتقد البعض بنكا ولا مصدرا للدعم فقط وانما يعمل على اساس قوانين وآليات لابد ان تتوفر لنسند الدعم ونحن لا نعمل بأسلوب المحاباة..». اما منير بعزيز فقد صرح بان رئيس التعاونية واعضاءها سعداء بهذه الشراكة مع المركز الوطني للسينما والصورة وان شغلهم الشاغل اليوم هو ضمان حقوق كل اهل القطاع والاعتراف بعملهم صلب المجالات الثقافية حتى وان كانت مهنهم جديدة ومستحدثة كذلك حتى لا تمتهن كرامة الفنانين عندما يتقدم بهم العمر لقلة مالهم وصغر منحتهم (احيانا بين 150 و160 دينارا لضعف اجورهم وعدم تمتعهم بالتغطية الاجتماعية ). وأضاف بعزيز :»ان تأسيس التعاونية مرحلة كان لابد منها من اجل حقوق الفنانين وسنعمل من اجلهم». متابعة بعض الوضعيات الاجتماعية والصحية للمؤلفين والفنانين يذكر انه من اهم فصول هذه الاتفاقية، إنجاز أنشطة تحسيسية مشتركة خاصة بالجهات حول موضوع الصناعة السينمائية وتنظيم ملتقيات وندوات وورشات عمل وغيرها من الأنشطة الفكرية والتكوينية بمقر المركز ومقر التعاونية أو غيرها من الفضاءات حول موضوع السينما والمجالات المتصلة به اضافة الى متابعة بعض الوضعيات الاجتماعية والصحية للمؤلفين والفنانين والمشغلين في الميدان الثقافي والفني وتصور وتنفيذ المبادرات الرامية إلى ربط الصلة بالمؤلفين والعاملين في الميدان الثقافي والفني وتعريفهم بمجالات نشاط المركز والتعاونية وتقريب الخدمات المسداة لفائدتهم من قبل الهيكلين المذكورين..