حقق الافتتاح «الهوليودي» لمهرجان الجونة السينمائي ليلة 20 سبتمبر والمدجج بالنجوم على سجاده الأحمر المزيد من الإشعاع لهذا المهرجان في دورته الثانية ولئن يعتبر البهرج والفخامة وحسن التنظيم من علامات التميز في المهرجانات العالمية إلا أن هذا التميز التنظيمي للجونة السينمائي جذب انتباه أغلب الفاعلين في «الميديا» العربية بعيدا عن تميز برمجته الفنية حتى أن بعض المتابعين اكتفوا بالتعاليق الفايسبوكية على الإطلالات المثيرة للجدل ودور أموال «آل ساويرس» في دفع الفنانين والنجوم لمواكبة المهرجان في المقابل «يتعالى» هؤلاء النجوم عن مهرجانات أخرى أكثر عراقة. لقاء المال والفن في الجونة، منح هذه المدينة السياحية رونقا مختلفا وبريقا لافتا..وعن «صناعة الفرح» تحدث مؤسس الجونة السينمائي نجيب ساويرس في افتتاح الدورة الثانية لهذا المهرجان داعيا العالم للتشبث بإنسانيته ومعربا عن حزنه لما يحدث في فلسطين وسوريا وبورما وللشباب اليائس، الذي يختار الغرق في البحر على الحياة في أوطان دمرتها الحروب والصراعات السياسية.. «سينما من أجل الإنسانية» هو شعار هذا المهرجان، الذي قال عنه مديره الناقد السينمائي انتشال التميمي أنه خلاصة تجربة وتراكمات وخبرات اكتسبها من المهرجانات الدولية العريقة وأن اعتزازه يتجاوز الأرقام التي حققتها الجونة السينمائي إلى مضامين البرمجة الفنية من أفلام في عروضها الأولى بالمنطقة العربية وبقيمة الضيوف الحاضرين. مهرجان الجونة السينمائي، الذي يتواصل إلى الثامن والعشرين من الشهر الحالي كشف أن لقاء المال والكفاءات المختصة يمكن أن يصنع الفرق في خارطة المهرجانات العربية خاصة بعد انحصار الأضواء عن دبي السينمائي، الذي لم يقع الاعلان بعد عن عودته من عدمها..وظلت منافسة المهرجانات العربية منحصرة بين القاهرة السينمائي، الجونة وعلى جانب آخر مهرجان الأفلام الافريقية والعربية الأعرق «أيام قرطاج السينمائية».. في هذه الدورة الثانية تمكن الجونة السينمائي من اقتناص عدد من الأفلام العالمية المهمة فحصل على العرض الأول لفيلمي السعفة الذهبية لكان السينمائي (الطويل والقصير) وهما «سارقو المتاجر» وكل هذه المخلوقات» كما نالت جل عروضه المختارة جوائز دولية في مهرجانات برلين، فنيسيا ولوكارنو. ولعّل أفضل تصورات هذا المهرجان دعمه للمواهب السينمائية الواعدة من خلال منصة الجونة السينمائية التي ضاعفت من ميزانيتها في الدورة الثانية من المهرجان وتشمل هذه المنصة - وهي ملتقى ابداعي احترافي يدعم المواهب الواعدة في السينما العربية - منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي. وضمن «منطلق الجونة السينمائي» الذي تقدم للمشاركة فيه من مختلف المنطقة العربية 101 مشروعا في مرحلة التطوير و44 في مرحلة ما بعد الإنتاج، اختارت اللجنة 12 مشروعا في مرحلة التطوير و6 أفلام في مرحلة ما بعد الانتاج وذلك حسب مقاييس معينة ترتكز على الرؤية الفنية والمحتوى وجدوى تنفيذ هذه المشروعات وتمثل هذه الأعمال ستة دول هي تونس، مصر، لبنان، فلسطين، العراق، والسودان وتحضر بلادنا في برمجة «منطلق الجونة السينمائي» بثلاث أفلام ضمن قسم المشاريع المختارة في مرحلة التطوير وهي «بين نارين» للمخرج إلياس بكار، «فولاذ» للمخرجين مهدي هميلي وعبد الله شامخ، «الرجل الذي باع ظهره» لكوثر بن هنية أمّا الأفلام المختارة في مرحلة ما بعد الإنتاج فيمثل تونس «فاتاريا» لوليد طايع. حضور تونس في الجونة السينمائي كان لافتا منذ يوم الافتتاح وذلك من خلال تكريم درة بوشوشة بجائزة الانجاز الإبداعي كما أدارت المنتجة التونسية أمس الأحد جلسة حوار تحت شعار «سينما من أجل الإنسانية» عن تمكين المرأة من خلال السينما» فيما يمثل تونس في المسابقات الرسمية فيلم «ولدي» في خانة الروائي الطويل و»بطيخ الشيخ» لكوثر بن هنية و»الهدية» للطيفة دوغري في خانة الفيلم القصير.