يدرك المهرجان الدولي للواحات هذه السنة دورته الرابعة والثلاثين التي ستنعقد من 26 إلى 29 ديسمبر المقبل وسط مؤشرات واعدة سيما بعد تجديد أعضاء الجمعية المشرفة على هذه التظاهرة السياحية الثقافية الدولية .فقد أصبحت التظاهرة تضم وجوها شابة ومتحمسة لخدمة الجهة في شتى المجالات . وقد انطلقت الاستعدادات على قدم وساق لهذه الدورة الجديدة قصد كسب الرهان وتحقيق نجاحات جديدة باعتبار أن المهرجان الدولي للواحات من روافد السياحة الصحراوية والثقافية والتنموية وهو أيضا فرصة متجددة للغوص في أعماق التراث والنبش في ذاكرة التاريخ والحضارة العربية والانفتاح على ما تشهده بلادنا من تظاهرات كبرى. وقد بادرت الهيئة المديرة برسم الخطوط العريضة للدورة الجديدة التي سيكون محورها الجريد تاريخ وحضارة. والمهرجان الدولي للواحات هو محطة فرجوية منفردة لا تشبه غيرها وهي بأغراضها الثقافية والسياحية تبقى بين هذا وذاك مشدودة إلى الواقع موصولة إلى الحياة بغاياتها التنموية وقد تناولت الهيئة المديرة خلال اجتماعاتها الماراطونية بالدرس عدة جوانب أبرزها الجانب المادي الذي مازال يشكل عقبة كأداء في سبيل تطور هذه المحطة السياحية الفرجوية والتنموية الكبرى التي تستقطب سنويا أكثر من 300 ألف من السياح الأجانب وأبناء البلد لطرافة فقرات برامجها. حيث ستشهد هذه الدورة طرقا جديدة في الإخراج مما جعل المشرفين يسعون إلى استنباط مجالات جديدة تحافظ على خصوصية المهرجان وتفتح له آفاقا أخرى نحو الابتكار لتدعم ريادته في الخارطة الثقافية الوطنية والدولية وتنصهر في أهدافه التنموية والسياحية والثقافية إذ يتم السعي إلى إبراز المخزون التراثي للجهة وتجسيما لهذه الأهداف ستتوزع فقرات المهرجان خلال هذه الدورة على عديد الفضاءات لتتحول إلى مسارح تنشيطية تشد الجماهير كامل أيام المهرجان بما سيقدمه من لوحات فلكلورية ومعارض فنية واقتصادية ولوحات إبداعية للأطفال. وقد أعدت إدارة المهرجان مشروع برنامج الدورة الجديدة يتضمن عديد الفقرات ويمتد على 4 أيام بلياليها وفي مقدمة هذه البرمجة المعارض التي ستنتصب بالمنطقة السياحية على غرار الأيام الوطنية للصناعات التقليدية بمشاركة 100 عارض من حرفيين ومؤسسات حرفية وتجار صناعات تقليدية من كافة ولايات الجمهورية في عديد الاختصاصات وخاصة منها النسيج التقليدي للجهة وخشب وسعف النخيل وينتظم على هامش هذه الدورة كذلك معرض للكتاب بلغات مختلفة وذلك بروضة شاعر تونس الخالد مع إقامة معرض يحتوي على عمل فني تشكيلي يجسد آثار أدباء الجريد وللجانب الفكري مكانته في هذه الدورة لذلك تسعى إدارة المهرجان إلى تنظيم ندوة فكرية حول التاريخ الواحي بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين وفي جانب آخر ستقام يوم الافتتاح عدة فقرات تنشيطية لعل من أبرزها شارع الفنون وهو عبارة عن كرنفال جوال ضخم يجمع كل المواهب والمحترفين في كل مجالات الفنون وتحتوي هذه المحطة كذلك على عروض تنشيطية وترفيهية للأطفال تحتضنها دار الثقافة الشابي هذا بالإضافة إلى فقرات تنشيطية موسيقية في الساحات والفضاءات العامة والخاصة كما سيتم تنشيط شوارع المدينة في محطات ثابتة وأخرى متنقلة وتقديم عروض للفروسية وتنشيط بالفرق الصوفية لتشكل موكبا ضخما للفرق الطرقية تمتزج فيه الألوان والرايات وروائح البخور وإيقاعات الدفوف واهتزاز الأجساد انتشاء بخدر صوفي لذيذ لا يدركه إلا أهله وهو ما سيحول شوارع المدينة وساحاتها وواحاتها إلى ركح تؤمن باقتدار جماهيرية المهرجان هذه السنة وإلى جانب هذه التعابير ستشهد ساحة المهرجان إقامة عرض فرجوي وهو عمل فرجوي ضخم يضم جميع الفرق المحلية والوطنية والفرق الضيفة التي ستؤثث فقرات المهرجان الوافدة من بعض الدول الشقيقة والصديقة كما ستتضمن النسخة الجديدة مسابقات في الرقص العصري والراب والإبداعات الفردية الشبابية إذ تتواصل الاستعدادات والتحضيرات والجلسات لمزيد استنباط فقرات جديدة تعطي لهذه الدورة، دورة 2012 طابعا خاصا تودع فيه ربوع الجريد وضيوفها سنة مرت وتستقبل فيه سنة إدارية جديدة في أجواء احتفالية في ربوع الجريد بلد الفرح الدائم.