أكد عبد الكريم دربال رئيس جمعية أطباء العائلة بصفاقس،أن المنتمين لهذا الاختصاص الطبي باتوا يعانون جملة من المشاكل والصعوبات التي تكبل مهامهم، ومن ذلك ما يتعلق بوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة العمومية، إلى جانب ظاهرة الدخلاء على المهنة، وانتشار ما يعرف بالطب الروحاني، إضافة إلى الشروع في عدم التعامل مع مصالح "الكنام"بداية من يوم أمس الاثنين، وهو ما يستدعي التدخل من الجهات المعنية لإيجاد الحلول، وإصلاح ما يجب إصلاحه، للإبقاء على مصداقية مهنة الطب وشرفها. وأفاد أن اختصاص طب العائلة الذي يدرس في كليات الطب هو اختصاص جديد تدوم دراسته ثلاث سنوات، غير أن آفاقه غير واضحة للخرجين الذين لا يعلمون أن كانوا سيلتحقون بالمستشفيات أم بالقطاع الخاص كما يعاني اطباء العائلة من مشاكل كبرى مع مصالح الضمان الاجتماعي و"الكنام"بسبب التأخير في الخلاص والتعطيل في الإجراءات الإدارية وخصوصا ما يتعلق بالأمراض المزمنة وطويلة المدى وهو ما دفع بنقابة أطباء القطاع الخاص إلى عدم تجديد الاتفاقية المبرمة مع مصالح الصندوق الوطني للتامين على المرض، بداية من شهر أكتوبر الجاري وهو ما سينعكس سلبا على المواطن وإمكانيات العلاج خاصة أن 90بالمائة من التونسيين يعتمدون منظومة طبيب العائلة. تكوين وقال عبد الكريم دربال أن علاج الأمراض المزمنة والأشعة والتحاليل يكاد يكون علاجا مجانيا بالنسبة للمتعاملين مع أطباء العائلة وهو امتياز لذوي الدخل المحدود، وان إيقاف التعامل مع صندوق التامين على المرض يمثل خسارة كبرى للجميع، مؤكدا عدم تكفل الدولة والصناديق الاجتماعية بالتكوين الطبي المستمر للأطباء ما دفع بجمعيات الطب بان تأخذ على عاتقها مسالة التكوين الذي يعتبر ضروريا للطبيب دون أن يكون ذلك بدعم من وزارة الصحة أو الشؤون الاجتماعية داعيا بالمناسبة إلى ضرورة انشاء هيكل مهني يضم أطباء العائلة وأطباء الاختصاص، لتوفير الرعاية النفسية والصحية للمريض، ويكون ذلك في الخط العلاجي الأول، وهو مراكز الرعاية الأساسية والاشتغال على الجانب الوقائي والعلاجي ثم المتابعة والتوجيه بالنسبة للأمراض النفسية وطب المراهقة والشباب والأطفال، على أن يكون طبيب العائلة في الموقع الأول للعملية الصحية. تداو ذاتي؟؟ وذكر الدكتور عبد الكريم دربال انه يتعين اليوم لتطوير المنظومة العلاجية، إنشاء وحدات صحية للعلاج النفسي في مراكز الرعاية الأساسية للاكتشاف المبكر والتشخيص لأمراض المراهقين البدنية منها والنفسية أمام تزايد ظواهر استهلاك المخدرات وأمراض السمنة والضغط النفسي إلى جانب مقاومة ظاهرة التداوي الذاتي واقتناء الأدوية من الصيدليات دون وصفة طبية بتنفيذ حملات تحسيس للمواطن والصيادلة، مشيرا إلى غياب التنسيق بين أطباء القطاع العام والقطاع الخاص والحال أنهما يتكاملان داعيا إلى ضرورة ترشيد الأدوية والفحوصات التكميلية وخاصة بالنسبة للمضادات الحيوية. طب مواز من جهة أخرى أفاد الدكتور دربال ان عديد المواطنين يتوجهون إلى العلاج بالتطبب والموازي في محلات مشبوهة تعتمد الطب الرعواني والطب الروحاني والتدجيل وهو اختصاص شعبي موازي للطب النفسي والعلاج العلمي والطب الحقيقي، غير أن الدولة تمنحهم الرخص دون رقابة أو خلاص اداءات ودون شهائد علمية معترف بها وهو ما يهدد قطاع الصحة العمومية وسلامة المواطن.