شهدت ولاية منوبة هذا الأسبوع تساقط كميات معتبرة من الأمطار كان معدلها العام في حدود 43 ملم حسب تصريح ادارة الفلاحة والموارد المائية وقد اختلفت الكميات المسجلة بين معتمديات الولاية من حيث الكم وتوقيت نزولها فكانت مفاجئة في كل مرة بشكل عقد التعامل معها وضبط طرق الاستعداد لها سواء بالنسبة للسلط المحلية أو بالنسبة للمواطنين، وحسب المعطيات المتوفرة فإن مدينتي طبربة والبطان كانتا الأكثر تأثرا بالتساقطات الأخيرة خاصة على مدى اليومين الماضيين حيث عاشت مدينة طبربة أول أمس على وقع انسياب مياه طوفانية بأغلب الشوارع والأحياء والأنهج متسببة في شلل تام وقطع حركة المرور والجولان بشكل كامل ثم تجمعها في ما يشبه البحيرات بكل من وسط المدينة، محطة النقل العمومي، الملاسين، حي السويح وغيرها إثر استحالة استيعابها في قنوات الصرف التي عمقت قتامة المشهد بما فاضت به بالوعاتها لتحتل القذارات جل الطرقات وسط تذمر واشمئزاز الأهالي سيما بآنبعاث روائح كريهة وكانت الفرصة سانحة لإعادة التأكيد على ضرورة فتح ملف انجاز المشروع الحكومي المتعلق بتهذيب الطرقات بالمنطقة البلدية بطبربة والذي يتحاشي أي طرف الخوض في تفاصيل إنجاز أشغاله التي تحوم بها عديد النقائص وعلى رأسها قنوات تصريف مياه الأمطار وتخصيص مجاري جانبية للطرقات التي تم تعبيدها للتخلص من المياه الجارية هذا زيادة عما خلفته هذه الأشغال من حفر وأكوام الأتربة وارتفاع المسالك المعبدة عن مستوى البنايات القديمة ما أدى إلى اقتحام المياه لها وتدخل أعوان الحماية المدنية لشفطها في حي السويح والملاسين.. أمطار غزيرة ومفاجئة اجبرت تلاميذ المدارس والمعاهد على مغادرة قاعات الدرس بعد أن اقتحمتها المياه من الشبابيك وعبر الأبواب والأروقة على غرار معهدي حنبعل وطريق الشويقي واعداديات حي الرمال،عليسة وبئر الزيتون وسط استياء كبير للإطار التربوي والأولياء حول الوضع السيء الذي تعيشه هذه المؤسسات منذ عديد السنين وتأخر عمليات التدخل لإعادة التهيئة والصيانة لهذا الموسم الدراسي وهو ملف لا يرغب مسؤولو التربية الخوض فيه ولا حتى الاعتراف بمسؤوليتهم عنه بتعلة شح الموارد والأزمة المالية التي تمر بها البلاد.. البطان الجارة الملاصقة لطبربة نالها نصيب مماثل من المعاناة خاصة إثر أمطار أمس التي عجلت بغلق مدرسة الهدى وسط المدينة وإخلائها من التلاميذ على إثر تسرب كميات هامة من المياه داخل الأقسام بينما كان الوضع في الشارع الرئيسي الوحيد الذي يشق مدينة البطان الصغيرة أكثر خطورة بما شهده من سيلان جارف للمياه المنهمرة من المرتفعات والتي زادت في درجة خطورتها الحفر التي ظلت مفتوحة منذ فترة بسبب إحدى الأشغال وهي ذات الحفر التي إرتفعت في عديد المناسبات المطالبة بتسويتها بإنهاء الأشغال المفتوحة وبالطبع لم تجد أي تجاوب لدى من يهمه الأمر، وتبقى أشغال توسيع شبكة الماء الصالح للشرب على مستوى قنطرة البطان الأكثر إثارة للرأي العام خلال «مطرة يوم أمس» حيث تم تخليص أكثر من وسيلة نقل من الوقوع في كارثة بعد أن غمرت المياه المعبر وحجبت الحفرة العميقة أمام مصنع الشاشية ودائما وسط غضب واستياء وانتقاد لاذع للمسؤولين عن غياب المراقبة الدائمة لإنجاز هذا المشروع.. لقد نزلت أمطار الأيام الأخيرة بكميات معتبرة وهامة في ولاية منوبة ولكن قوتها وحدة تأثيراتها كانت أشد بمنطقتي طبربة والبطان اللتين تشهدان إنجاز بعض المشاريع الهامة فكانت سببا في إثارة عديد التساؤلات.