نظمت صباح يوم الأحد الماضي مجموعة من مكونات المجتمع المدني بوذرف وعدد من المواطنين وقفة احتجاجية للمطالبة ببعث معتمدية بالمنطقة وأمام حشود جماهيرية بفضاء بطحاء «الشريكة» التي ازدانت باللافتات المعبرة عن عدة مناطق مطالبة بتحقيق هذا المبتغى وتداول رئيس بلدية وذرف وممثلون عن الجمعيات على اخذ الكلمة لإبداء مواقفهم من أبعاد بعث المعتمدية التنموية وتمسكهم الشديد بهذا المطلب مؤكدين على حق أهالي وذرف والمناطق المجاورة على غرار الميدة والطلحة والهيشة في تركيز معتمدية بهذه الربوع. وتحت شعار «وذرف معتمدية حق موش مزية» انطلقت من ساحة الإستقلال مسيرة شعبية بمشاركة عديد الفئات العمرية والإجتماعية جابت مختلف الشوارع الرئيسية لمدينة وذرف وقد رفع المحتجون شعارات تدعو إلى حق وذرف في احتضان معتمدية بمساندة عديد المناطق والمطالبة بالإسراع في تنفيذ ما وعدت به الحكومة لأكثر من مرة. وللوقوف على دوافع هذه الوقفة الإحتجاجية إلتقت «الصباح» بعدد من المواطنين حيث ذكر محمد قراسي (منسق هذه الوقفة الإحتجاجية) أن مدينة وذرف التي عانت منذ حوالي ستين سنة من التهميش والإقصاء التنموي تفتقر لمختلف المصالح الإدارية وبعض المرافق العمومية وأضاف قائلا أن هذا التحرك تعبير عن غضب أهالي وذرف وإحتجاجهم من أجل إيصال صوتهم إلى رئيس الحكومة الذي وعد بتمكينهم من تركيز معتمدية بوذرف أكثر من مرة دون أن نلمس إنجازا فعليا مؤكدا عزم الجميع على مواصلة الحراك والنضال من أجل حصول الوذارفة على مبتغاهم الإستحقاقي. ومن جانبه أشار فتحي الزنين (ناشط جمعياتي) إلى أن كل المعايير الموضوعية الإقتصادية والديمغرافية اجتمعت منذ عشرات السنين لكن ضعف ثقل الوذارفة السياسي وعدم وحدة صفوف الأجيال الأولى جعلت السلط المركزية تهمّش البلدة على كل المستويات التنموية والتربوية والصحية والثقافية وأكّد محدثنا أنه لولا أهل البرّ والإحسان من أهالي وذرف ما بني مستشفى ولا مؤسسات تعليمية وتربوية وأبرز أن الأغلبية الساحقة من أهالي وذرف بالداخل والخارج وعلى رأسها كل مكونات المجتمع المدني تطالب السلط المركزية اليوم ضرورة الإلتفات لهذه المدينة الكادحة الناشطة لجبر الضرر وتلافي التقصير وتسميتها معتمدية بهدف إعطائها أكثر ديناميكية ونفسا جديدا للمضي قدما نحو طريق التنمية والتقدم ودعا كافة مكونات المجتمع المدني بضبط مجموعة من التظاهرات لتحقيق هذا الهدف المنشود منها تنفيذ وقفة احتجاجية بالقصبة والسعي إلى مقابلة رئيس الحكومة لحثه على الاستجابة عن هذا الاستحقاق. أما بلقاسم شبيشيب (عضو في هذا الحراك) فلاحظ أن وذرف منسية ومهمشة طيلة سنوات عديدة خلت وبيّن أن هذه المدينة المنغمسة في تاريخ حافل بالوطنية حيث قدّمت أحد أبنائها علي فرجاني كأول شهيد يسقط من أجل حصول تونس على الإستقلال دون التغافل عن بروز عدد من أبنائها في المجالات الإجتماعية والتضامنية والرياضية على الساحة الوطنية ومساهمة البعض الآخر في تحسين البنية التحية ودعم المرافق الجماعية بالمنطقة هي جديرة اليوم بتمكينها من معتمدية نظرا لمزاياها أولوية في التنمية والتشغيل والمساهمة في التخطيط والإستثمار وإرساء مشاريع عمومية خاصة في البنية التحتية والمرافق الحيوية وتبليغ تطلعات المواطنين وشدّد محدثنا على ضرورة الإستجابة لهذا الحق مؤكدا أنه في صورة التغافل عن هذا الإستحقاق فإن النسيج الجمعياتي بوذرف سيواصل هذا التحرك بالتنسيق مع نادي وذرفبتونس من خلال تنظيم وقفة احتجاجية في العاصمة. وقد أصدر المكتب الجهوي لحركة الشعب بقابس بيانا أعلن من خلاله مساندته المطلقة لحق أهالي وذرف في إنشاء معتمدية ودعمه للدفاع عن الأهالي عن حقهم وإمكانية التصعيد بكافة الأشكال السلمية التي يكفلها القانون في صورة عدم الإستجابة للمطالب إلى جانب دعوة السلطات المختصة للإستجابة في أقرب وقت لهذا المطلب المشروع.