بداية من اليوم: رئيس الحكومة يؤدي زيارة عمل إلى كوريا الجنوبية    اليوم: لجنة التشريع العام تنطلق في مناقشة مشروع قانون الشيك دون رصيد    المرصد التونسي للإقتصاد يدعو إلى إرساء سياسة فلاحية تكرّس مبدأ الاستقلالية الغذائية    الهند: 25 ألف ضربة شمس ووفاة العشرات بسبب موجة حر    البرتغال: تصادم طائرتين خلال عرض جوي ومقتل طيار    عشرات القتلى بسبب موجة حر تضرب الهند    مدرب الترجي معلقا : ''ما شاهدته في الدربي لم يكن كرة قدم، بل حرب وفوضى ''    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ وزيرة التربية تكشف سبب اتخاذ هذا الاجراء في امتحان البكالوريا..    الفنانة إبتسام الرباعي ل«الشروق».. أتمنى تطهير الساحة الفنيّة من الدخلاء    القيروان: برمجة ثرية في مهرجان المشمش بحفوز (صور)    فيلم "المابين" لندى المازني حفيظ يتوج بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم العربي بروتردام    عاجل - تونس : ارتفاع استهلاك السجائر لدى اليافعين والأطفال تزداد أكثر فأكثر    نقص أدوية وطول إجراءات...مرضى السرطان يعانون في صمت!    رغم نجاحات أطبائنا...مستشفياتنا تعاني... والصحة «مريضة»    تونس الأولى عربيا في التدخين والسيجارة الإلكترونية بديل قاتل    قريبا شركة اللحوم تشرع في بيع الأضاحي    الطبوبي: نواصل دورنا النضالي    الكاف: 3457 مترشحا لامتحان الباكالوريا    ردّا على حملة في «الفايسبوك»...وزارة التربية تمنع حمل الكوفية الفلسطينية خلال امتحانات الباكالوريا    كيف سيكون طقس اليوم الإثنين ؟    تيسير ولوج ذوي الإعاقة الى المعارض    مع الشروق .. يرومون الدفء العائلي.. لكن !    سريلانكا.. فيضانات وانهيارات طينية تخلف 10 قتلى ومفقودين    أولا وأخيرا...إلى الوراء در    إما صفقة جيوسياسية تاريخية كبرى أو مواصلة الحرب الخاسرة...نتنياهو في ورطة!    إذا نجح مقترح بايدن لوقف إطلاق النار..من سيخرج منتصرا ؟    مع الشروق .. يرومون الدفء العائلي.. لكن !    لأول مرة في الكويت: نجوم مصريون يحيون 'ليلة النكد'    نقابة الصحفيين الفلسطينيين تستنكر اعتقال الاحتلال الصهيوني لصحفية من وكالة الانباء الفلسطينية    رئيس الحكومة يؤدي زيارة عمل الى كوريا من 3 إلى 6 جوان الجاري للمشاركة في أول قمة كورية – أفريقية    وزير الرياضة يشرف على نهائي كأس تونس لكرة اليد أواسط    عاجل/ جريمة قتل شاب بعد رميه من طابق علوي..وهذه حصيلة الايقافات..    الترجي يفوز على الافريقي 2-1 ويصبح على بعد نقطة من التتويج..    هذه أسعار الأضاحي بهذه الولاية..    مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس: معدّل عمر متعاطي أول سيجارة في تونس يناهز 7 سنوات    دربي العاصمة.. الترجي يتقدم على الافريقي في الشوط الاول    التشكيلة الاساسية لمباراة النادي الإفريقي والترجي    وفاة المخرج الشاب محمد أمين الزيادي    القلعة الصغرى: الاحتفاظ ب3 عناصر إجرامية مفتش عنها    الترجي يُحيل أصيل النملي على لجنة التأديب    أنس جابر في ربع نهائي رولان غاروس للتنس    سيدي بوزيد: تراجع عدد الأضاحي إلى 110 آلاف رأس    المراقبة الاقتصادية بولاية تونس تضبط برنامج عمل خصوصي خلال فصل الصيف    المخرج التونسي الشاب محمد أمين الزيادي في ذمة الله    شركة اللحوم تشرع في بيع أضاحي العيد بداية من 8 جوان الجاري    ولاية تونس في المرتبة الأولى من حيث عدد حوادث المرور    متى تبدأ ليلة وقفة عرفة؟...وموعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    بنزرت: وفاة اب غرقا في شاطئ سيدي سالم وإنقاذ طفليه الصغيرين    أفضل الخطوط الجوية لسنة 2024    في الصين: قيس سعيد يزور المقرّ الرسمي لشركة ''هواوي''    النادي الصفاقسي يطلق منتدى للتشاور مع احبائه ومسؤوليه السابقين    عادل خضر نائب لأمين اتحاد الأدباء العرب    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممنوع من الحياد: السترات الصفراء والغاز الآمن..
