في سنة 2008 وفي اطار ما كان يسمى ب«المشاريع الرئاسية» تمت برمجة منتزه حضري بمدينة القصرين يشمل ضفتي وادي الدرب قرب مركز الولاية والمدينة الاثرية «سليوم»على مساحة هكتارين ونصف كلها مناظر طبيعية خلابة، وقيل ان وزارة البيئة رصدت له اكثر من7 مليارات، تقلصت فيما بعد الى العشر واصبحت 710 الف دينار ليتحول الى انجاز «نواة « لمنتزه وانطلقت الاشغال في جوان 2010 مثلما اكده لنا ممثل وزارة البيئة بالقصرين مالك الحقي في لقاء سابق.. وانطلق المقاول المكلف به في بناء مكوناته المتمثلة في مركز استقبال ومسلك صحي ومطعم وقطب رياضي.. لكن عند مراقبته تبين ان المشروع يخلو من عناصر اساسية وهي الانارة الخارجية ومنشات تصريف مياه الامطار فتم ايقافها، وبعد الثورة وفي فترات الانفلات الامني في بداية سنة 2011 تعرض الى اتلاف بعض مكوناته وسرقة ونهب مواد البناء (رخام واسلاك كهربائية..) التي بقيت هناك ووقع تخريب جانب مما انجز منه وتحول الى اوكار للمنحرفين يعاقرون فيه الخمر و«الزطلة»، ورغم فسخ الصفقة مع المقاول منذ سنوات ورصد وزارة البيئة لمبلغ اضافي قدره 400 الف دينار في ميزانية 2014 لاستكمال اشغال»نواة « المنتزه فان الاشغال لم تستانف بعد، في الوقت الذي طالبت فيه عديد الجمعيات المهتمة بالجانب البيئي بضرورة رصد 8 مليارات لاقامة منتزه كامل مثلما اعلن عنه عند برمجته وليس مجرد نواة، او على الاقل الاسراع باستكمال تلك «النواة» ثم العمل على توسيعها في السنوات القادمة لتتحول الى منتزه متكامل لانه سيكون خير متنفس لعائلات القصرين حتى تتمتع بمشاهد طبيعية خلابة توجد على بعد عشرات الامتار من الشارع الرئيسي وفي ضواحي الحي الاولمبي لكنها لا تستطيع التحول اليها خوفا من المنحرفين الذين «يحتلوها»في اغلب ساعات النهار والليل، بل اكثر من ذلك فان بعض البناءات الفوضوية بدات تزحف على فضاء المنتزه دون ان تتدخل السلط المعنية لهدمها، علما بان السكوت عليها شجع اخرين على البناء بجانبها واصبحت الوضعية اكثر تعقيدا. الجديد في وضعية «نواة» المنتزه وحسب ما افادتنا به مصادر من ولاية القصرين انه تم القيام بطلب عروض اول لاختيار مقاول جديد لاستئناف الاشغال واستكمال المشروع، لكنه لم يثمر لعدم تقدم من يرغب في ذلك بالاعتمادات المناسبة، فوقع نشر طلب عروض ثان بآجال مختصرة وفي ظرف الايام القليلة القادمة سيتم حسم الصفقة ضمن اعمال اللجنة الجهوية للصفقات وتعيين المقاول الذي سيتولى تنفيذه و من هنا الى اواسط شهر نوفمبر المقبل ستنطلق الاشغال. وتوجد في منطقة المشروع المتاخم لمدينة «سليوم»الاثرية (الاسم القديم لمدينة القصرين) والمسرح الروماني الذي تمت اعادة ترميمه وتهيئته مؤخرا واصبح يحتضن عروض مهرجان «سليوم»الدولي، مناظر طبيعية خلابة من هضاب ومساحات خضراء وجسر قديم معلق يحمل مجاري للمياه القادمة من سد وادي الدرب وكهوف ومغارات منحوتة في الصخور ورمال ذهبية في مجرى الوادي وغابات بقيت كلها مهملة على مدى سنوات طويلة دون الاستفادة منها والحال انها تمثل تراثا اثريا وثروة طبيعية بامكانها ان تجعل من الضاحية الجنوبية الغربية لمدينة القصرين قبلة للزوار والسواح عند استكمال مختلف مكونات المنتزه.