ينظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المؤتمر السنوي السابع لقضايا الديمقراطية والتحول الديمقراطي يومي 21 و22 سبتمبر الجاري بمدينة الحمامات وسيكون تحت عنوان: «العامل الخارجي والانتقال الديمقراطي» وسيبحث هذا المؤتمر في مسألة محورية، هي طبيعة الأدوار الإقليمية والدولية وتأثيراتها في التحولات الاجتماعية والسياسية وفي مسارات الانتقال إلى الديمقراطية في البلدان العربية بعد ثورات عام 2011. وسيطرح المؤتمرون إشكاليات مثل: هل حّفزت هذه الأدوار المختلفة عملية الانتقال الديمقراطي؟ أم وضعت عقبات وقيودا مختلفة ومتنوعة أمام تلك المسارات؟. وسيتناولون بالبحث العوامل الخارجية في أدبيات الانتقال الديمقراطي حيث اقتصر اهتمام الغالبية العظمى من أدبيات التحول الديمقراطي على سؤالين أساسيين هما: كيف يمكن أن يحدث الانتقال إلى الديمقراطية؟ وكيف يمكن ترسيخ دعائم النظام الديمقراطي على العوامل الداخلية، وتم تجاهل العوامل الخارجية وتأثيرها في تغيير نظم الحكم، مثل العوامل التي تشير إليها على سبيل المثال مدرسة التبعية والمدارس اليسارية عموما كالإرث الاستعماري، والنظام الرأسمالي، والعلاقات المختلة بين المركز والأطراف، ودور أجهزة المخابرات والسفارات الأجنبية وأدوات ما يعرف ب «بالاستعمار الجديد»، خاصة وان تبني الدول الكبرى سياسات للهيمنة أمر معروف في العلاقات الدولية، وعادة ما تعمل هذه السياسات على إحداث تغييرات محددة في النظم السياسية التي تستهدفها هذه الدول، وقد يصل الأمر إلى الإطاحة بالنظم التي تقاوم هذه السياسات عبر الغزو الخارجي، أو الانقلابات العسكرية. ويهدف المؤتمر من خلال طرح مسألة دور العوامل الخارجية، الإقليمية والدولية، في تجارب الانتقال الديمقراطي التي أعقبت الثورات العربية عام 2011، بقطع النظر عن رصد هذا الدور وتوثيقه إلى تقديم مقاربات بحثية معمقة لفهم ما جرى في المنطقة وما يجري فيها، وتحديد أسباب ذلك، ومعرفة تداعيات هذه المسألة على مستقبل عمليات الإصلاح والانتقال الديمقراطي. علما بان البحث في مسألة دور العوامل الإقليمية والدولية لا يهدف بأي حال من الأحوال حسب ما جاء في الورقة العلمية للمؤتمر إلى تبني السرديات الاختزالية والتفسيرات التبسيطية التي تحيل ما حدث في المنطقة إلى عوامل من قبيل التبعية وإلقاء المسؤولية على الخارج. فتغيير نظم الحكم ينطلق في جل الحالات في الداخل ودْفع الخارج إلى تغيير مواقفه لا يمكن أن يتم في ظل ضعف القوى التي تنادي بالديمقراطية وانقسامها لكن لا مناص من استناد هذا التغيير الداخلي إلى فهم دقيق لتأثير هذه المسالة في تجارب الانتقال الديمقراطي العربية، وتقييم الأدوار التي ظّلت تؤديها القوى الإقليمية والدولية في هذا الصدد، من دون تهويل أو تهوين. خمسة محاور وأسئلة كثيرة ستشتمل أشغال المؤتمر على خمسة محاور هي أولا: البعد النظري والمفاهيمي: وسيهتم بالمفاهيم والمداخل ذات الصلة بالعامل الخارجي، وذلك بحسب ما جرى تناولها في أدبيات التحول الديمقراطي، وبحسب تجارب المناطق الجغرافية الأخرى من خلال منظور منهجي مقارن. وفي إطار هذا المحور، ستطرح تساؤلات مثل: ماذا تفيد أدبيات التحول الديمقراطي بخصوص دور العوامل الخارجية؟ وهل العوامل الإقليمية أكثر ً تأثيرا من العوامل الدولية بحكم التقارب الثقافي والجغرافي ونشأة منظمات إقليمية ضاغطة؟ وهل مثلت الحرب الباردة فرصة لشعوب العالم لتكون أكثر حرية في اختيار نوع مؤسساتها ونظمها السياسية؟ وهل أثبتت التجارب الأخرى فرضيةً مفادها انه كلما كان الاقتصاد أكثر اعتماد على الخارج، كان التحول نحو الديمقراطية أكثر؟ وهل تصلح المفاهيم والمداخل النظرية التي قدمتها أدبيات الانتقال بخصوص العوامل الخارجية لفهم ما يدور في المنطقة العربية في الوقت الراهن؟ وما المساهمة النظرية التي يمكن أن تضيفها الحالات العربية إلى تلك الأدبيات؟ وفي المحور الثاني سيتم التطرق إلى العلاقات العربية الغربية والروسية وتأثيرها في عمليات الانتقال إلى الديمقراطية في أعقاب ثورات 2011. ويتناول الباحثون في المحور الثالث إشكالية الأدوار الإقليمية، والحرب على الإرهاب ويعالج أثر العلاقات والتحالفات الإقليمية في ثورات 2011 وعمليات الانتقال إلى الديمقراطية، وكذلك انعكاسات الحرب على الإرهاب على هذه المسألة. وفي المحور الرابع سيتم التطرق إلى ادوار العوامل الاقتصادية الدولية والنظام الرأسمالي العالمي في عمليات الإصلاح والانتقال الديمقراطي بالدول العربية، وذلك من خلال العديد من التساؤلات. وسيتم التطرق في المحور الخامس إلى «الكيانات والمنظمات الدولية»، وسيكون هنالك حديث عن العلاقات بين بعض الكيانات الخارجية والمنظمات الإقليمية والدولية وبين مسارات التغيير والانتقال في الدول العربية، من خلال طرح أسئلة مثل:» إلى أي مدى استفادت دعوات التغيير وحركاته في المنطقة بعد عام 2011 من المنظمات الدولية الحقوقية العاملة في مجال حقوق الإنسان؟ وما مدى فاعلية المعارضين العرب في المنافي في تعزيز/ عرقلة عمليات الانتقال إلى الديمقراطية في بلدانهم منذ عام 2011؟ وما مواقف الجاليات العربية وأدوارها بالشتات في هذا الصدد؟ ً وهل فرض الخبراء والمؤسسات الدولية مسارا أحاديا للانتقال الديمقراطي وقدموا وصفة، أو ً أنموذجا واحدا، بغض النظر عن شكل عمليات التغيير أو طبيعة الأنظمة القديمة؟ وكيف تعالج التقارير الصادرة عن تلك المؤسسات الأولويات التي تحتاج إليها المنطقة وهدف تعزيز دولة القانون والمواطنة والمؤسسات الديمقراطية قبل عام 2011 وبعده؟ محاضرون تونسيون وعرب وسيحاضر خلال المؤتمر كل من محمد سعدي: «الاتحاد الأوروبي والمشروطية الديمقراطية: اختبار ما بعد الربيع العربي» وعبد الفتاح ماضي: «العوامل الخارجية في أدبيات الانتقال الديمقراطي وخبرات الثورات العربية» وعز الدين حميمصة: «دور مراكز البحث في التأثير في الموقف الأميركي من مسارات الانتقال نحو الديمقراطية في البلدان العربية: النظريات المحدِّدة والمسارات» ومحمد الشرقاوي: «الانتفاضات العربية والموقف الأميركي: أخلاقيات السياسة أم إستراتيجيات المصالح؟» ورضوان زيادة: «السياسة الأميركية في سورية من بداية الثورة حتى السيطرة الروسية (2011-2018) « وفوزية الفرجاني:» دعم الانتقال الديمقراطي في تونس (2011-2016):»دراسة في السياسة الأميركية» وفرج معتوق: «فرنسا وثورات الربيع العربي: تونس مثالا» وأحمد قاسم حسين: «دور القوى الخارجية في الانتقال الديمقراطي: حالة ليبيا بعد اتفاق الصخيرات» ومحمد أحمد بنيس: «لَبْرلة من دون ديمقراطية: دور العوامل الخارجية في استقرار السلطوية المغربية» وحسن الحاج علي وعديلة تبار:» الأمننة والديمقراطية في القرن الأفريقي: حالات جيبوتي والصومال والسودان» ونوري دريس: الجزائر:» تجربة تحول ديمقراطي في سياق فشل اقتصادي: الريع والجماعات الريعية بصفتهما نفيًا للسيادة ومكثفًا للتدخل الخارجي» وعبده موسى: «النيوليبرالية والتحول الديمقراطي: أثر توجهات المؤسسات المالية الدولية في تعزيز الاستبداد (حالة مصر)» وياسر جزائرلي: «إيران وتركيا والثورة السورية: الدور الإقليمي والتحالفات الدولية وفاطمة الصمادي:» من تونس إلى سورية.. «كيف تعاملت إيران مع الثورات العربية؟» و»مهند مصطفى: «التدخل الإسرائيلي في الثورات العربية: دراسة الحالتين المصرية والسورية» وعبد الرضا علي آسيري: «المتغيرات الإقليمية وتأثيرها في مسار التحول الديمقراطي في الكويت» وأحمد إدعلي: «الدور السعودي والإيراني في اليمن وأثره في الانتقال السياسي «ومحجوب الزويري: «الدور الإيراني في عرقلة الانتقال الديمقراطي في العالم العربي: دراسة في السياسات الإيرانية في الحالتين السورية واليمنية وعماد حرب: الدول الإقليمية ومسألة الانتقال الديمقراطي في مصر ودانا الكرد: العامل الخارجي وأثره في الانتقال الديمقراطي: الدور الأميركي في حالتي مصر وبوليفيا « ومحمد المنشاوي: العلاقات العسكرية المصرية - الأميركية ومسألة الانتقال الديمقراطي في مصر ومروة فكري: القوى السلطوية الإقليمية واحتواء التحول الديمقراطي: «حالتا السعودية وروسيا».