بعدما ابتعد عن التسيير الرياضي لأكثر من 3 عقود عاد محمد الورتاني إلى ستير جرزونة ولكن في خطة رئيس للجمعية هذه المرة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، على مستويات كثيرة، ودفعت مترشحين آخرين إلى الانسحاب. التقته «الصباح الأسبوعي» في هذا الحوار : ● فاجأت الجميع بالترشح إلى رئاسة الجمعية بعد احتجاب طويل، فما هو السر؟ ليس في الأمر سر، وإنما استجبت لطلب الأحباء المتكرر بعدما اعتذرت لهم أكثر من مرة. ولكن بعد انسحاب محمد خليفة ثم لطفي عوينة أقدمت على الترشح حتى لا يسود الفراغ . ● ورغم ذلك لم تحضر الجلسة العامة، ونقل عنك أنك تعتزم الانسحاب؟ فعلا كان الأمر كذلك، إذ علمت قبل انعقاد الجلسة العامة بوجود عجز مالي بحوالي 60 ألف دينار، وبأن الهيئة المتخلية قامت بصرف القسط الأخير من منحة شركة ستير المخصصة عادة لبداية الموسم إضافة إلى التفريط في عدد كبير من لاعبي الفريق ومنهم الحراس الثلاثة، وكان ذلك مقلقا جدا . ● كيف تعاملت مع هذا الوضع الصعب؟ لست غريبا عن عالم التسيير؛ اذ عملت مع المرحومين حمادي البجاوي وعلي غومة ومع الهادي الرئيس وعبد الحميد دلالة، وامتدت تجربتي 13 سنة. وما شجعني أكثر في الحقيقة هو أنني وجدت دفعا قويا من أعضاء الهيئة المديرة، وتعاونا جميعا على توفير التمويل اللازم من مالنا الخاص في انتظار انفراج الوضع، وقد وعدنا والي بنزرت محمد قويدر بعد استقباله لنا بمكتبه بالدعم المادي والعمل على تسريع صرف منحة الولاية ومنحة البلدية، إضافة إلى الإعلان عن طلب العروض بالنسبة إلى إتمام أشغال تعشيب ملعب جرزونة . ● وماذا بالنسبة إلى الرصيد البشري؟ قمنا بتعيين الإطار الفني للأكابر في مرحلة أولى من خريجي التعليم العالي في المجال الرياضي من أبناء الجمعية، ويحظون بثقة الأحباء واحترامهم وهم المدرب هيثم المزي ومساعده يامن البجاوي والمعد البدني هيثم عوينة اضافة الى مدرب الحراس عماد الحجري الذي أعطى الكثير للجمعية، وهم بصدد القيام بمجهود كبير لإثراء الرصيد البشري بانتخابات قيمة. وانتدبنا كذلك المدرب المعروف يوسف أومالك للإشراف على الإدارة الفنية للشبان، وهو الذي كان وراء بروز عدد كبير من لاعبي النادي البنزرتي الذين وفروا لنادي عاصمة الشمال المليارات مثل هتان البراطلي وإيهاب المباركي وآدم الرجايبي وجاسم الحمدوني وحمزة المثلوثي والقائمة تطول، ونحن ننتظر منه الكثير بالنسبة إلى شبان جرزونة التي تزخر بالمواهب، ومولت المنتخب الوطني بالكثير من اللاعبين مثل غازي ليمام ومنير الماجري والبشير السحباني وعبد السلام عرافة ومختار الطرابلسي وعدلان الباغولي وغيرهم. لقد قطعنا مع سلبيات السنوات العجاف، ووضعنا استراتيجية جديدة تقوم على البناء التدريجي لإعادة الجمعية إلى مكانتها الطبيعية بالعمل في العمق، والتركيز على الشبان، إضافة إلى توفير ظروف العمل والنجاح لفريق الأكابر.