عاشت أغلب معتمديات ولاية جندوبة على وقع الاحتفال بعيد الشجرة، وشاركت مختلف السلط المحلية والجهوية ومختلف منظمات المجتمع المدني في هذه المناسبة بالاضافة الى العديد من المنظمات. ورغم الطابع الاحتفالي لهذه المناسبة الا أنه جاء ليخفي صيحة فزع لواقع الثروة الغابية بولاية جندوبة. وتتمتع ولاية جندوبة بأعلى نسبة في المساحات الغابية وهي بذلك تتصدر ولايات الجمهورية بمساحة تتجاوز 120ألف هكتارا. ويتنوع الغطاء النباتي بالجهة ما جعلها ثرية يتواجد الحيوانات البرية والطيور النادرة كما أن هذه الثروة الغابية مثلت مورد رزق سكان الغابات على مدار السنة من جني الفطر والخفاف ةاستخراج الفحم الى جانب تقطير العديد من النبات أهمها الريحان. الا أن هذه الثروة تتعرض بعيد اندلاع الثورة الى الكثير من الانتهاكات الخطيرة والتي باتت تهدد القطاع الغابي من ذلك تتالي الحرائق مع كل صيف والتي تأتي سنويا على العشرات من الهكتارات متسببة في اتلاف أنواع نادرة من النباتات وابادة الحيوانات البرية، الى جانب الاستغلال العشوائي الذي طال مساحات شاسعة وتحولت مساحات غابية الى فجوات بعد تعمد المواطن قطع الأشجار لاستخراج الفحم أو لبيع الحطب للتدفئة اذ تجاوز ثمن حمولة الجرار 120دينارا. وأدى هذا الوضع الى انزلاقات أرضية خطيرة بالعديد من التجمعات السكنية وساهم في نزوح بعض المواطنين الى أماكن آمنة وتراج انتاج الخفاف والفطر وكمية انتاج زيت الريحان ما أدى الى تقلص اليد العاملة وتفشي ظاهرة البطالة في الوسط الريفي. وتجسد هذا الوضع الخطير بتدخل البنك الدولي بمعتمديات فرنانة وعين دراهم لاعادة غراسة مساحات هامة من أشجار الفلين.