على هضبة تكسوها أشجار الصنوبر تطل على مشاهد طبيعية خلابة وغير بعيد عن المسرح الروماني والموقع الأثري انتصب المنتزه الحضري وادي الدرب مطلقاً العنان لدروب أحلام أهالي مدينة القصرين صغاراً وكباراً فالحاجة ملحة لبعث مثل هذه المشاريع التي ترفه وتذهب عن زائريه القلق والفتور. «الشروق» زارت هذا الموقع الحلم فكانت الاستفاقة محزنة وموجعة لا معالم للحياة فيه فحتى اللوحة المعرفة بالمشروع دلنا عليها الحارس فإذا هي ملقاة على الأرض وغير معلقة في مكان بارز وقد كتب عليها بخطوط متآكلة عبارة «خاصة» ولكم التعليق بعد اسم المشروع ومكتب الدراسة ومكتب المراقبة: مدة الانجاز (210 ايام) بداية الاشغال (26 6 2010) إذاً كان من المفروض و المعقول أن هذا المشروع ومنذ مدة أصبح حيز الاستعمال والاستغلال ولكن مكوناته تنفي ذلك فالأشغال لم تنته إلى اليوم فلا بوابته ومقر مقهاه ومطعمه وحجرات الملابس ولا خزان الماء لهم دلالة على نبض حياته لأنها غير مكتملة الانجاز بل هي تتطلب الاسراع بمواصلة تهيئتها. ولأننا لم نعثر بالمكان على مكتب للأشغال توجهنا بالسؤال عن سبب توقف الاشغال للسيد محرز الشيخاوي حارس نهاري وليلي منذ سنتين على حد قوله افادنا أن المسؤول على شركة البناء ابلغه أن الاشغال ستنطلق مباشرة بعد رمضان الفائت ولكن قوله لم يقع تطبيقه إلى حد تحرير هذا المقال. كما ابلغنا أن هذا المنتزه قد تحول خلال الليل إلى مقر تنزوي فيه مجموعات من المتسكعين والشواذ وحتى من المدمنين الساعين إلى إشباع نزواتهم بعيداً عن الأعين والرقابة الأمنية خاصةً وأن المكان يفتقد إلى التنوير العمومي وغير مرتبط بالنور الكهربائي. وخلال اتصالنا بمصالح البلدية استقبلتنا السيدة زينة الصويفي مهندسة معمارية أولى وأمدتنا بالمعطيات التالية : المنتزه في مخططه القديم كان يحتوي أركاناً أهم وأفخر كما أن اعتماده المالي كان خيالياً وفي الفترة الأخيرة راسلت البلدية ادارة البيئة والولاية والتجهيز وخرجت السيدة الصويفي رفقة فريق مختص بغاية المعاينة وطالبت هذه اللجنة بالعودة إلى المثال الأول ولكن المشروع جمد بصفة نهائية. فهل يعقل أن يتحول المكان كمكسب ترفيهي ومتنفس للعائلات إلى واحة فساد وإفلاس وإشباع نزوات؟ أوليس من الأجدر التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه؟ عموماً ثقتنا في مسؤولي ما بعد الثورة تجعلنا نحملهم هذه الأمانة فتكلفة المشروع الخيالية لايمكن ان تسفر عن هذه النتائج الضبابية والمال العام أحق بنعمه من حرم من أبناء ثورة الكرامة.