أدّى صبيحة يوم أمس الأوّل الأربعاء والي سوسة عادل الشليوي صحبة كاتب عام الولاية شكري المبروك وثلّة من الإطارات الجهويّة الفلاحيّة زيارة عمل إلى معتمديّة القلعة الكبرى للإطّلاع والوقوف على أبرز المشاكل والتحديّات التي يعيشها قطاع الفلاحة بالجهة حيث استهلّ الوالي برنامج زيارته بزيارة الشّركة التّعاونيّة الأساسيّة للخدمات الفلاحيّة «الإخلاص» بمجمع الحبوب المختصّة في بيع المواد الأوّلية للتّغذية الحيوانيّة والأعلاف الخشنة وتجميع وبيع البذور أين التقى القائمين عليها وعددا من الفلاّحين وأنصت إلى مشاغلهم التي تركّزت بالأساس على النّقص الفادح في بذور القمح الصّلب حيث كشف ممثّل نقابة الفلاّحين بالقلعة الكبرى أنيس قلايد أنّ حاجيات الجهة سنويّا من بذور القمح الصّلب تتراوح بين 4000 و5000 قنطار في حين أنّه لم يقع توفير إلاّ 1096 قنطارا ممّا اضطرّ بعض الفلاّحين إلى اللّجوء إلى ولايات مجاورة للتّزوّد بالقمح الصّلب على غرار ولايات القيروان وزغوان ونابل وهو ما يكبّدهم مصاريف نقل إضافيّة في حين عبّر فلاّحون آخرون عن قلقهم من الحطّ من حصّة الولاية من الحبوب في موسم فلاحيّ واعد واستثنائي وأعرب فلاّحون آخرون عن تخوّفاتهم من انقضاء موسم البذر والحال أنّهم سدّدوا مسبقا ومنذ ما يزيد عن العشرين يوما خلاص طلباتهم من القمح الصّلب، هذا وقد أرجع بعض المشرفين على ديوان الحبوب تأخّر وصول الطّلبيّات إلى أمور واجراءات إداريّة تتعلّق أساسا بنقص البذور نتيجة الطّلب المتزايد عليها من ناحية أولى بحكم التوسّع في المساحات المخصّصة لزراعة الحبوب وإلى ضرورة القيام بالتّحاليل الضّروريّة قبل القيام بتزويد مراكز التّجميع والدّواوين بهذه المادّة من ناحية ثانية، رأي لم يقنع أغلب الفلاّحين الحاضرين وهو ما دفع والي الجهة إلى التدخّل والتعهّد بالسّعي حثيثا إلى المطالبة بالتّرفيع في حصّة الولاية من الحبوب وذلك بالتّنسيق مع المصالح المركزيّة وتمكين الفلاّحين من كميّات إضافيّة في أقرب الآجال حتّى يتسنّى لهم ممارسة أنشطتهم الفلاحيّة في ظروف طيّبة، فيما اشتكى فلاّحون آخرون من مربّي الماشية من غلاء أسعار العلف المركّب لارتباط مكوّناته بنسبة 90% بمواد مستوردة ودعا آخرون إلى ضرورة التّرفيع في حصّة مادّة السدّاري التي ورغم أهميّتها فإنّها تبقى غير كافية ولاتغطّي الإحتياجات باعتبار أنّ معتمديّة القلعة الكبرى تضمّ 20% من القطيع ما بين أغنام وأبقار على مستوى الولاية وهو ما يمثّل 75% من إجمالي انتاج الولاية من مادّة الحليب. كما مثّل مطلب التّرفيع من حصّة تزويد المناطق السّقويّة بمياه سدّ نبهانة أحد أبرز مطالب رئيسة خليّة الإرشاد الفلاحي باعتبار أنّ معتمديّة القلعة الكبرى تساهم بنسبة 60% من إنتاج مادّة البطاطا وتضمّ مساحة مهمّة من الزراعات السّقويّة كما استأثر بكثير من الإهتمام موضوع فتح المسالك الريّفيّة وتهيئتها وتعهّد الجسور وخصوصا التي تضرّرت بالأمطار الأخير إلى جانب العناية بمداواة غابة الزّيتون وتشبيبها. إثر ذلك تحوّل والي الجهة إلى مقرّ مجمع مالكي الزّياتين «الزيتونة» أين اطّلع على عيّنة من الأنشطة والخدمات التي يسديها هذا المجمع والتي ينتفع بها حوالي 4500 فلاّح من مالكي الزياتين من خلال ما ينظّمه من دورات تكوينيّة للفلاّحين الشبّان في مجال تقليم الزّياتين والتعرّف على الآفات والأمراض التي تتربّص بالشّجرة وكيفيّة مقاومتها وحمايتها من أجل تحسين الإنتاج والإنتاجيّة وثمّن الوالي المجهودات المبذولة وتعهّد بإسناد منحة ماليّة تشجيعيّة للمجمع من قبل المجلس الجهوي للولاية وتزويده بمشاتل زياتين وعبّر عن دعمه للمقترح الذي تقدّم به رئيس المجمع والمتمثّل في إحداث سوق للزّيتون وفي محطّة ثالثة تحوّل والي الجهة والوفد المرافق له إلى منطقة بلعوم حيث عاين تقدّم سير أشغال مشروع إعادة تهيئة المنطقة السّقويّة العموميّة لسدّ نبهانة الذي بلغت قيمته الجمليّة 3500 دينار والذي سيمكّن من تحسين مردوديّة المنطقة السّقويّة المذكورة وضمان انتظام تزوّدها بمياه الريّ وشدّد الوالي على ضرورة الإلتزام بالآجال التعاقديّة لإنجاز هذا المشروع ليكون موفّى شهر ديسمبر 2018 موعد التسليم وفي ختام زيارته عاين والي الجهة تجربة متميّزة وناجحة لأحد المستثمرين الخواص في مجال تربية الأبقار الحلوب ونجاحه في الضّغط على كلفة الإنتاج من خلال اعتماده على أنشطة مندمجة وتوفير أعلاف بديلة.