انقاد المنتخب الوطني الى هزيمته الثانية على التوالي في ظرف أسبوع.. وجاءت الهزيمة الاولى والقاسية ضد مصر خلال مباراة الجولة قبل الختامية للتصفيات القارية المؤهلة ل»كان» الكامرون 2019 (3-2) والتي نجح خلالها المنتخب المصري في فك عقدة 16 سنة بانتصاره على نسور قرطاج. أما الهزيمة الثانية فقد كانت ضد المنتخب المغربي في مواجهة ودية وهي الهزيمة الثانية على التوالي في مباراة ودية جمعت المنتخبين ونجح أسود الاطلس أيضا في فك عقدة ملعب رادس بالانتصار على النسور. هاتين الهزيمتين طرحتا نقاط استفهام كبرى خصوصا في ظل المردود المحير والباهت لزملاء فاروق بن مصطفى والذي لا يعكس الامكانيات الحقيقة للمجموعة الحالية التي تضم أسماء ممتازة وساهمت في ترشحنا إلى المونديال وأيضا لا يعكس المكانة التي يحتلها منتخبنا عربيا وافريقيا.. فهو يتصدر المنتخبات العربية والافريقية ولكن العثرتين الاخيرتين ودون شك سيكون لهما انعكاس على مستوى التصنيف الجديد للاتحاد الدولي. ولئن قدم منتخبنا مردودا مرضيا أمام مصر وكان قريبا من تحقيق التعادل ووقفنا خلالها على بعض المشاكل أهمها الهفوات الدفاعية القاتلة فان مباراة المغرب الودية كشفت عديد الهنّات في مختلف الخطوط.. فضلا عن التشنج وغياب التركيز واللعب بلا روح.. إلى جانب عدم اعتماد خطة تكتيكية واضحة. ولئن برزت بعض العناصر في مباراة مصر على غرار السليتي والحدادي والفرجاني وبن محمد فان مباراة أول أمس أمام المغرب كان جل اللاعبين خارج الخدمة باستثناء لاعب وحيد وهو أيمن بن محمد الذي أكد مرة أخرى أنه عصفور نادر ولديه امكانيات ممتازة جدا فضلا عن انضباطه التكتيكي واكد فعلا أنه يستحق الدفاع عن راية تونس.. فقد جال وصال في كل شبر في الملعب وقاتل من أجل كرته وحاول مساندة الهجوم لكن الحظ وعدم جاهزية زملائه حالت دون تحقيق المطلوب والاكيد أن الترجي الرياضي والمنتخب الوطني كسبا جوهرة ثمينة. وبعيدا عن الاسباب الواضحة لهزيمة المنتخب الوطني فيبدو أيضا أن التيار لا يمر بين المدربين ماهر الكنزاي ومراد العقبي وبعض اللاعبين. الفرجاني ليس «محترفا» أكد الفرجاني ساسي مرة أخرى أنه لم يتعلم شيئا من الاحتراف.. فبعد ما أتاه هذا الأخير في مونديال روسيا 2018 وتهجمه على الاعلاميين وقيامه بحركات مرفوضة ولا تمت للأخلاق والروح الرياضية بصلة.. أكد فرجاني ساسي مرة أخرى أنه لا يستحق ان يكون لاعبا دوليا بعد ما أتاه من حركات احتجاجا على قرار تغييره وذلك برفضه مصافحة معوضه فراس شواط وكذلك الاطار الفني للمنتخب والتوجه مباشرة لحجرات الملابس.. وهذه الممارسات مرفوضة جملة وتفصيلا من قبل لاعب كان من الاجدر أن يكون قدوة لزملائه ويقبل قرار مدربه حتى وان لم يكن في مكانه. كان على الفرجاني ساسي أن يعرف أنه فعلا لاعب «عادي» مثله مثل بقية زملائه ولا يتفوق عليهم بشيء.. لأن اللاعب المتميز يفرض نفسه بلعبه وتفوقه فوق الميدان وانضباطه واحترامه لزملائه ولمدربه.. وبان بالكاشف اليوم أن المدرب فوزي البنزرتي كان على حق بعدم استدعائه وذلك بهدف فرض الانضباط الذي أصبح مفقودا بوجود عدد من اللاعبين مثل ساسي يعتقدون انهم فوق المنتخب الذي كشف سلوكه الاخير حقيقة تفريط الترجي فيه رغم قيمته الفنية لأنه رفض الجلوس على مقعد البدلاء واحترام قرار مدربه.. لو كان الفرجاني ساسي يعرف فعلا أن ارتداء أزياء المنتخب الوطني هو شرف لكل لاعب لما قام بهذا الحركة بتاتا بل بالعكس كان عليه التوجه لفراس شواط والرفع من معنوياته وشحذ هممه باعتباره حديث العهد بالمنتخب الوطني.. لكن يبدو أن انانيته وغطرسته وحبه لذاته وغروره أعمى بصيرته.. ونأمل ان يتحرك المكتب الجامعي ويتخذ القرار اللازم في شأنه حتى يكون عبرة لزملائه وننتظرا قرارا جريئا كما كان الشأن سابقا مع وهبي الخزري والذي عاد للمنتخب بعد اعتذاره.