في نهاية اشغال الدورة 24 للملتقى الدوري لنادي القصة بالنادي الثقافي ابو القاسم الشابي بالوردية الذي التأم ايام 2/3/4 نوفمبر الجاري تم تكريم الاديب بوراوي عجينة صاحب موسوعة القصص العربية في تونس التي صدر منها ثلاثة اجزاء ومازالت تنتظر دعما يمكّن صاحبها من نشر الثلاثة الباقية. وقدمت له الهيئة المديرة لنادي القصة "السعفة القصصية"عن مجموع اعماله القصصية وبحوثه في الادب التونسي وتوثيقه. وسلمت الجوائز المالية للفائزين في مسابقة نادي القصة لسنة 2018 وهم على التوالي: وفاء فتح الله وملاك عويديدي وعبد القادر اللطيفي. حفل التكريم هذا كان من ناحية المحاضرات التي تناولت مسيرة بوراوي عجينة الاديب والإنسان في مستوى ما كان ينتظره الجمهور الحاضر حيث كرمه الاستاذ والكاتب محمد الجابلي في مداخلة اولى بعنوان (بوراوي عجينة مسيرة صيّاد الحكاية) فآتى على اهم مراحل تجربته الابداعية. وقال:"وجدت شيئا من العسر في تقديم بوراوي عجينة - ورغم صلتي الشخصية به- واضطلاعي النسبي على مسيرته تفاجأت بغزارة ما أنتج في رحلة عقود من الزمن، مدوّنة ثرية متعددة بين مجالي البحث والإبداع، وفي المجالين تفرعات – كذلك- بين النقد والتوثيق وأدب الرحلة واليوميات وكذا بين الإبداع القصصي في عمومه وبين المتوجه للأطفال يضاف إلى ذلك محاورات متعددة مع مبدعين معروفين، وكل ذلك يُرفد بتعريب نصوص متعددة في مجالات النقد عامة". كما اكد الجابلي على ان النقاد اجمعوا على سمة الواقعية كخيار أساسي في الكتابة وعلى الإلتزام في صلة بتدافع الطبقات والفيئات الإجتماعية وانتصار الكاتب بوراوي عجينة للفقراء والمهمشين لتكون الكتابة عنده بحثا عن مدينة فاضلة كبديل للحاصل في مدن الغربة والاستلاب لتكون المدينة فضاء للقص والتخييل يسم مدونة الكاتب ويربط الصلة بين ملحمتي الحياة والفن لأن الكاتب ومنذ نشأته عاش بين مدينتي سوسة والمنستير فكان للبحر كبير الحضور في تلك المدونة.. كما أشار النقاد إلى طريف المراوحة بين الواقع والرمز وتوظيف الحكاية الشعبية توظيفا جديدا يخدم مجال الرؤية التي اختارها الكاتب. ...وختم محمد الجابلي بأنه لبوراوي مسيرة حافلة ومشرفة كرّسها في خدمة المعرفة من خلال التدريس وفي خدمة السرد التونسي رواية وقصا، وأشع على عشرات الكتاب وعرّف بالمغمورين منهم قبل المشاهير وجمع عشرات بل مئات القصص المتناثرة التي كانت ستضيع مع حبر جرائدها ومجلاتها في الأقبية المظلمة، مع الإشارة إلى مالقيه كاتبنا من نكران وجحود من بعض الكتاب الذين انتشلهم من ظلمات النسيان. وتناول الروائي الحبيب مرموش حياة البوراوي عجينة في مداخلة بعنوان (بوراوي عجينة الكاتب والإنسان) وتعرض فيها مرموش الذي تربطه علاقة صداقة بالمحتفى به الى علاقة المحتفى به بمبدعي الجهة التي يقطنها وينشط فيها وهو من مواليد ولاية سوسة سنة 1951 والقيروان وهي التي يدرّس بكليتها للآداب كذلك علاقته بنادي القصة وباتحاد الكتاب التونسيين. ثم قدم بوراوي عجينة شهادة حية عن مسيررته في الأدب والبحث والحياة وعدّد الجوائز التي تحصل عليها خلال مسيرته وذكّر بالظروف التي حفت بكل منها ومدى اعتزازه بها متمنيا ان يتمكن من نشر بقية اجزاء الموسوعة التي اشتغل عليها سنوات طويلة الى ان اصبحت هاجسه في الحياة. وقد نشر منها جزءا سنة 2007 وجزءا سنة 2010 وجزءا ثالثا سنة 2015. يقبع بقية بحثه ومجهود عمره اليوم مخطوطات على الرفوف لا احد يستفيد منها لأنها لم تنشر. ولبوراوي عجينة حسب ما تبين من المعرض الذي اعدته عضو نادي القصة سامية البكوش مؤلفات سردية ونقدية ومقالات ومختارات وترجمات وفي أدب الرحلة مثل"ورقات مسافر عائد من المغرب الاقصى" من بين مؤلفاته سبع مجموعات قصصية وعدد من القصص الموجهة للأطفال اضافى الى مساءلات نقدية وترجمات وموسوعة القصص العربية في تونس في القرن العشرين وهي مختارات قصصية وتراجم الكتاب التونسيين. وبالنسبة الى مسابقة نادي القصة لسنة 2018 فقد تم تنظيمها بصعوبة كبرى نظرا لعدم تلقي النادي للدعم ولانعدام الموارد المالية.. وضع صعب للغاية ولكن الهيئة المديرة وكل الحاضرين اصروا على مواصلة النشاط والتطوع حتى في غياب الدعم حتى لا يندثر النادي وتنطفئ شمعته وقد فاق عمرها نصف القرن. في اسنادها للجوائز اعتمدت لجنة التحكيم التي تكونت من بسمة الشوالي وليلى الدعمي ومحمد آيت ميهوب وعمر السعيدي على مقاييس توفر التقنيات القصصية وسلامة اللغة العربية وطرافة الموضوع المقترح وجدته. وقد بلغ عدد القصص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة الواحدة لهذه الدورة عشرين نصا قصصيا سبعة عشر منها توفرت فيها الشروط المعلن عنها في نص المسابقة، وكانت النتيجة كالتالي: - الجائزة الاولى لقصة "اصابع المدينة" لوفاء فتح الله - الجائزة الثانية لقصة "خمس دقائق لتحلم" لملاك عويديدي - الجائزة الثالثة لقصة "جلسة انتخابية" لعبد القادر اللطيفي وقد تميزت هذه القصص الثلاثة بسلامة اللغة العربية وتجاوبها مع المواضيع المطروحة وبتوفر وتنوع تقنيات الخطاب مع التمكن من القص الكاشف لدواخل الشخوص ومواقفها وارتباط مواضيع القصص الفائزة براهنية الاحداث الاجتماعية وتطرقها للتطلعات الفردية للأشخاص.