رفع الترجي الرياضي لقبه الإفريقي الثالث بعد إطاحته بالأهلي المصري في موقعة رادس بانتصار تاريخي ومذل بثلاثية دون رد خلال نهائي رابطة الأبطال. وأعاد الترجي الرياضي كتابة التاريخ من جديد معيدا بذلك الاعتبار لنفسه ولكرة القدم التونسية بعد 7 سنوات من الغياب عن منصات التتويج الإفريقية اثر فوزه بأمجد الكؤوس الإفريقية سنة 2011. وجاء هذا التتويج في الوقت المناسب.. أولا لان الترجي ثأر لنفسه ولكرة القدم التونسية ووضع حدّا لسيطرة الأهلي وأكد فعلا أنه «غول افريقيا». وثانيا لتزامنه من الاحتفال بالمائوية ليكون اللقب أفضل هدية لجمهور صنع الحدث وساهم بدور فعّال في التتويج بهذا اللقب الغالي والنفيس.. شخصية قوية.. هّبة تضامنية ووحدة تاريخية عاد الترجي الرياضي من بعيد بفضل لاعبيه الذين أكدوا قوة الشخصية وحب المريول.. حيث ظهر الفريق منذ الدور ربع النهائي أمام النجم الساحلي بوجه جديد ورغبة قوية من أجل الفوز بعد بداية مخيبة للآمال في التصفيات ومتذبذبة في دور المجموعات.. ليقلب المعطيات أمام النجم الساحلي ذهابا وإيابا ثم جاءت الريمونتادا القوية امام غرة أوت الأنغولي في ملعب رادس وقلب تأخره الى انتصار برباعية (4-2). وفي ذهاب الدور النهائي ضد الأهلي بملعب برج العرب لعب الحظ والحكم الجزائري مهدي عبيد الشارف ضد الترجي وكانت الهزيمة قاسية بثلاثية مقابل هدف. وأثار منح الجزائري ضربتي جزاء للفريق المصري غليانا في الشارع الرياضي خصوصا بعد تأكيد المختصين في شأن التحكيم ان ضربتي الجزاء لا وجود لهما. فتحرك الترجي بجمهوره ومسؤوليه.. وتحركت الجامعة التونسية لكرة القدم وقامت بالمطلوب منها وذلك بالدفاع على مصالح ممثل كرة القدم التونسية وهو ما كان. رئيس الحكومة لم يبق مكتوف الأيدي حيث تدخل وطلب من الجامعة القيام بالمطلوب فكان لجمهور الترجي ما أراد.. حيث جمّد الاتحاد الإفريقي الحكم الجزائري وأوقف اللاعب أزارو لمقابلتين فضلا عن رفع العقوبة عن جمهور الفيراج. المظالم التي تعرض لها الترجي الرياضي في مباراة الذهاب وحدت الألوان حيث هبت جماهير مختلف الفرق لمؤازرة ممثل تونس وانطلقت حملة التضامن والمساندة على مواقع التواصل الاجتماعي.. قبل أن تتحول الى ملعب رادس حيث توحدت الألوان وهبّ الجميع لمؤازرة ممثل كرة القدم التونسية. من رئيس الحكومة ورئيس «الفيفا.. إلى الجماهير العربية حملة المساندة لم تقتصر على الجماهير.. ففضلا عن الوجوه الرياضية.. فقد سجل رجال السياسة حضورهم بقوة يتقدمهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي حضر المباراة من أجل دعم ممثل تونس.. رئيس الاتحاد الدولي بدوره سجل حضوره لأول مرة في نهائي إفريقي.. كما حضرت الجماهير الجزائرية وخاصة أحباء وفاق سطيف وكذلك المغربية.. وكانت جماهير فريق وادي النيص الفلسطيني أكبر المدعمين والمساندين للترجي مباشرة من فلسطين واحتفت باللقب الإفريقي.. وهي عوامل زادت في شحذ همم اللاعبين ووضعتهم أمام مسؤولية تاريخية وأوفوا بالعهد ولم يخيبوا الآمال بل كان الترجي في مستوى الحدث على جميع المستويات كرويا وتنظيميا.. ريمونتادا الشعباني اللاعب والمدرب الاكيد ان مدرب الترجي معين الشعباني سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأصغر مدرب يتوج برابطة الأبطال الإفريقية في تاريخ المسابقة.. وقد ساهم بدور كبير في ريمونتادا اللاعبين نتيجة العمل الكبير الذي يقوم به وقربه من اللاعبين بفضل صغر سنه وأيضا حبه لعمله بعد الخبرة التي كسبها في خطته كمدرب مساعد.. والريمونتادا ليست غريبة على الشعباني الذي ساهم سابقا كلاعب في ريمونتادا الترجي ضد الهلال السوداني سنة 2005 (5-1) وسجل آنذاك هدفين.. جمهور الترجي لن ينسى انجازه ولن ينسى أيضا دموعه الصادقة التي تؤكد أن حبه للترجي لا حدود له. خبرة شمام والدربالي.. وانتفاضة بقير النجاح الاكيد أنه جماعي ولكن لا يمكن أن ننكر الدور الكبير الذي لعبه سامح الدربالي الذي ورغم تقدمه في السن فقد ساهم بقسط فعال في التتويج وكان أحد أفضل اللاعبين الى جانب القائد خليل شمام.. ولكن نقطة الضوء الأهم في هذه المباراة بروز سعد بقير الذي كان أفضل معوض لكوم.. فهذا اللاعب الذي تعرض للاعتداء من الجماهير ذات يوم أصبح ملهمهم في النهائي ومصدر أفراحهم بتسجيله لثنائية تاريخية وسجل بذلك عودة قوية تذكرنا ببداياته مع الترجي. جمهور من ذهب.. والترويج لصورة تونس في الخارج ساهم جمهور «الأحمر والأصفر» بدور فعّال في تتويج الترجي باللقب حيث أكد فعلا أنه اللاعب رقم 12 وهبت جماهير الترجي بأعداد غفيرة منذ الدور ربع النهائي وواصلت دفعها وتضحياتها حتى الدور النهائي والأهم من ذلك هذه المرة أنها لم تقم بأية تجاوزات بل احتفلت مع فريقها في كنف الروح الرياضية. هذا النجاح الأكيد أنه سيساهم في الترويج لصورة تونس في الخارج والدليل أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم انفانتينو عبّر عن إعجابه بالجمهور والأجواء الرائعة والتنظيم المحكم وهنّأ الترجي بلقبه وكان سعيدا بوجوده في تونس. حوافز مالية هامة ينتظر أن يغنم الترجي الرياضي من تتويجه باللقب الافريقي والمشاركة في مونديال الأندية الأندية أكثر من 11 مليارا وقد ترتفع العائدات المالية في صورة تحقيقها لنتائج ايجابية في مونديال الامارات. والاكيد أن هذه المداخيل ستنعش خزينة الفريق.