عقد المايسترو حافظ مقني صباح أمس الثلاثاء 25 سبتمبر الجاري ندوة صحفية بالتياترو بالعاصمة لتقديم «أوركسترا قرطاج السيمفوني» وبرنامج الموسم الثقافي 2018 /2019 الذي ينطلق في اكتوبر وينتهي في شهر جانفي. هذا اللقاء حضره عدد من الاعلاميين وأعضاء الاوركسترا من موسيقيين وكورال ومسيرين، واستمعوا الى المايسترو حافظ مقني وهو يقدم اوركسترا قرطاج السيمفوني ويقول انه تم احداثه في جويلية 2018 تحت اشراف جمعية «موسيقى بلا حدود» التي تنشط منذ سنة 2008 بهدف تأطير المجموعات الموسيقية بمختلف مشاربها وأعمار اعضائها. « اوركسترا قرطاج السيمفوني» يتكون من 36 موسيقيا قارا ومن كورال يقارب عدد اعضائه المائة سيقدمون عروض الموسم الثقافي الجديد ومعهم عدد من الموسيقيين الذين ستتم استضافتهم من تونس ومن خارجها حسب ما يحتاجه مضمون العروض التي ستكون كما وعد المايسترو حافظ مقني: «ثرية ومتنوعة فيها الموسيقى الكلاسيكية والاوبيرالية وموسيقى الافلام وغيرها وسيتوجه بها اوركسترا قرطاج السيمفوني الى جمهور عريض يتكون من كل الشرائح العمرية وستنظم هذه العروض في فضاءات عديدة من بينها 8 في المسرح البلدي بالعاصمة بمعدل عرض شهري و4 عروض في فضاء التياترو و4 اخرى في فضاء الفن الرابع كما سنعرض في الجهات لإيماننا بحق سكانها في الموسيقى الراقية وفي متابعة عروضنا». وعازف الكمنجة حافظ مقني هو دكتور في الموسيقولوجيا وكان لسنوات عديدة عضوا في الاوركسترا السيمفوني التونسي ( 1979 حتى 1986 ) ثم غادره لتأسيس اوركسترا صالون تونس والاوركسترا السيمفوني المدرسي والجامعي الذي قام بجولات موسيقية مهمة جدا وقدم عروضا في كل من فرنسا واسبانيا وبراغ والصين .. اسامة فرحات اقترح وحافظ مقني اسس وسنة 2012 عين حافظ مقني مدير وقائد الاوركسترا السيمفوني التونسي وتمكن ومن معه بكثير من الحرص والتفاني من تقديم 30 عرضا سنويا في العاصمة وفي الجهات وخارج تونس.. وعندما خرج من هذا المنصب في جوان 2018 لم يلبث ان كوّن «اوركسترا قرطاج السيمفوني». وقد صرح حافظ للإعلاميين بان فكرة تأسيس هذا الاوركسترا تعود اساسا للمايسترو اسامة فرحات الذي عرض عليه الاسم فلم يرحب به كثيرا في البداية باعتبار انه اصبح مستهلكا كثيرا ولكنه فكر واقتنع بان الاسم جيد وكبير ويذكر بثلاثة آلاف سنة من تاريخ تونس علما بان الموسيقى السيمفونية دخلت الى تونس منذ القرن التاسع عشر. والمايسترو اسامة فرحات حاليا بصدد اعداد كلمات كوميديا موسيقية لفائدة الاوركسترا الجديد. بعد ان تأسس الاوركسترا كانت الاستعانة بالاوركسترا السيمفوني المدرسي والجامعي الذي كان منذ 30 سنة ومازال المنبع والمزود الاساسي بخيرة العازفين الذين يدرسون فيه وتتراوح اعمارهم بين 6 و25 سنة ومن هؤلاء التلاميذ والطلبة تخرج للنور مجموعة جيدة كل 5 او 6 سنوات. طلبة الاوركسترا السيمفوني المدرسي والجامعي يعرضون اعمالهم وقدراتهم على العزف بصفة منتظمة في مختلف الفضاءات الثقافية والمهرجانات التونسية مثل قرطاج والجم والحمامات وصفاقس وسوسة وباجة وفي الخارج في كل من فرنسا واسبانيا وبراغ والصين لذا ليس من الغريب ان يتعامل معهم الاوركسترا الجديد.. باليه واستضافة خيرة العازفين التونسيين والعالميين ولاوركسترا قرطاج السيمفوني اتفاقيات تعاون وعمل وشراكة ومشاريع موسيقية ومشاريع عروض مع المجموعة الموسيقة «براس من نحاس» التي يشرف عليها العازف لسعد المعتمري وتتكون من عازفي الآلات النحاسية والإيقاعية ولها سجل حافل بالموسيقى الكلاسيكية والعصرية والجاز وموسيقى الافلام وعادة ما تقدم عروضها في الفضاءات الثقافية