نفذ يوم أمس منذ ساعات الفجر الاولى إلى غاية الساعة الرابعة مساء أهالي وذرف من ولاية قابس إضرابا عاما شمل مختلف القطاعات الحيوية. وتم غلق مداخل المدينة في اتجاه قفصة وفي اتجاه العوينات وفي اتجاه قابس. غلق هذه الطرقات كان لتعطيل سير مختلف وسائل النقل العمومي والخاص والشاحنات الناقلة للفسفاط عبر وذرف مما ساهم في شل الحركة المرورية تماما داخل المدينة بالإضافة إلى غلق مختلف المؤسسات التربوية والتعليمية والإدارات العمومية والخاصة والفضاءات العمومية ذات الصبغة التجارية على غرار المتاجر والمقاهي والمطاعم والمخابز فيما واصل المستشفى المحلي بوذرف تقديم خدماته الصحية للمواطنين حيث اقتصر العاملون بهذه المؤسسة الاستشفائية على القيام بوقفة احتجاجية مع حمل الشارة الحمراء انطلاقا من الساعة التاسعة إلى غاية الساعة العاشرة صباحا كما سمح للصيدليات بفتح أبوابها.
وأمام حشود جماهيرية بفضاء ساحة الاستقلال التي ازدانت باللافتات المعبرة عن الرفض القاطع لمشروع مصب الفسفوجيبس المدمر لحياة الإنسان والبيئة تداول ممثلون عن الجمعيات والمنظمات المحلية والحركات السياسية على أخذ الكلمة لإبداء مواقفهم من المشروع القاتل وتمسكهم الشديد بعدم قبول تركيزه في هذه الربوع مطالبين السلط المعنية بضرورة المبادرة بإيجاد تصور جاد لمعالجة هذه الإشكالية البيئية بالجهة نهائيا نظرا للتبعات السلبية و الخطيرة لهذا المشروع على البيئة و المحيط و تهديده للطبقة المائية مؤكدين على حقهم في العيش في بيئة سليمة تستجيب للتنمية المستديمة.
مسيرة شعبية
وتحت شعار لا مشروع .. لا دراسات .. الحكاية راهي وفات «يا حكومة .. يا حكومة .. وذرف راهي مظلومة» انطلقت من ساحة الاستقلال مسيرة شعبية حاشدة بمشاركة الأطفال والشباب والنساء والرجال جابت مختلف الشوارع الرئيسية حاملة اللافتات المنددة بعزم الحكومة على تركيز مشروع مصب الفسفوجيبس قرب مدينة وذرف والتعبير عن رفض الأهالي القاطع لهذا المشروع.
وتفاعلا مع هذا الإضراب العام نفذت مكونات المجتمع المدني بالمطوية وقفة احتجاجية أمام مقر معتمدية المطوية تواصلت على امتداد الساعتين وفي لقاء مع السيد معتمد المطوية طالب المحتجون بإبلاغ السيد والي قابس بضرورة عدول الحكومة عن تنفيذ مشروع مصب «الفسفوجيبس» قرب وذرف لانعكاساته السلبية على صحة الإنسان والبيئة.
الشروق التقت ببعض المشاركين في الإضراب العام الذي شهدته مدينة وذرف حيث أكد السيد محمد الغضبان (رئيس النيابة الخصوصية لبلدية وذرف) أن الدراسة المسجلة حول مصب الفسفوجيبس تتسم بمغالطات نظرا لأن التوسع العمراني مركز على المنطقة الغربية التي تتضمن موقع المشروع وتعد المنفذ الوحيد لهذا التوسع كما اتهمت السلط الجهوية والوطنية مكونات المجتمع المدني برفضها للحوار والعكس هو الصحيح ورغم مبادرة الجمعيات البيئية بدق الأبواب أمام المصالح المعنية والدخول في حوار جدي حول حق المتساكنين الحاليين والأجيال القادمة في تأمين ظروف عيش في بيئة سليمة ومتوازنة تنكرت لها بعدم التجاوب مع موقف أهالي وذرف الرافض للمشروع ونوه بموقف السيد «فؤاد ثامر» النائب بالمجلس الوطني التأسيسي من خلال مساندته لهذا التحرك وحرصه على مشاركة مكونات المجتمع المدني مشاغل أهالي وذرف في تحقيق هذا المطمح.
وأبدى السيد هشام شبيشيب (رئيس مجلس التصرف لمجموعة الوذارفة) مساندته المطلقة لهذا التحرك الشعبي من أجل وضع حد لعزم الحكومة على تركيز مصب الفسفوجيبس كما أن مساحة موقع المشروع تم اغتصابها عنوة من أصحابها دون الاعتماد على الطرق القانونية مبديا عزم المجلس الالتجاء إلى القضاء نظرا للتجاوزات المسجلة في طريقة تفويت الأرض للمجمع الكيميائي التونسي بالمليم الرمزي مشيرا الى أن عقد التفويت اقتصر على إمضاء الرئيس السابق للمجلس دون إمضاءات بقية الأعضاء. ودعا السيد الدوكالي بالزاوية (عن الرابطة المحلية لحماية الثورة بوذرف) إلى ضرورة إيجاد حل ناجع للمشروع الفاسد الذي أقره العهد الفاسد بالجهة ككل باعتبار المراهنة الكبرى على دور الإنسان في التنمية ودعم الاقتصاد الوطني كما أبدى امتعاضه واستياءه من عدم تجاوب السلط الجهوية مع موقف الوذارفة لجهلها بموقع المشروع والأضرار المنتظرة من تركيزه في هذه الربوع .