أحيل مؤخرا على الدائرة الجنائية للمحكمة الابتدائية بتونس شخصان، الأول بحالة إيقاف والثاني بحالة سراح من اجل قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد والواقعة كانت قد جدت اثر جريمة أخرى، والبقية من اجل المشاركة في ذلك.. وجريمة السرقة المجردة.. انطلقت وقائع قضية الحال على اثر مكالمة هاتفية وردت على وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية مفادها العثور على جثة شخص مشوهة بالقرب من جامع صاحب الطابع بجهة الحلفاوين غارقة في دمائها وتحمل آثار جروح بليغة.. فأذنت النيابة بفتح تحقيق في الغرض وبمزيد الأبحاث في القضية تم الكشف عن أن الهالك كان يقيم بوكالة بجهة الحلفاوين تحت رعاية جمعية تابعة لمرضى السرطان، وتم إيواؤه بالوكالة الكائنة بالحلفاوين ومنذ شهر فيفري 2017 والتكفل بخلاص معلوم الغرفة التي يقيم بها بواسطة صك بنكي صادر عن الجمعية ويوم الواقعة استوجب نقله الى المستشفى صالح عزيز حتى يتم إيواؤه بالمستشفى ويتم إخلاء الغرفة.. لكن اثناء نقله الى قسم الاستعجالي تعمد العون الاستيلاء على مبلغ مالي كان بحوزة الهالك وصك بنكي به مبلغ 110 دنانير وبطبيعة الحال اخذ مفتاح الغرفة.. لكن بحكم انه لم يقع إيواؤه بالمستشفى عاد إلى الوكالة لكن صاحبتها رفضت ايواءه بحكم ان الجمعية لم تعد تتكفل به فبقي متواجدا امام مقر الوكالة إلى غاية الفجر، وفي الأثناء اعترض سبيله القاتل والذي كان تحت تأثير مخدر «الاكوانين» و»الاكستازي» وقتله بطريقة بشعة حيث اعتدى عليه بواسطة شفرة حلاقة على مستوى رقبته بذبحه وقام بعد ذلك بإصابته بجروح بليغة على مستوى وجهه ثم اخذ حجرا بعد ذلك وضرب به راس الهالك في 3 مناسبات... وباستنطاق القاتل اعترف بالجريمة وقال أنه لم يكن يدرك ما كان يقوم به من افعال خاصة وانه اعترض الهالك طريقه صبيحة ذلك اليوم بعد ان استهلك 5 اقراص من مخدر «الاكوانين» واستفسره عن سبب تواجده بالمكان خاصة وانه مسن وكانت تبدو عليه علامات المرض فاعلمه الهالك بكونه ليس لديه مأوى، وان نفرا رافقه الى المستشفى ثم استولى على مبلغ 90 دينارا كان بحوزته، في ذلك الوقت اعتقد القاتل ان الهالك يتحوز على اموال فخامرته فكرة الاستيلاء على ما تبقى لديه من أموال.. فأوهمه بأنه يقيم بالقرب من المستشفى وانه بإمكانه اصطحابه معه إلى منزله للمبيت لديه.. فوافقه الهالك على ذلك فاقتاده الى مكان منزو وهناك قام بتفتيشه فلم يعثر على اي شيء سوى بطاقة تعريف وطنية فطلب منه الصفح والعفو فبادره هذا الأخير بأنه يسامحه «دنيا وآخرة».. لكن حدث ما لم يكن متوقعا إذ تعكر مزاج القاتل واغتاظ ظنا منه ان الهالك دعا عليه فمسكه من ثيابه وأسقطه ارضا ثم التقط شفرة حلاقة كانت ملقاة بمصب النفايات بالمكان وقام بذبحه ثم اصابته على مستوى خديه، بعدها التقط حجرا كبيرا وأصاب به الهالك على رأسه في 3 مناسبات الى ان فارق الحياة.. وبعد ذلك قام القاتل بمسح يديه الملطختين بالدماء على جدار احد الأنهج وكتب رقم (1) لأنه عندما قرر الاعتداء على الهالك على النحو المذكور اعلاه استحضر مشاهد من فيلم اجنبي يحتوي على عديد مشاهد القتل المتسلسل. بعد الانتهاء من الجريمة توجه القاتل الى مقبرة قريبة من المكان اين اغتسل من اثار الدماء وخلد الى النوم ليعلم بعد ذلك ان خاله قد فارق الحياة من هول الصدمة بعدما انتابته نوبة قلبية جراء اطلاعه على جثة الهالك وهو ما جعله يحس بالذنب معتبرا انه هو من تسبب في موت خاله.. وقد تمت إحالة القاتل على القضاء بتهمة القتل العمد بينما احيل عون الجمعية بتهمة السرقة المجردة..