انطلقت جمعية "الكندي" للموسيقى والبحث في الموسيقى بقابس في تنفيذ مكونات مشروع "مهرجان صغيّر مبروك" بدعم من صندوق "الثقافة للجميع" للسفارة الألمانية بتونس وبالشراكة مع الجمعيات المهتمة بالأطفال الحاملين لأعراض متلازمة "داون" أو بما يعرف بالأطفال المغوليين ومركّب الطفولة والإدارة الجهوية للشؤون الاجتماعية والمندوبية الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن بقابس. وبادرت الجمعية بتخصيص فريق محترف في شتى مجالات التكوين والانتاج الفني من متطوعين ومنشطين ومتعاقدين للإشراف على عملية انتقاء المواهب من الأطفال وإدارة حلقات التكوين والتدريب على الأداء ضمن مجموعة من الإبداعات الفنية المتعددة. ويذكر علي شمس الدين رئيس جمعية "الكندي" للموسيقى والبحث في الموسيقى بقابس أن الهدف من مشروع هذا المهرجان الذي يصل اعتماده الجملي إلى حوالي 22 ألف دينار هو ترسيخ ثقافة تنمية الموارد البشرية والمساهمة في النهوض بالإصلاح الإجتماعي اعتمادا على المشاريع ذات أبعاد ثقافية وفنية وتربوية من خلال العمل على اكتساب وترميم احترام الذات والثقة في النفس وإثبات الوجود للأطفال المستفيدين الذين يحملون أعراضا متلازمة "دوان" إلى جانب تنشيط وتنظيم عملية التعبير والتواصل لديهم. وبين أنه يسعى من خلال هذا المشروع أيضا إلى تعزيز عملية الاندماج والتقبل مع الآخر. وحول مضامين هذه التظاهرة أشار ضيفنا إلى أن سلسة من الحصص التكوينية الموجهة للأطفال المستفيدين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 90 طفلا ستتوج بتنظيم مهرجان "صغيّر مبروك" من 12 إلى 14 ديسمبر القادم. وتشهد هذه التظاهرة تقديم ثلاثة محاور رئيسية ممثلة في الاستعراض الفرجوي بالشوارع وإقامة معرض لإبداعات وابتكارات الأطفال في مجال الرسم على مختلف المحامل والبراعة اليدوية إلى جانب عرض فني متكامل يجمع بين المسرح والرقص والغناء والشعر. ومن خلال هذا المهرجان تسعى الجمعية إلى تنمية قدرات ومواهب الأطفال الحاملين لأعراض متلازمة "داون" بغية تيسير عملية إدماجهم في الحياة الاجتماعية وتحسيس المجتمع بقدرات هذه الفئة الهشة ومزيد دعم بناء شخصيتها حتى تجعل من هؤلاء الأطفال أطفالا مباركين زيادة على مساهمتها الفنية في إثراء المشهد الثقافي في الجهة. هذا وتساهم الجمعية في النهوض بالنشاط الموسيقي وتنمية مجالاته ونشره وانجاز أبحاث ودراسات علمية موسيقية وتوثيق التراث غير المادي حيث بادرت الجمعية بتسجيل أسلوب "البوزيقة "الواحي في التصنيف الوطني كتراث غير مادي وتسعى إلى تنظيم المجال الموسيقي بالجهة وتطوير حملة "مكتبة لكل مدرسة" لجمع الكتب لصالح المؤسسات التربوية بقابس وحملة ركب حاسوبي" لصيانة مخابر الإعلامية بمؤسسات الطفولة كما اهتمت الجمعية بالطفولة المهددة في إطار مشروع "أصوات الملائكة " الذي لاقى نجاحا جماهيريا في كل عروضه الفنية التي قدمها.