انطلقت مساء أمس الدورة التاسعة والعشرون لمهرجان أيام قرطاج السينمائية وسط أجواء فنية وثقافية، بحضور صناع السينما والسمعي البصري في أفريقيا والعالم العربي مع الانفتاح على المبدعين في الفن السابع من بلدان أوروبية وآسيوية وامريكية، إذ لم تقتصر أجواء المهرجان على الفضاءات الضيقة المنتصبة وسط العاصمة والمعنية بشكل مباشر باحتضان هذه الاحتفالية الإبداعية كمدينة الثقافة وقاعة الأوبيرا التي احتضنت حفل الافتتاح ونزل"أفريكا" مقر إقامة أغلب ضيوف الدورة وشارع الحبيب بورقيبة، بل ألقت بظلالها على المشهد العام في تونس خاصة أنها تتزامن مع مرحلة تجاذبات سياسية وأحداث وتطورات إجتماعية وثقافية واقتصادية. لذلك كان لهذه المناسبة الوقع الكبير في تونس وهو ما أكده رئيس الحكومة يوسف الشاهد في افتتاحه للدورة بقوله ،"كلما انتصرت الثقافة نجحنا في القضاء على الإرهاب". خاصة أن هذه الدورة تنفتح على بعض الجهات والسجون. فمنذ وقت مبكر من صباح أمس تحول شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة إلى "أركاح" ومنارات استقطبت أعدادا كبيرة من الفنانين من تونس ومن بلدان إفريقية وعربية وغيرها، شاركوا في تأثيث عروض فنية وهي عروض تنشيطية ستتواصل إلى يوم 10 من الشهر الجاري موعد نهاية دورة هذا العام لاعرق مهرجان سينمائي في بلدان جنوب المتوسط.. ورغم رداءة الأحوال الجوية ونزول الأمطار، فقد تدافع عدد من المواطنين على شارع الحبيب بورقيبة منذ وقت مبكر من مساء أمس لمتابعة العروض التنشيطية ومواكبة اطلالة ضيوف المهرجان أثناء تقتلهم في اتجاه مدينة الثقافة. ولأول مرة في تاريخ المهرجان يتم الاستغناء عن السجاد الأحمر بشارع الحبيب بورقيبة بسبب رداءة الطقس ليتم نقل الضيوف من نزل أفريكا إلى مدينة الثقافة. وسجل حفل الافتتاح، الذي تنتظم وسط تشديد أمني كبير، حضور عدد من الوجوه الثقافية والسياسية والحزبية والرياضية من بلدان عربية على غرار ليلى علوي من مصر وأيمن زيدان وعابد فهد من سوريا فضلا عن عدد من السينمائيين ونجوم التلفزة والمسرح والدراما من تونس.وقد أضفى تميز فضاء مدينة الثقافة أجواء خاصة على الا حفل الافتتاحي للمهرجان الذي يتولى إدارته نجيب عياد للعام الثاني على التوالي. وبعد استعراض الضيوف وإتمام إجراءات التنقل والإعلان رسميا عن انطلاق الدورة التاسعة والعشرين، وتقديم لجان التحكيم والمقاومة بالضيوف، تم عرض فيلم، بلا موطن للمخرجة المغربية نرجس نجار في السهرة. ولعل ما ميز حفل الافتتاح هو غياب عدد من الأسماء الرائدة في المشهد السمعي البصري مقابل تهافت اعداد كبيرة من السياسيين. ثلاثة أفلام في اليوم سيكون معدل الأفلام المعروضة في اليوم الواحد ثلاثة أفلام طيلة أيام المهرجان بعد أن كان المعدل في السابق أربعة افلام مع التقليص في عدد الأفلام المشاركة مقارنة بالدورات الماضية وهو اختيار يخول للمشاركين والجمهور مشاهدة أكبر قدر ممكن من الأفلام. فيما سيحتضن فضاء نجمة الشمال حلقات النقاش الخاصة بهذه الافلام. تكريم والسينما الهندية تحت المجهر اختارت الهيئة المديرة للمهرجان أربعة بلدان تكريمها في هذه الدورة وهي العراق والسنغال والبرازيل والهند. وذلك بحضور ما يقارب 80 ضيفا من هذه البلدان يا.زعون بين صناع سينما وفنانين. ومشاركة الهند في التظاهرة الموازية للمهرجان ستكون تحت شعار''السينما الهندية تحت المجهر'' بعدة أفلام سينمائية وذلك بحضور مجموعة من مخرجي الافلام والفاعلين في هذا المجال الإبداعي من الهند. وسيكون افتتاح العروض الخاصة بالهند مساء اليوم ويتضمن برنامج عروضها 8 أفلام هندية متنوعة ستعرض على امتداد الأسبوع بمعدل عرض في كل يوم. وتعتبر مشاركة الهند بفعاليات أيام قرطاج السينمائية فرصة رائعة للاحتفال بالذاكرة 60 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين الهندوتونس. خاصة أن تعتبر هذا البلد يعد أكبر بلد ديمقراطي في العالم أجمع بتعداد سكان يصل الى 1.3 مليار نسمة، وأكبر منتج للأفلام حيث يتم انتاج حوالي 2000 فيلم في السنة. ويشاهد 15 مليون شخص في الهند الأفلام كل يوم، ويتم بيع أكثر من 2 مليار تذكرة أفلام، مما يجعل الهند أكبر سوق أفلام في العالم. ويتم انتاج الأفلام بأكثر من 20 لغة هندية باعتبار أن فيها أكثر من 2000 لهجة. وتوفر السينما حوالي 4 مليون موطن شغل وتساهم ب3 مليارات دولار في اقتصاد البلد. يأتي ذلك في إطار أهداف المهرجان للانفتاح على جميع الأعمال السينمائية الجادة والهادفة وتبادل الخبرات والتجارب الإبداعية في المجال السمعي البصري وخلق فرص اللقاء والتواصل بين صناع السينما من فاعلين ومبدعين ومنتجين في هذا المجال من جميع أصقاع العالم. ◗ نزيهة الغضباني *المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة "صوفية" لمريم بن مبارك (المغرب) "فتوى" لمحمود بن محمود (تونس) "la misericorde de la jungle" لجويل كاريكيزي (رواندا) "لعزيزة" لمحسن بصري (المغرب) "ماكي لا" لماشيري إكوا باهنغو (الكونغو الديمقراطية) "رفيقي" لأوانوري كاهيو (كينيا). "في عينيا" لنجيب بلقاضي (تونس) "ريح رباني" لمرزاق علواش (الجزائر) "يارا" لعباس فاضل (العراق) "يوم الدين" لأبو بكر شوقي (مصر) "مسافرو الحرب" لجود سعيد (سوريا) "ولدي" لمحمد بن عطية (تونس) "سوبا مودو" لكاريون ويناينا" (كينيا). *لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة ديبورا يانغ من الولايات المتحد الأمريكية (رئيسة) والأعضاء هم: ليشينو آزيفيدو (موزمبيقي من اصل برازيلي) وديامون أبو عبود (لبنان) ورضا الباهي (تونس) وميمونة نداي (غينيا) ومي المصري (فلسطين) وبيتي اليرسون (السينغال). *لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية رائد أندوني من فلسطين (رئيس) والأعضاء هم: لازا (مدغشقر) وجيونا نازارو (سويسرا) وكوثر بن هنية (تونس) وستيفانو سافانا (إيطاليا). *لجنة تحكيم مسابقة الطاهر شريعة للعمل الأول بالافو باكوبا كانيندا من الكونغو (رئيس) والأعضاء: نادية قاسي (الجزائر) وهشام زمان (العراق).