محسن الرايس يشترط في مدير الأعمال ثلاثا ورشدي علوان يرفض الصنف المبتزّ بلغيث الصيادي يرى أن وعي الشعب سند الفنان وغازي العيادي يعتبره موظفا يعمل بمقابل كثيرا ما يشتكي الفنانون حين نحاورهم أو نلتقي بهم بأن القطاع مهمش وأنهم لا يجدون فرصا للعمل فبروزهم رهين بعض المناسبات القليلة... يتذمرون من غلق الأبواب أمامهم ويؤكدون أنهم يعيشون معاناة يومية، فهم يعملون على انفراد لا سند ولا مساعد هم الذين يناقشون الكاشيات، ويتصلون بمديري المهرجانات، وشركات الانتاج والترويج، جهد كبير يذهب سدى والمتضرر فنهم والآن وقد اقترب موعد المهرجانات الصيفية فإنهم يضاعفون من تنقلاتهم هنا وهناك للظفر بعرض أو عرضين.. تعب.. ارهاق فلو يتوفر مدير أعمال أو وكيل أعمال هل يتحسن الوضع وتستقيم الامور على هذه الاوتار يعزف الفنان فالنجدة تسمى مدير أعمال، وفي هذا الإطار كان هذا التحقيق. لا للطمع والبحث عن المال فقط الفنان محسن الرايس صاحب مسيرة طويلة وأعمال كثيرة جعلته حاضرا في الساحة الموسيقية التونسية على امتداد سنوات طويلة جايل عديد المطربين ونال احترام الجميع سألناه عن أهمية مدير الاعمال أو وكيل الاعمال في حياته الفنية فأجاب «في بداية الطريق لا أرى المطرب في حاجة إلى هذه الخطة التي أصبحت تفرض نفسها علينا منذ سنوات فالفنان في خطواته الأولى مازال يبحث عن نسق خاص به وحتى ماديا فهو لا يستطيع أن يواجه مصاريف عديدة ليست ضرورية في مستهل المسيرة، ثم إذا رسخت قدمه واصبح له صيت وانتشر فهو انطلاقا من هذه اللحظة يصبح في حاجة إلى من ينظم أموره ويقف على مختلف الجزئيات، إن الشهرة هي التي تلزم المطرب باختيار مدير لأعماله مثل ما نراه في أوروبا أو في بلدان من الشرق» ويواصل محسن الرايس حديثه قائلا: «لا يمكن أن نتحدث عن هذه الخطة في المطلق إذ اعتبر أن لها طقوسها وقوانينها وأول ما أريد أن أؤكد عليه هو ضرورة أن يكون الوكيل مموّلا ومنتجا في ذات الحين فوظيفته أو مهمته ليست إدارية أو كما نلاحظها عند البعض شرفية يسجل حضوره وكفى لا يجب أن ننظر إلى هذا الامر من زاوية نظر مادية إذ أنه من شروط مدير الأعمال أن يسند الفنان ماديا ويؤطره في هذا الجانب ويسعى أن يوجد له الارضية المالية المريحة» ويواصل محسن حديثه معرجا على نقطة مركزية وهي «أن يكون مدير الأعمال همزة وصل بين الفنان والمهرجانات هو الذي يخطط ويبرمج ويبحث عن كيفية يروج بها لشريكه داخليا وخارجيا وأريد أن أقول كذلك أن هذه الخطة كانت موجودة قديما زمن نعمة وعلية لكنها لم تكن بمثل الأهمية اليوم» ويسترسل بنا الحديث لنبلغ مجموعة من الشروط الواجب توفرها في هذا الشخص الذي أصبح بمثابة المحرار في السوق الفنية في بلادنا فيستطرد محسن الرايس قائلا «أرى ثلاثة عناصر لا يمكن أن نغفلها حقها وهي أن يكون مدير الأعمال فنانا، أجل اشترط فيه الحس الفني حتى ينخرط بكل جوارحه في العملية، ثم أن يحذق أصول التجارة لأن عملية بيع منتوج الفنان هامة جدا ولها جوانب تجارية هامة ثم وأخيرا أن يكون صاحبنا على علاقة طيبة مع الصحافة لأنها العين التي ترصد وتقيم وترفع الفنان أو تنزله إلى الدرك الاسفل، كما أن علاقته بالمجتمع عامة يجب أن تكون على أحسن ما يرام فهو الذي يمثل الفنان هو لسان حاله وصورته أمام الناس، هذا إضافة إلى توفر الجدية والنزاهة وأن يكون من أهل الثقة. وقد عين بعض الفنانين وكيل أعمال لم يضف إليهم شئيا أستطيع أن أقول هناك من الوكلاء من شوه سمعة الفنان الذي يعمل معه» كما يؤكد محسن الرايس على عنصر آخر هام وهو ضرورة تنظيم هذا القطاع ومزيد تقنينه وتوضيح العلاقات بين جميع الاطراف ويقول محسن «مدير الأعمال لا يجب أن يكون كل همه تلك النسبة المالية التي يوفرها له الفنان في النهاية أقول لك لا يجب أن يدخل على طمع غايته المال فقط وبصراحة لي أكثر من اربعين سنة في الميدان ولم أتمكن إلى اليوم من رؤية مدير أعمال بالمعني الصحيح فهذا القطاع يعيش الفوضى والتهميش». مدير الأعمال يخاصم من أجل الفنان رشدي علوان جامع شامل يغني يرقص، وصل بين الفنون وكان محط الانظار وقبلة المعجبين ولج معنا الموضوع بتلقائيته المعهودة فقال «مدير الأعمال حسب اعتقادي أكثر من ضروري لقد ولّى زمن كان فيه الفنان يقوم بكل الأعمال بمفرده لقد