أوردت وزارة الشؤون الثقافية بموقعها للتواصل الاجتماعي أنه تم يوم 29 نوفمبر 2018 "إدراج ملفّ عنصر المعارف والمهارات المرتبطة بفخار نساء سجنان في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو وذلك بإشراف وزارة الشؤون الثقافية ومن خلال المعهد الوطني للتراث ولجنة التراث الثقافي غير المادّي ومتابعة حريصة من المندوبية الدائمة لتونس لدى اليونسكو. ويعتبر عنصر فخار سجنان أوّل ملف تتقدّم به تونس ويسجل بعد مرور 20 سنة من غياب التسجيل لدى اليونسكو. ويمثل هذا التسجيل خطوة مهمّة نحو إعادة الاعتبار إلى الشأن الإبداعي الحرفي وتثمين إسهاماته في عملية إثراء المشهد الثقافي الوطني وإخراج فخار سجنان من نطاق المحلية إلى العالمية نظرا لما يحمله هذا العنصر من معاجم زخرفية وخصائص تاريخية وفنية واجتماعية واقتصادية متميزة، كما سيفتح الباب لتسجيل عناصر أخرى من التراث الثقافي التونسي غير المادي الذي تزخر به بلادنا.." ومن جهته علق المندوب الجهوي السابق للشؤون الثقافية ببنزرت مراد عمارة بالقول : "شرف نالني بالاشتغال على هذا الملف منذ ما يزيد عن سنة مضت، ضمن فريق عمل بإشراف وزارة الشؤون الثقافة التي تستحق كل التقدير على إيمانها بهذا المشروع، والمعهد الوطني التراث وهو تتويج لفنانات مناضلات عبر العصور. تحية مديح إلى أكفهن، جلبن لتونس اعترافات الانسانية جمعاء بقيمة هذا البلد وعراقته. هنيئا لهن أولا، ولنا جميعا بهذا الحدث الجليل". وفي حديثه ل"الصباح" أكد مدير دار الثقافة بسجنان سامي المشرقي المتابع للمشروع منذ البداية ثراء المخزون الثقافي والتراثي الذي تزخر به سجنان ومنها المعارف والمهارات اليدوية في الصناعات التقليدية على غرار صناعة الفخار الريفي أو ما يعرف بخزف سجنان، من ذلك طريقة "تمليس" النسوة للطين والنقوش والرموز والأشكال والمواد المستخدمة في الزينة، وهي طبيعية وتعتمد الطرق التقليدية في الحصول عليها، ومنها نبتة "الذرو" التي تجفف وتسحق ويستخرج منها السائل المخصص للزينة، والذي هو بمثابة صبغة دائمة. ومما تجدر الاشارة اليه أن هذه المعارف لا تتوفر الا عند بعض النساء اصيلات الجهة ممن تقدمت بهن السن بالخصوص، ولذلك كان التفكير في حماية هذا الموروث المهدد بالاندثار بتسجيله وتثمينه وتوريثه، ومن هنا حرصت دار الثقافة بسجنان وجمعية المحافظة على البيئة على التنقل في القرى والأرياف بالجهة والاتصال بأولئك النسوة، وجمع المعلومات والمعطيات المتصلة بهذه الصناعة، واعداد ملف في الغرض، والذي أثمر بعد سنة هذه النتيجة التي هي فخر للجهة خاصة وللوطن عامة. منصور غرسلي