قضت مؤخرا الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالقيروان بالسجن بقية العمر لشاب في الثلاثينات من العمر من أجل تهم القتل العمد المتبوع بالسرقة واستهلاك مادة مخدرة بالجدول «ب» والزواج على خلاف الصيغ القانونية. وكان حي الجامع بولاية القيروان اهتز خلال شهر مارس 2015 على وقع جريمة فظيعة راحت ضحيتها امرأة في العقد الرابع من العمر وابنتها، وهي فتاة في العقد الثاني من العمر، حيث تفطن الأجوار الى انبعاث روائح كريهة من منزل الضحيتين، وبإعلام السلط الأمنية والتنقل الى المنزل تم العثور على جثتي الهالكتين في مشهد مأساوي... وبإعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان أذنت بفتح بحث في الغرض وتم نقل الجثتين لعرضهما على الطب الشرعي، وبتقدم الأبحاث انحصرت الشبهة في شاب في الثلاثينات من العمر كان يتردد باستمرار على منزل الضحيتين، وبإيقافه واستنطاقه اعترف بقتلهما. وأثبتت الأبحاث المجراة في القضية ان المتهم - وهو متزوج وله أبناء - ارتبط بعلاقة غرامية منذ سنوات مع امرأة أصيلة المنطقة التي يقطن بها حيث كان يتردد عليها باستمرار بمنزلها أين كانت تقيم بمعية ابنتها، وكان يعاشرها معاشرة الأزواج، بل وتزوج بها على خلاف الصيغ القانونية. وبتاريخ الجريمة توجه المتهم الى منزل «عشيقته» كعادته لقضاء الليلة هناك حيث سهر بمعيتها وابنتها ونام بالمنزل وفي صباح اليوم الموالي غادرت «عشيقته» المنزل وتوجهت الى معتمدية «السبيخة» لقضاء بعض الشؤون فيما بقي المتهم بالمنزل رفقة ابنتها. صدمة.. وفي غياب الأم قام المتهم باحتساء كمية من الخمر وكذلك مخدر «الزطلة» قبل أن يعمد الى ممارسة الجنس مع ابنة عشيقته في غيابها، والتي إثر إتمام قضاء شؤونها عادت الى المنزل، وبمجرد ان فتحت باب المنزل هالها ما رأت حيث وجدت ابنتها في أحضان «عشيقها» بصدد ممارسة الجنس... حينها جن جنون الأم وشرعت في الصراخ فقام المتهم بدفع ابنة عشيقته من فوقه فسقطت على الأرض وارتطم رأسها بالأرضية مما أدى الى وفاتها على عين المكان، ثم توجه مباشرة الى الأم في محاولة لإسكاتها لدرء الفضيحة ووضع يده على فمها الى أن اختنقت بدورها وفارقت الحياة. فرار.. وأمام هول ما ارتكبه قام المتهم بسرقة الهاتفين الجوالين التابعين لعشيقته وابنتها وفر من المكان، قبل ان يتم التفطن الى الجريمة وإيقاف المتهم الذي أكد لدى استنطاقه أنه لم يكن يقصد قتل الضحيتين اللتين كانت تجمعه بهما علاقة وطيدة تعود الى سنوات، بل كان هدفه درء الفضيحة ووضع حد لصراخ عشيقته حتى لا يتفطن الأجوار الى الأمر. وبرر فعلته بأنه كان تحت تأثير حالة كحولية إضافة الى استهلاكه للمادة المخدرة، وأضاف أنه استولى على الهاتفين الجوالين التابعين للضحيتين ليس بقصد السرقة ولكن لطمس معالم جريمته.