والتربوية. كما يتعاون اوركسترا قرطاج السيمفوني مع موسيقى الصالون التي يشرف عليها ويقودها المايسترو هشام مقني وسيكون حافظ مقني احد العازفين وعضوا في فريق العمل في بعض اعمالها ومشاريعها. عادة ما يكون لكل اوركسترا خصوصياته ومشاريعه وأفكاره ولكن المايسترو حافظ مقني اراد ان يكون اوركسترا قرطاج السيمفوني جامعا شاملا، اعضاؤه القارون 36 عازفا ويمكن ان يتطور هذا العدد حسب احتياجات العروض من ذلك ان هذا العدد سيصل الى 45 عندما يتعلق الامر بعزف سيمفونيات بتهوفن مثلا وستتم استضافة عازفين من فرنسا ومن تونس وكذلك امين التركي لعرض 25 نوفمبر ليعزف موزارت على الكمنجة ومهدي الطرابلسي وهو من اشهر عازفي البيانو علما بان مهمة الاوركسترا لن تقتصر على العزف وترديد اجمل ما في السجل العالمي من موسيقى بل ستكون له الحانه ومشاريعه الخاصة وهناك كتابات موسيقية اوركسترالية بصدد التجهيز سيتم تقديمها في العروض القادمة. ولاوركسترا قرطاج السيمفوني جانب آخر فرجوي سيؤمنه «باليه» الرقص الكلاسيكي لشيماء قدور خريجة المعهد العالي للموسيقى وهي استاذة رقص كلاسيكي وصرحت بان المايسترو حافظ مقني آمن بها كما آمن بالشباب الذي يثشتغل معه وساعدها على تحقيق حلمها وهو تأسيس اول «باليه» للرقص الكلاسيكي مع اوركسترا في تونس وقالت انها حاليا بصدد تكوين 60 فتاة صغيرة تتراوح اعمارهن بين 6 الى 15 سنة ستختار من بينهن مجموعة للرقص مع عرض فيفري في انتظار ان يجهز البالي كاملا للمشاركة في العروض الكبرى لاوركسترا قرطاج السيمفوني. علما بان»باليه» الرقص الكلاسيكي سيقدم اول عرض له يوم 28 سبتمبر الحالي لفائدة تعاونية الصيادلة بالمنستير وذلك في المسرح البلدي بالعاصمة. نعول على جمهورنا ليدعمنا وفي اجابة عن سؤال «الصباح» في خصوص الجهة التي تمول الاوركسترا وتشجيعات وزارة الشؤون الثقافية قال حافظ مقني:»نحن نعول على جمهورنا ليمول لنا جزءا من عروضنا الموسيقية كما اننا جمعية ثقافية ومن الاكيد اننا سنطلب الدعم من وزارة الشؤون الثقافية ولا نتصور انها ستبخل علينا بالمساعدة والدعم كما انه سيكون لنا تعاون مع عدد من المستشهرين ولعلنا بذلك نحصل على الدعم الكافي لتمويل مشاريعنا بعد ان نعرّف بالاوركسترا الجديد ونعرض في المهرجانات والتظاهرات الثقافية في العاصمة وداخل الجهات. وإجابة عن سؤال سبب تأسيس الاوركسترا وان كان رد فعل على الاقالة او الاستقالة قال حافظ مقني:» ان تأسيس الاوركسترا لم يكن ردة فعل وانما كل ما في الامر انني وجدت عددا من الموسيقيين المتحمسين لفكرة العمل الجماعي وتكوين هذا الهيكل ولإعداد برنامج ثري لموسم موسيقي ثقافي جديد.» وشدد حافظ على ان الست سنوات التي قضاها على راس الاوركسترا السيمفوني التونسي كانت تجربة خارقة للعادة من حيث الثراء وفيها جوانب ايجابية كثيرة استفاد منها كثيرا ومن بينها النجاح في تقديم عرض اسبوعي مثلا . وجدد حافظ مقني شكره لبلدية تونس التي مكنته من تواريخ جيدة للعروض الشهرية في المسرح البلدي وساندت المشروع وكذلك فضاء التياترو الذي ستقدم فيه بعض عروض الاوركسترا اضافة الى فضاء الفن الرابع التابع لوزارة الشؤون الثقافية . وقال مقني: « لا شيء يمنع من التعاون مع الاوركسترا السيمفوني التونسي وليست لنا اي اشكالات مع مديره الفني الجديد حيث انه كان عازفا معي ومن خيرة العازفين ونتمنى له كل التوفيق.» اما عن عدم برمجة عرض في مدينة الثقافة فقد اجاب المايسترو حافظ مقني ان كراء قاعة الاوبيرا ليس في مقدورهم حاليا لأنه مرتفع جدا بالمقارنة مع الامكانيات المحدودة حاليا واكد ان ذلك قد يكون في مناسبات لاحقة.
