اعتبر الموسيقي أنيس المدب مدير عام مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد احتضان هذا الفضاء ومشاركته في تنظيم الجائزة الدّولية محمود قطاط للعلوم الموسيقية في دورتها الثانية، توسيعا لأهداف وأدوار هذه المؤسسة الثقافية والموسيقية التي تحتضن على مدار العام تظاهرات ومهرجانات وندوات علمية وموسيقية وفنية وثقافية نوعية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجائزة تم بعثها في العام الماضي في إطار مهرجان أيام قرطاج الموسيقية واحتضنت المكتبة الوطنية الدورة الأولى. ويشارك في تنظيمها خمس مؤسسات كبرى بما في ذلك وزارة الشؤون الثقافية التي تقدم القيمة المادية للجوائز وقيمة الجائزة الأولى ستة آلاف دينار والثانية أربعة آلاف دينار، إضافة إلى المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء وجامعة تونس والمعهد العالي للموسيقى بتونس باعتبار أن المؤسستين الأخيرتين هما مرجع نظر الباحث والأكاديمي المختص في الموسيقى محمود قطاط. وفيما يتعلق بموعد تسليم الجائزة أفاد أنيس المدب أنها ستكون يوم 7 من الشهر الجاري الذي سيكون موعدا احتفاليا يتضمن برنامجه تنظيم ندوة علمية حول الموسيقى التونسية في بعديها المغاربي والمتوسطي، إضافة إلى محاضرات على شرف محمود قطاط يشارك فيها ثلة من الباحثين والمختصين في الموسيقى من تونس ومن عدة بلدان من بينها مصر والجزائر وفرنسا. فيما يقدم طلبة المعهد العالي للموسيقى عرضا للموسيقى المغاربية باعتباره المجال الذي اهتم به محمود قطاط في مسيرته وبحوثه. فضلا عن برمجة جملة من المفاجآت الأخرى فضل عدم الكشف عنها قبل موعدها المقرر في هذا الحفل. كما أوضح أن حوالي 15 مشروع بحث علمي في الموسيقى وصلت إلى اللجنة المشرفة على هذه الجائزة من مختلف بلدان العالم. وأضاف في نفس السياق قائلا: «الهام في هذه الجائزة هي القيمة العلمية بقطع النظر عن القيمة المادية للجائزة، بما يساهم في تسليط الضوء على دور تونس في مجال العلوم الموسيقية خاصة أن هذه الجائزة ليست وطنية بل هي عالمية». واعتبر أن أهمية هذه الجائزة ستتضح بعد أربع أو خمس سنوات وذلك بفضل ما ستحظى به من صيت على مستوى عالمي نظرا لندرة جوائز تعنى بالبحوث الموسيقية على مستوى عالمي. لذلك فهو يرى في اقتران هذه الجائزة باسم محمود قطاط الذي يعد رمزا ومرجعا في البحوث الموسيقية في تونس، فيه إضافة لتونس واعتراف بقيمة الموسيقولوجيا. واستشهد مدير عام مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بالعدد الكبير للبحوث المترشحة لجائزة هذا العام رغم حداثة بعثها. وهي معطيات وعوامل رشحها لتجعل من هذه الجائزة علامة بارزة على مستوى عالمي. كلاسيكيات في الموعد في جانب آخر من الحديث معه تطرق أنيس المدب إلى مهرجان «كلاسيكيات» في دورته الثانية الذي يعود بعد غياب ثلاثة سنوات باعتبار أن الدورة الأولى لهذا المهرجان انتظمت سنة 2015 باعتباره مهرجانا يعنى بالموسيقى الكلاسيكية في لونيها الأركسترالي والأوبيرالي بمختلف أشكال فرقها وقوالبها. موضحا أن الجهات المشاركة في تنظيم هذه الدورة حاولت إضفاء مسحة تونسية على هذا المهرجان بالمحافظة على خصوصية هذا التوجه الموسيقي الذي يختص فيه عدد هام من الفرق والأسماء في تونس وتحظى بصيت عالمي لكن على مستوى وطني لا تزال دون المستوى المأمول من الشهرة والانتشار بسبب اقتصار نشاط هذه الأنماط من الموسيقى على فضاءات ومناسبات محدودة ومعدودة. لكنه يقر أن لهذه الموسيقى جمهور غفير في تونس. وهو العامل الذي دفع المنظمين لمراعاته في ضبط برنامج المهرجان بتنظيم حفلي افتتاح واختتام لهذه الدورة التي تتواصل من 6 إلى غاية 8 من الشهر الجاري، فيما تتضمن بقية السهرات عرضين في اليوم بمعدل أكثر من 35 دقيقة للعرض الواحد. موضحا ان هذا المهرجان يفسح المجال للفرق الصغرى والفنانين المختصين في المجال. ويذكر أن حفل الافتتاح سيقدمه الرباعي «كادونس» بقيادة محمد بوسلامة ويؤمن حفل الاختتام الثنائي الأوبيرالي علياء السلامي وهيثم الحذيري. ويشارك في إحياء سهرة اليوم الثاني للمهرجان في جزئها الأول الثنائي بسام مقني في العزف على آلة «البيانو» والإيطالي ألبرتو موراري على «الكمنجة» فيما يؤمن الجزء الثاني ثنائي القيتار الكلاسيكي وليد الظاهري وهالة دويك. ويسهر الجمهور مساء 7 ديسمبر الجاري مع عازف الكمنجة هشام العماري وعازفة «البيانو» نسرين الزمني ويوسف مسعودي على «الكلارينت» في الجزء الأول من السهرة ليكون الموعد في الجزء الثاني من نفس السهرة مع الثنائي الأوبيرالي خليل سعيد وإشراف سلام بمصاحبة عازف البيانو مهدي الطرابلسي. ويخصص الجزء الأول من السهرة الختامية للعزف المنفرد حيث يكتشف الجمهور عازف البيانو المالطي المتميز ذي الصيت العالمي «كليفورد بورغ» فيما يكون الموعد في القسم الثاني من السهرة مع أوبيرات «عطر الياسمين» وهي من تأليف فادي بن عثمان وأداء هندة بن شعبان. وأرجع مدير عام مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد سبب تميز ونوعية التظاهرات والمهرجانات والأنشطة التي ينظمها هذا الفضاء أو يشارك فيها إلى حرص إدارته على المحافظة على نسق العمل والاشتغال على كل ما يتعلق بالموسيقى بشكل من ناحية وإلى خاصية اعتبرها أهم في تسيير المؤسسة وتتمثل في عدم تفرد إدارتها بالقرار وذلك بضبط مشاريع برنامجه السنوي وعرضها على المجلس العلمي والفني الذي يضم كفاءات في مجالات مختلفة لمناقشتها ودراستها وتعديلها وفق متطلبات الوضع وأهداف هذه المؤسسة وتماشيا مع سياسة وزارة الشؤون الثقافية في المجال.