نظرت قبل أيام الدائرة الجنائية بمحكمة الدرجة الأولى بلندن في قضية مقتل الشاب التونسي صبري الشيباني على يد شاب من الاكوادور يكبره بنحو ثلاثة أعوام والتي جدت في فيفري الفارط، وقضت في حقه بالسجن المؤبد بعد ادانته بتهمة القتل العمد، اضافة لإقرار منعه من الحصول على الحط من العقوبات الا بعد قضاء 16 سنة خلف القضبان. وكان حي «ستريتهام» جنوب العاصمة لندن وتحديدا بإقليم لمباث جنوب بريكستون شهد هذه الجريمة الفظيعة في أعقاب مطاردة في الشارع، ورغم وصول سيارة الدفاع المدني فإن المأسوف عليه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة لنزيف دموي حاد لحق به جراء استهدافه للطعن بآلة حادة... نجاح رياضي وفق تقارير إعلامية إيطالية فان الضحية يدعى صبري بن منير الشيباني من مواليد 1998، من أصل تونسي ويحمل الجنسية الايطالية، ترعرع بمدينة «بياتشينزا» الواقعة بين بارما وميلانو وعاش بها لسنوات عديدة حيث درس بمعهد «ماركوني» وتخرج منه في اختصاص التقنية الصناعية.وأضافت انه انضم لفريق «سبيس بورغوتيربيا» لكرة القدم، وكان من أبرز لاعبيه، ولكن بتخرجه وضع حدا لمسيرته الرياضية وسافر في نوفمبر الفارط إلى بريطانيا, حيث التحق بشقيقه الأكبر المقيم بحي «ستريتهام» في انتظار العثور على موطن شغل... ولكن بعد نحو ثلاثة أشهر فقط كانت الكارثة.. الفاجعة.. التي هزت لندن مسرح الجريمة وإيطاليا مقر إقامة عائلة الضحية إضافة إلى تونسمسقط رأس العائلة. الجريمة.. هذه الجريمة التي وصفتها الصحافة الإيطالية بالمروعة.. والبشعة تفيد بأن صبري كان في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء يوم الأحد 11 فيفري الفارط بمقر إقامته، وفي حدود الساعة الثالثة وخمسين دقيقة وقعت الجريمة الغامضة بأحد شوارع حي «ستريتهام» جنوبلندن في أعقاب مطاردة, وحسب وسائل إعلام انقليزية وإيطالية فإن خلافا مفاجئا على الأرجح نشب بين المأسوف عليه والمشتبه به هدد الأخير أثناءه خصمه فلاذ بالفرار. قام المشتبه به بملاحقة غريمه الذي يصغره بنحو ثلاثة أعوام فيما حاول شقيق الضحية الالتحاق بهما لفض الخلاف، ولكن القاتل الذي كان قاسيا إلى أبعد الحدود تمكن من اللحاق بخصمه وطعنه أمام أنظار شقيقه الأكبر ثم فر إلى وجهة مجهولة. حل أعوان الدفاع المدني بعد أن ظنوا في البداية ان الأمر يتعلق بحادث سير, ولكنهم تفاجؤوا بالضحية الملقى أرضا ينزف جراء الطعن.. حاولوا إنعاشه على عين المكان إلا أنه فارق الحياة لتنطلق الأبحاث الأمنية والقضائية على قدم وساق لكشف الحقيقة.. القاتل يراوغ تواصلت التحريات والمعاينات لأكثر من 48 ساعة قبل ان تعلن شرطة لندن في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لاحقا القبض على المشتبه به روني باديلا البالغ من العمر 23 سنة قبل ان تحيله على التحقيق، ثم على الدائرة الجنائية حيث حاول المراوغة للإيهام بأنه حاول الدفاع عن نفسه وذلك بالادعاء ان الضحية هو من اشهر في وجهه سكينا لذلك لاحقه، ولكن شقيق الضحية فند ادعاءاته باعتباره كان متواجدا معهما وكشف الحقيقة. العائلة حزينة وكان التونسي منير الشيباني والد الضحية اكد في تصريح سابق لوسائل الإعلام الإيطالية إنه تلقى نبأ وفاة ابنه صبري عن طريق الهاتف، واعتقد ان الموت ناجم عن حادث سير.. ولكن بالتثبت في الأمر تبين ان فلذة كبده قتل غدرا... مضيفا :»لقد دمرت.. ابني صبري كان صبيا يحب الجميع ويحبه الجميع...»، إلى أن فارق الجميع اثر الجريمة المروعة التي قلبت حياة العائلة رأسا على عقب.