واشنطن (وكالات). قال مارتن غريفيث مبعوث الأممالمتحدة لليمن، إن قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وقرب الانتخابات النصفية بالولاياتالمتحدة وراء دعوة وقف الحرب باليمن.وفي مقابلة مع قناة CNN الأمريكية، قال غريفيث "لم أتفاجأ من دعوة أمريكا لوقف إطلاق النار باليمن خلال 30 يوما, كنت في واشنطن الأسبوع الماضي، والتقيت عددا من المسؤولين وتحدثنا عن الحاجة لحل هذا الصراع، وأحد الأسباب لذلك هو تهديد المجاعة".وردا على سؤال حول مدى تأثير قضية مقتل خاشقجي، وقرب الانتخابات النصفية الأمريكية، قال غريفث: "أعتقد أنها خليط من الأمور التي ذكرتها، بصراحة أعتقد أنه كان هناك منذ البداية ومن معرفتي الشخصية رغبة قوية للتحول من الحرب إلى السلام في اليمن".ولفت أن "لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية فرصة قوية لإنهاء الحرب في اليمن".وأكد في الوقت ذاته على أن "الدعوات لإنهاء الحرب أمر، واتخاذ خطوات عملية لذلك يعتبر أمرا آخر".وأضاف: "أعتقد أن تلك الأمور قضية خاشقجي والانتخابات الأمريكية حفزت مثل هذه الخطوة وحفزت المصالح في الدول المعنية، وليس فقط في واشنطن والمنطقة، بل حتى في أوروبا".و و كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،دعا الجمعة ن بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، إلى "وقف فوري" للقتال في اليمن، فيما حدد 4 خطوات "ضرورية لتفادي كارثة وشيكة" في البلاد.وتأتي الدعوة الأممية بعد دعوات مماثلة من واشنطن ولندن، وكندا، وروسيا خلال الأيام الأخيرة. ويعاني اليمن، منذ قرابة 4 سنوات، من حرب بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014، من جهة أخرى.ولم تفلح مفاوضات سابقة في إنهاء الحرب باليمن، وفي ديسمبر 2017، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريحات صحفية: "تم إبرام أكثر من 70 اتفاقا مع الحوثيين- ، ولم ينفذوا واحدا منها، تم التفاهم على أمور كثيرة ولم يطبقوا شيئا منها". -يونيسف: أطفال اليمن يموتون بسبب عدم وصول المساعدات. وقال مسؤول كبير فى الأممالمتحدة إن أطفال اليمن يموتون من الجوع والمرض بسبب منع الشاحنات المحملة بالإمدادات المنقذة للحياة فى أحد الموانئ، مما يدفع الفرق الطبية والأمهات اليائسات لمناشدة مسؤولى الإغاثة للقيام بالمزيد. ووصف جيرت كابيلير المدير الإقليمى للشرق الأوسط بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) مشاهد «مفجعة» لأطفال هزيلة فى مستشفيات مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة صنعاء الخاضعتين لسيطرة الحوثيين.وقال كابيلير لرويترز من الحديدة «لدينا اليوم فى اليمن أدلة على أن طفلا دون سن الخامسة يموت كل 10 دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها وسوء التغذية الحاد».وتقول الأممالمتحدة إن نصف سكان اليمن، البالغ عددهم نحو 14 مليون نسمة، ربما يصبحون قريبا على شفا المجاعة فى كارثة من صنع الإنسان.وقال كابيلير إن 1.8 مليون طفل يمنى يعانون من سوء التغذية وإن منهم ما يربو على 400 ألف يعانون من سوء التغذية الحاد وهى حالة تهدد الحياة وتتركهم هياكل عظمية تعانى من هزال العضلات.وأضاف «لكن هناك المزيد، يموت كثير من الأطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالتطعيمات، اليوم لا يتم تطعيم أكثر من 40 % من الأطفال فى كل أنحاء اليمن».يمكن أن تكون الحصبة والكوليرا والدفتيريا مميتة للأطفال، لا سيما الأطفال دون سن الخامسة، كما أنها تتفاقم بسوء التغذية.وقال كابيلير «بسبب هذه الحرب الوحشية وبسبب وضع العقبات والعراقيل، للأسف لا يمكن القيام بأكثر من ذلك بكثير». وأضاف «قد لا نكون حتى الآن عند مستوى المجاعة لكن يجب ألا ننتظر حتى نعلن عن مجاعة للتقدم وللضغط على أطراف الصراع لوقف هذه الحرب عديمة المعنى».ويهدف مبعوث الأممالمتحدة مارتن جريفيث إلى إجراء محادثات سلام هذا الشهر سعيا لوقف إطلاق النار فى الحرب المستمرة منذ 3 سنوات. وبينما كان كابيلير يتحدث، كان التحالف يحشد قواته لشن هجوم على الحديدة.قال كابيلير إن 7 شاحنات تحمل معدات طبية وأدوية منقذة للحياة عالقة فى ميناء الحديدة منذ أسبوعين بانتظار التصريح بعد تفريغها.وأضاف «كانت فاجعة قبل ساعة عندما كنت أجلس فى مستشفى الثورة وكان كل الأطباء وجميع أفراد الطاقم الطبى يطلبون منى الحصول على المزيد من الإمدادات الطبية والمزيد من الأدوية».وقالت متحدثة باسم يونيسف إن الحوثيين وافقوا على دخول الشاحنات اليوم الجمعة وسيتم توزيع الإمدادات.وقال كابيلير إن جناحا بالمستشفى يضم عددا من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.وتابع قائلا «قالت كل الأمهات لى إنهن ببساطة لا يملكن هذا المبلغ الصغير من المال لنقل أطفالهن من مناطقهن إلى المستشفى».وميناء الحديدة شريان الحياة اللازم لنقل المواد الغذائية وغيرها من السلع لمعظم أنحاء البلاد.لكن كابيلير قال «لم يكن هناك أى نشاط فى الميناء. رست سفينة واحدة اليوم يبدو وكأنه مقبرة أكثر من أى شىء آخر».