نشر في الصباح يوم 28 - 11 - 2018

مظاهرات احتجاجية.. كر وفر.. قنابل مسيلة للدموع.. خراطيم مياه باردة.. حرق ونهب نيران متاججة ومواجهات عنيفة.. اعتداءات لامنيين بالزي الامني على مسنين تحت أنظار أطفال مرعوبين وشعارات غاضبة تندد وتطالب بتوفير «حياة كريمة للمواطنين حتى نهاية الشهر».. مشاهد وصور طالما ارتبطت في ذهن الرأي العام بالدول والمجتمعات الفقيرة من افريقيا الى اسيا حيث لا تكل هراوة الامني بسبب او دونه عن استهداف المواطنين كلما تحركوا احتجاجا على الظروف المعيشية الصعبة ولكن مع فارق مهم هذه المرة فالصور لم تكن قادمة من بلد افريقي أو عربي تعود العالم على متابعة المظاهر الاحتجاجية العنيفة فيه ولكن الصور كانت قادمة من العاصمة الفرنسية باريس والتنديدات تستهدف سياسة الرئيس الفرنسي الشاب ماكرون وتحديدا من قلب ساحة الشانزيليزيه أحد أشهر الساحات في العالم بالنظر الى قيمتها التاريخية والنضالية والسياسية في تاريخ فرنسا ولكن أيضا بالنظر الى عدد ما تستقطبه من سياح من مختلف انحاء العالم سنويا..
مشهد صدم الصحافة الفرنسية التي لا تتخلف عادة عن متابعة كل الاحداث العالمية وقد وجدت نفسها في وضع غريب حيث بدت وكأنها عاجزة عن متابعة الاحداث التي تجاوزتها، أوكأنها لم تتهيأ ولم تتخيل حدوث مثل تلك الاحتجاجات في فرنسا ولم تتدرب على تغطية ومتابعة مثل تلك المشاهد في قلب العاصمة الفرنسية وعلى أرض فرنسا بلد الحقوق والحريات فترددت في مواكبة ما يحدث من تطورات متسارعة ولم تستفق الا وقد سبقتها مؤسسات اعلامية اجنبية في تغطية تفاصيل المشهد الذي صدم الفرنسيين، ولكنه مشهد سيفتح شهية المواقع الاجتماعية في تونس وسيدفع بالكثيرين الى التنافس على مواكبة الحدث والابداع في نقل ما يعيش على وقعه الشارع الفرنسي بطريقة لا تخلو من السخرية والتهكم التي يجيدها التونسيون والتعامل مع الاحتجاجات التي هزت العاصمة الفرنسية باريس بالعودة الى أحداث الثورة قبل أكثر من سبع سنوات ومحاولة اسقاط المشهد التونسي على الازمة في فرنسا ومحاولة استباق الاحداث وتهيئة الراي العام الفرنسي بخطاب أول وثان للرئيس الفرنسي ماكرون..
كان المشهد القادم من العاصمة الفرنسية باريس الاسبوع الماضي خارج السيطرة فقد عجزت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه عن رد المحتجين على اعقابهم وبات المشهد مرشح على كل السيناريوهات أمام تمسك اصحاب السترات الصفراء القادمين من مختلف المدن الفرنسية على التقدم الى مقر الاليزيه رفضا للرسوم والضرائب المفروضة على المحروقات وانتفاضا من أجل كرامة المواطن.. وهو المشهد الذي سيحرك سواكن الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي لن يتأخر في توجيه انتقاداته للرئيس الفرنسي الذي سيحمل بدوره حينا أقصى اليمين اليمين المتطرف وزعيمته مارين لوبان وحينا اخر أقصى اليسار بزعامة ميلونشون مسؤولية الصدامات التي ستضع تحت المجهر واقع المجتمع الفرنسي وخيباته مع زيف وتلاشي وعود ماكرون الانتخابية. وهو واقع لا يمكن اعتباره بالاستثناء في اوروبا التي تعيش بدورها تداعيات أزمات اجتماعية واقتصادية وكساد ينذر بمزيد القتامة في مشهد دولي يتجه الى مزيد الاخلالات في التوازن بين اغلبية مسحوقة تعاني الفقر والخصاصة والصراعات والحروب وبين أقلية متنفذة تمتلك كل أسباب زعزعة العالم . ولاشك أن المشهد الدولي لا يخلو من تعقيدات كثيرة تنذر بالاسوإ أمام تفاقم سباق التسلح ومعه تفاقم تحديات الحرب التجارية الامريكية الصينية والقيود التجارية الامريكية على أوروبا وتوجه بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الاوروبي والعقوبات على ايران دون تجاهل ما تعيشه منطقة الشرق الاوسط من حروب استنزاف واعادة رسم للخارطة المتوارثة عن نتائج الحرب العالمية الثانية..
المثير هذه المرة في لجوء السلطات الامنية الفرنسية الى الغازات المسيلة للدموع منح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بدوره ما يبرر قمع المهاجرين على الحدود الامريكية المكسيكية واعتباره أنها غازات امنة بما يعني أن مثل هذه الممارسات التي كانت تحرك الغرب كلما تعلق الامر بالانتهاكات المسجلة في العالم المتخلف أضحت امرا مقبولا عندما تكون بيد القوى الكبرى..
لا ندعي القدرة على التنجيم ولكن الارجح أن ما تعيش على وقعه فرنسا من اهتزازات مع مسيرات السترات الصفراء التي بدأت عدواها تمتد الى بلجيكا وربما الى غيرها من الدول الاوروبية مرشح للامتداد أكثر فأكثر وقد يجرف أغلب الدول الاوروبية التي أصابها التصدع وامتدت اليها الشقوق ونالها ما نالها من عجز وفشل في تبني سياسة خارجية اوروبية دفاعية مشتركة.. قد يكون من الاجحاف او المبالغة اعتبار ان الديموقراطية في فرنسا مهددة ولكن الاكيد أن عديد المؤشرات تؤكد تراجع الدور الفرنسي ومعه الدور الاوروبي في كبح جماح صعود اليمين المتطرف في اوروبا.. وقد لا يكون ما يحدث بمعزل عن الشعبوية والترمبية في امريكا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.