واشنطن (وكالات) أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه سيتحدث مع وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولي المخابرات المركزية "سي آي أيه" حول الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول. ونُقل عن مصادر مطلعة أول أمس أن "سي آي أيه" تعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو من أصدر الأمر بقتل خاشقجي. وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين قبيل مغادرته إلى ولاية كاليفورنيا لمتابعة الحرائق هناك، إنه قيل له إن ولي العهد السعودي ليس له أي دور في موت خاشقجي، وسيتحدث إلى المخابرات المركزية حول ما لديها من معلومات عن مقتل الصحفي، الذي كان يتنقد سياسات بن سلمان. وردا على سؤال حول تقارير المخابرات الأمريكية، أكد ترامب أنه لم يتلق حتى الآن تقريرا من المخابرات حول وفاة خاشقجي، وأشار إلى أهمية العلاقات الاقتصادية مع السعودية. وقال "سوف نبحث الأمر. وكما تعرفون لدينا أيضا حليف كبير في السعودية. لقد منحونا الكثير من الوظائف، والأعمال والكثير من التنمية الاقتصادية، وبصفتي رئيس يجب أخذ الكثير من الأمور في الاعتبار". وأضاف الرئيس الأمريكي "سأتحدث إلى المخابرات الأمريكية والكثيرين في وقت لاحق. وسأفعل هذا وأنا على متن الطائرة". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد أوردت مساء أول أمس تقريرا يفيد بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، توصّلت إلى أن ولي العهد السعودي، هو من أمر باغتيال خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن أشخاص قالت إنهم "على اطلاع بالقضية" أن تقرير ال "سي آي إيه"، "يتناقض مع مزاعم الحكومة السعودية بأنه ابن سلمان ليس ضالعًا بقتل خاشقجي". وأضافت أن "تقييم السي آي إيه هو الأكثر دقة حتى الآن، ويعقّد مساعي إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للحفاظ على علاقتها مع حليف وثيق". ووفق المصادر التي نقلت عنها ال"واشنطن بوست"، فقد حصلت "سي آي إيه" على معطيات عدة بينها مكالمة أجراها الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد الاصغر والسفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة مع خاشقجي، تطمئنه بشأن إمكانية الحصول على وثائقه من قنصلية بلاده بإسطنبول. غير أن الصحيفة قالت إنه من غير الواضح إذ كان يعلم وقتها الأمير خالد أن خاشقجي سيقتل. ونقلت عن فاطمة باعشن، المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، نفيها تحدث الأمير وخاشقجي في أي أمر يتعلق بالذهاب لتركيا، واصفة تقييمات ال"سي آي إيه" ب"المزعومة". ووفق "واشنطن بوست"، فالاستنتاجات الاستخباراتية الأمريكية بحسب مسؤول أمريكي مطلع عليها، ترى أن ولي العهد لا يمر أي أمر دون علمه أو مشاركته باعتباره حاكما فعليا للبلاد، بجانب تأكيد مسؤولين أوروبيين بأن الواقعة لم تكن لتحدث دون توجيه من بن سلمان، فضلا عن أن أعضاء فريق القتل لهم تواصل مباشر مع ولي العهد. وقالت الصحيفة أن ال"سي آي إيه" أرجعت "سبب توجيه ولي العهد بقتل خاشقجي رغم أنه لم يكن يحث على الإطاحة به"، إلى اعتقاد بن سلمان أن خاشقجي "إسلامي خطير" متعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين. كما جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية أنه جرى إطلاع ترامب بشكل سري على دليل تورط محمد بن سلمان، ولكن رغم ذلك كان لدى الرئيس شكوك حول إصدار ولي العهد السعودي الأوامر بارتكاب الجريمة. وكان خاشقجي قد قُتل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من شهر أكتوبر الماضي. وأكدت النيابة العامة السعودية أن التحقيقات كشفت أن جثته قُطعت ونقلت خارج القنصلية وطالبت المحكمة بمعاقبة الضالعين في الجريمة. وأعلنت السلطات السعودية عن توقيف 21 شخصا في إطار التحقيقات، وتم توجيه التهم إلى 11 منهم. وتطالب النيابة العامة بعقوبة الإعدام لخمسة من المتهمين، دون الكشف عن أسمائهم. وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على 17 سعوديا تعتقد أنه لهم دورا في الجريمة.