حان الوقت ليتفرغ المطرب لموسيقاه ويترك كل الامور الاخرى لأهل الاختصاص، فلا يجب أن نرى الفنان ينتقل من مكان إلى آخر لامضاء العقود والاتفاق مع الموسيقيين على البرايف ودفع معاليم كراء أو تسويغ مكان التمارين بل عليه أن يكلف من ينوبه في كل هذه الأمور» ويواصل رشدي قائلا «الفنان لا يعرف الامور الادارية والقانونية ويمكن أن يتعرض إلى العديد من الاشكاليات فمن السهل - يعديوها عليه - لذلك فمدير الاعمال العارف والمحنك هو الذي يضطلع بكل هذه الأمور مدير الأعمال - يعارك - على الفنان مدير الأعمال يروج الانتاج، يبيع - الكاساتيت - يدخل ساحة النقاش والجدل والخصام إن لزم الأمر يا أخي أريد مدير أعمال - رقعة». ويضيف رشدي «مدير الأعمال يجب أن يكون صاحب خبرة وتجربة أن يكون - خدام - يعرف ماذا ينفع وينظر إلى مصلحة الفنان قبل الاهتمام بمصلحته الخاصة وعليه أن يبتعد عن الاستغلال الذي قد يصل أحيانا إلى الابتزاز، يجب أن يحب الفنان أجل يحبه فالجانب العاطفي له أهمية كبرى» ويرى رشدي «أنه من الضروري أن نفرق بين منظم الحفلات Imprésario والوكيل Agent لأن الخلط حاصل في أذهان كل الأطراف، مدير الأعمال اليوم هو ذلك الذي يخطط على المدى البعيد، ويسعى الى تنظيم الحفلات مدير الأعمال الباهي يفكر على مدى بعيد» قلت لرشدي اذن لك مدير أعمال فأجاب ضاحك «عندي ربّي أحسن وكيل أعمال، لي بعض الأصدقاء ينصحونني وأكتفى بذلك لأن بعضهم حاول استغلالي لذلك توقفت عن هذا الشكل من التعامل، الواقع ياسر خايب كل واحد ينظر الى مصلحته وطغت المادة على كل الأمور والقلوب عامة ما «هيش» صافية لذلك احرص على ان أتناول الأمور بطريقتي الخاصة». وعي الشعب سند الفنان صوت قوي، حضور مميز، تواضع شديد، صديق للجميع هو المطرب بلغيث الصيادي الذي ينظر الى موضوعنا من زاوية نظر مخصوصة جدا اذ يقول «ان وعي الشعب له قيمة كبرى فنحن نتعامل مع الناس وهم الذين يقيمون الأمور ويتفاعلون مع الفنان وما وكيل الأعمال او مدير الأعمال الا جزء من الخارطة الفنية في البلاد، الفنان اليوم لا يحتاج الى وكيل أعمال، فهذا الأمر لم نتعود عليه اذ ان بلادنا قد تأسست على اتجاه فلاحي وسياحي اولا ثم جاءت بعد ذلك المقومات الثقافية وأخذنا العديد من العناصر بكل بساطة ولم نفكر في اهميتها وفي عمقها ولم نعتمد على خطة في ذلك، جيل اليوم يشاهد الفضائيات ويحاول ان ينسج على منوال ما تبثه وتقدمه، لقد ذهبنا صوب تيارات دخيلة علينا هي في الأساس شرقية وأصبحت أغنيتنا تبعا لذلك برّانية علينا وفي هذا الخضم لانحتاج الى مدير أعمال» ويواصل بلغيث الصيّادي حديثه قائلا «لا أرى ضرورة حضور مدير أعمال في واقعنا الموسيقى لأن سوقنا صغيرة جدّا، فهي ليست كمصر ولبنان والسعودية حيث حضور هذه الوظيفة يبدو هاما وفعالا» قلت له لنفترض حضورها فما هي الشروط التي ترى أنها يجب ان تتوفر فيه فقال «ان يكون قانونجي اي ملمّا بالقوانين وله علاقات طيبة داخل الحدود وخارجها، كما أشترط ان تكون له دائرة علاقات متسعة جدا فهو الذي يخلق مساحات للفنان وأعود وأقول لك ان هذه المهنة لا يمكن ان تنجح في ظلّ الوضعية الحالية، فيجب ان نزرع الثقافة في الدم حتى نؤسس لمدير أعمال تزرع فيه المهنة وتغرس في قلبه وشرايينه». مدير الأعمال «كل خطوة بحسنة» خاتمة حديثنا كانت مع الفنان غازي العيّادي صاحب التجارب العديدة في تونس وفي الخارج يقول غازي «وكيل الأعمال مهم جدا وهذا الركن أساسي، فبعض الفنانين لا تستقيم حظوظهم وأنا منهم لذلك يجب ان يحضر مدير أعمال يعرف بهم وببرمجهم ويدافع عن حضورهم في كل التظاهرات، هذا طبعا اذا كان مدير الأعمال جديّا، وأشترط ان يكون متعلّما، فالبعلي ما يمشيش ما يكلش فبعض مديري الأعمال يعملون دون تخطيط وهذا يضر الفنان ولا يساهم في تقدمه «ويواصل غازي كلامه قائلا «ادارة اعمال الفنان تساعد كثيرا» سألته وهل ترى انه من الضروري ان يكون صديقا لك حتى يساعدك ويسير امورك فقال «لا ليس بالضرورة، الصحبة في هذا الباب مضرّة ومشكلة كبيرة، فالمجاملة لا تجدي نفعا هنا، مدير الأعمال هو موظف يؤدي عملا ويتحصل على مقابل حلال ولا أريد من هذا الشخص ان يطبّق مع الفنان مثل «كلّ خطوة بحسنة». تحقيق: نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع:
