نزّل عماد المديوني مهرجان الفرجة والمسرح بالكاف في دورته الثانية بتنظيم من مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، في إطار افتتاح الموسم الثقافي الجديد والسعي لإثراء الساحة الثقافية بالجهة والمساهمة في تحقيق التنمية الثقافيّة وترسيخ مشهد ثقافي جديد قوامه الانفتاح على التجارب والمدارس المسرحيّة والفنيّة وكذلك العناية بالموروث الشعبي مع الانفتاح على الفضاء العام. موضحا أن مركز الفنون الدرامية والركحية الذي يشرف على إدارته، استطاع بإمكانياته المادية المحدودة المحافظة على نسق العمل وتقديم انتاجات جديدة فضلا عن تنظيم هذا المهرجان وغيره من التظاهرات والمناسبات الثقافية والفنية الأخرى. وأضاف في نفس السياق قائلا: «لا يخفى على أحد حجم الديون والصعوبات المالية التي عرفها هذا المركز لكن نجحنا في السنوات الأخير في التقليص من حجمها وتحقيق شبه توازنات مالية وذلك بفضل سياسة إدارته التي تعتمد على التعويل على الإمكانيات الخاصة للمركز في الانتاج مع المحافظة على مستوى وشرط الإبداع في أعمالنا». تجربة رائدة واعتبر مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تظاهرة «الفرجة والمسرح بالكاف» تجربة جد رائدة ومتميزة خاصة أن عديد الكفاءات المهتمة والمختصة في قطاعات ثقافية مختلفة ساهمت في هندسة تفاصيلها وشكلها لتكون منفتحة على مختلف القطاعات الفنية والثقافية ومناسبة لاستقطاب الإبداع في المسرح والسينما والفنون التشكيلية والكوريغرافيا والموسيقى بمختلف أنماطها وتوجهاتها. والهام في هذا المهرجان، وفق ما أكده محدثنا، أن الأعمال الثقافية تقتحم الفضاءات المشفرة اجتماعيا، المقاهي والساحات العامة والمبيتات الجامعية والسجون وذلك من خلال ضبط برنامج متنوع وهادف. مؤكدا ان دورة هذا العام سجلت إقبال ومواكبة أعداد كبيرة من الجماهير ليس من أبناء الجهة فحسب بل أن هذه المناسبة الثقافية حولت الجهة إلى قبلة أعداد كبيرة من أبناء تونس من جهات ومناطق أخرى. وفيما يتعلق بميزانية المهرجان أكد عماد المديوني أن هذه الدورة تم تنظيمها بإمكانيات المركز والبعض الآخر ب»الكريدي» ودون دعم أي جهة أخرى باستثناء وعد من وزارة الشؤون الثقافية بالدعم، موضحا أن المركز في انتظار تفعيل هذا الوعد. مشاريع فنية بالجملة وعبر عماد الميدوني عن رضاه عما قدمه مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف في السنوات الأخيرة من إنتاجات صنفها في خانة النوعية والمتميزة. واستشهد على ذلك باختيارها لتكون في افتتاحات أكبر المهرجانات والتظاهرات المسرحية بالأساس أبرزها مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورة العام الماضي الذي استنجد بانتاجين من «الكاف» ليؤثث افتتاح واختتام المهرجان. فضلا عن بقية المهرجانات الأخرى في أغلب جهات الجمهورية. واعتبر في اختيار ثلاثة أعمال من انتاج نفس المركز لتكون في الدورة القادمة لأيام قرطاج المسرحية تأكيد على تميز الأعمال التي أنتجها هذا الهيكل وهي كل من «أخطبوط» التي كتب نصها وأخرجها محمد الطاهر خيرات و»القادمون» لسامي النصري و»تجرأ» للأزهر الفرحاني، إضافة إلى مشاركة هذه الأعمال وغيرها في مهرجانات دولية للمسرح بكل من العراق والجزائر ومصر وفلسطين وغيرها. كما بين أن المركز اختار هذا العام التوجه لترويج ما أنتجه في الموسمين الأخيرين من أعمال رغم محدودية الامكانيات المادية فضلا عن فتح ورشات تكوين في شكل مختبرات للتكوين موجهة بالأساس للأطفال والشباب والغاية منها تأسيس نواة مدرسة للتكوين في المركز باستقطاب الموهوبين في الموسيقى والمسرح من المناطق التابعة لولاية الكاف، وذلك بإشراف مختصين في المجال. وتطرق محدثنا إلى أن مشروع تهيئة مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف يعد من بين اهتمامات إدارة هذا الهيكل الثقافي نظرا لقيمة ودور المهرجانات والتظاهرات المسرحية والثقافية بالجهة في إنعاش الحركية الاقتصادية بالجهة وتأثيرها في المجتمع لاسيما في هذه المرحلة.