يبدو أن الأخبار الحزينة التي تصلنا من وراء البحار لا تنتهي, فبعد خبر مصرع مهاجر تونسي طعنا في إيطاليا نهاية الشهر الفارط يأتينا هذا الأسبوع خبر مفزع آخر هذه المرة من بريطانيا, حيث لقي مهاجر تونسي عمره عشرون عاما حتفه بعد تعرضه للطعن على يدي شاب انقليزي يكبره بنحو ثلاث سنوات. ووفق وسائل إعلام انقليزية فإن حي "ستريتهام" جنوب العاصمة لندن وتحديدا بإقليم "لمباث" جنوب "بريكستون" شهد هذه الجريمة الفظيعة في أعقاب مطاردة في الشارع, ورغم وصول سيارة الدفاع المدني فإن المأسوف عليه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة لنزيف دموي حاد لحق به جراء استهدافه للطعن بآلة حادة... نجاح دراسي ورياضي وفق تقارير إعلامية إيطالية فان الضحية يدعى صبري بن منير الشيباني من مواليد 1998, من أصل تونسي ويحمل الجنسية الايطالية, ترعرع بمدينة "بياتشينزا" الواقعة بين بارما وميلانو وعاش بها لسنوات عديدة حيث درس بمعهد "ماركوني" وتخرج منه في اختصاص التقنية الصناعية. وأضافت انه انضم لفريق "سبيس بورغوتيربيا" لكرة القدم, وكان من أبرز لاعبيه, ولكن بتخرجه وضع حدا لمسيرته الرياضية وسافر في نوفمبر الفارط إلى بريطانيا, حيث التحق بشقيقه الأكبر المقيم بحي "ستريتهام" في انتظار العثور على موطن شغل... ولكن بعد نحو ثلاثة أشهر فقط كانت الكارثة.. الفاجعة.. التي هزت لندن مسرح الجريمة وإيطاليا مقر إقامة عائلة الضحية إضافة إلى تونسمسقط رأس العائلة. الجريمة الغامضة.. هي جريمة مروعة بكل المقاييس.. جريمة بشعة.. هكذا وصفتها الصحافة الإيطالية التي نددت بمقتل صبري فيما أعلن ناديه السابق عن الوقوف دقيقة صمت في مباريات مختلف أصنافه نهاية الأسبوع الجاري تكريما لروحه واعترافا له بالجميل... كان صبري في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء يوم الأحد 11 فيفري الجاري بمقر إقامته, وفي حدود الساعة الثالثة وخمسين دقيقة وقعت الجريمة الغامضة بأحد شوارع حي "ستريتهام" جنوبلندن في أعقاب مطاردة, وحسب وسائل إعلام انقليزية وإيطالية فإن خلافا مفاجئا على الأرجح نشب بين المأسوف عليه والمشتبه به هدد الأخير أثناءه خصمه فلاذ بالفرار. قام المشتبه به بملاحقة غريمه الذي يصغره بنحو ثلاثة أعوام فيما حاول شقيق الضحية الالتحاق بهما لفض الخلاف, ولكن القاتل الذي كان قاسيا إلى أبعد الحدود تمكن من اللحاق بخصمه وطعنه أمام أنظار شقيقه الأكبر ثم فر إلى وجهة مجهولة. حل أعوان الدفاع المدني بعد أن ظنوا في البداية ان الأمر يتعلق بحادث سير, ولكنهم تفاجؤوا بالضحية الملقى أرضا ينزف جراء الطعن.. حاولوا إنعاشه على عين المكان إلا أنه فارق الحياة لتنطلق الأبحاث الأمنية والقضائية على قدم وساق لكشف الحقيقة.. القبض على القاتل تواصلت التحريات والمعاينات لأكثر من 48 ساعة قبل ان تعلن شرطة لندن في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس الأول الأربعاء القبض على المشتبه به روني باديلا البالغ من العمر 23 سنة قبل ان تحيله على التحقيق. الأب مصدوم إلى ذلك قال منير الشيباني والد الضحية في تصريح لوسائل الإعلام الإيطالية إنه تلقى نبأ وفاة ابنه صبري عن طريق الهاتف, واعتقد ان الموت ناجم عن حادث سير.. ولكن بالتثبت في الأمر تبين ان فلذة كبده قتل غدرا... مضيفا :"لقد دمرت.. ابني صبري كان صبيا يحب الجميع ويحبه الجميع..."مشيرا إلى أنه سيغادر إلى لندن للوقوف على ملابسات الجريمة المروعة التي قلبت حياة العائلة رأسا على عقب ومتابعة تقدم الأبحاث قبل العودة بجثمان ابنه على الأرجح إلى تونس لمواراته الثرى..