مثل أمس الأول أمام الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس شاب في مقتبل العمر لمقاضاته من أجل القتل العمد المسبوق بجريمة السرقة طبق أحكام الفصل 204 من القانون الجنائي وقضت بعد المفاوضة القانونية بسجنه بقية العمر. وتعود أطوار هذه القضية إلى يوم 4 أكتوبر 2010 حين تفطن بعض الأجوار بحي السعادة بالمحمدية لوفاة جارتهم المسنة والمقعدة، فأشعروا السلطات الأمنية، وبتحول أعوان مركز الحرس الوطني بالمحمدية إلى منزل الضحية ومعاينة الجثة وعرضها على الطبيب الشرعي تبين أن سبب الوفاة يعود إلى تعرض الضحية إلى اعتداء بالعنف على رأسها بالإضافة إلى خنقها وإصابتها بكسور في أضلعها. وبناء على جملة من التحريات قام بها المحققون انحصرت الشبهة في شاب من متساكني الحي المذكور معروف بكنية "جحا" ، وبإيقافه اعترف بجريمته وسرد أطوارها منذ البداية مبينا أنه أدمن منذ فترة على تعاطي المخدرات واستنشاق مادة "الكلفور" وليلة الواقعة استنشق المادة المذكورة ثم عاد إلى الحي وبقي في أحد المقاهي إلى حدود الواحدة فجرا وبعدها واصل استنشاق "الكلفور" وفي خضم حالة الإنتشاء التي شعر بها خامرته فكرة سرقة منزل جارته المسنة والمقعدة التي كانت تعيش بمفردها، وبتحوله إلى المكان وجد إحدى نوافذ المنزل مفتوحة فتسلل إلى الداخل حيث وجد العجوز نائمة ولما فتش بعض أدباشها عثر على 10 دنانير استولى عليها ولكن الضحية تفطنت إليه فجأة وأطلقت عقيرتها بالصراخ. وأضاف المتهم أنه خشي أن يتفطن الجيران لاستغاثة العجوز فخنقها ثم ضربها على رأسها وأماكن أخرى من جسدها وفر إلى أن ألقي القبض عليه. وفي جلسة أمس الأول واصل المتهم اعترافه مؤكدا أنه لم يخطط ولم ينو قتل الضحية وإنما أراد إسكاتها فخنقها مضيفا أنه بالإضافة إلى استنشاقه مادة "الكلفور" كان زمن ارتكاب الجريمة تحت تأثير ثلاثة أقراص مخدرة. أما محاميه فلاحظ أن نية موكله لم تكن متجهة نحو إزهاق روح الضحية وإنما إلى السرقة وطلب إعادة التكييف القانوني للتهمة واعتبارها من قبيل الضرب الناجم عنه الموت طبق أحكام الفصل 208 من القانون الجزائي وطلب ايواءه بمصحة استشفائية لمعالجته من الإدمان، وبعد أن سجلت المحكمة أقوال المتهم ومرافعة الدفاع قررت حجز هذه القضية للمفاوضة ثم صرحت بالحكم الآنف ذكره.