أرجع اللاعب الدولي الأسبق جمال ليمام أزمة نتائج النادي الإفريقي للانتدابات الفاشلة، مستغربا من تواجد لاعبين غير جديرين بتقمص زي النادي لضعف مستواهم. كان ذلك من خلال حوار خص به «الصباح الأسبوعي»، تحدث فيه عن انتظاراته من مشاركة الترجي في كأس العالم للأندية والصعوبات التي يعيشها النجم الساحلي وتراجع نتائج النادي الصفاقسي ورأيه في موضوع المدرب الجديد للمنتخب الوطني، فضلا عن الملعب التونسي والنادي البنزرتي. وفي ما يلي فحوى الحوار: ● كيف تقيم مستوى البطولة بعد العودة القوية للترجي وتراجع النادي الصفاقسي والصعوبات التي يجدها النجم الساحلي؟ المراهنة على البطولة ولعب الأدوار الأولى يتطلب زادا بشريا ثريا، ولذلك عاد الترجي بقوة في السباق بعد أن اطمأن على لقب كأس رابطة الأبطال الإفريقية. فبطولتنا مستواها ضعيف بل ضعيف جدا فعلى 5 جولات يمكن أن نشاهد مباراة واحد فيها مستوى كروي محترم. فالفريق المنظم أكثر قادر على مجاراة نسق البطولة حاليا فلا وجود لفريق يملأ العين كما يقال باستثناء الترجي. وكنا ننتظر منافسة أفضل خاصة في مقابلات الكلاسيكو فالنجم يعاني والنادي الصفاقسي فريق محترم وبعد بداية مشجعة سرعان ما تراجعت نتائجه لكنه فريق جيد حسب رأيي بفضل روح الشباب فيه لكنه غير جاهز للعب على البطولة في الموسم الحالي لأنه فريق في طور التكون والتشكل وهو ما يتطلب قليلا من الوقت لكن إذا ما حصلت المفاجأة وفاز بالبطولة فإن ذلك سيكون نجاحا استثنائيا وكبيرا في مسيرته وربما سيكون له شأن في المواسم القريبة القادمة نظرا لثراء زاده البشري حجر أساس إستراتيجية الجمعية. ● تميزت الكلاسيكوات بالتعادلات وغابت الفرجة التي ينتظرها الجمهور الرياضي. بماذا تفسر ذلك؟ غابت النكهة عن لقاءات الكلاسيكو وحتى الدربيات بسبب غياب الجمهور في المواسم الأخيرة وإذا حضر فمن جانب واحد وهذا أثر على الأجواء وتراجعت الفرجة التي كانت تميز هذا الصنف من المباريات التي عادة ما تشهد مستوى فنيا رفيعا وفرصة لبروز لاعبين بفنياتهم وأنا كلاعب كنت أحبذ هذا النوع من المباريات لأنها تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا واللاعب عندما يكون أمام جمهور غفير يعطي كل ما عنده من فنيات ورغبة كبيرة في الفوز. هذا الموسم النجم مثلا قدم مباراة كبيرة أمام الترجي في رادس لكنه لم يتمكن من الفوز وعاد بنقطة التعادل وهذا ما يؤكد أن الفريق يعيش عدة مصاعب بعد أن تميز بعدم استقرار الإطار الفني وعلى إدارة النادي أن توضح إستراتيجية العمل وتحدد الأهداف التي يمكن تحقيقها بهذا الفريق... واعتقد أن الخطط الفنية هي التي غيرت وجه الكلاسيكو في بطولتنا. لأن جل المدربين يخشون الهزيمة فيكثر اللعب الحذر وإيلاء الأولوية للدفاع. لأن الهزيمة تعني الإقالة في جل الجمعيات. وتلك معضلة الكرة فكل مدرب يخاف من الهزيمة ويمرر هذه الفكرة للاعبين. وهذه من سلبيات كرتنا التي لم تعد تضمن الفرجة. ● سيكون الترجي على موعد مع كأس العالم للأندية. كيف ترى هذه المشاركة؟ كأس العالم للأندية رهان آخر في مستوى عالمي وفرصة ينتظرها كل لاعب للعب في مستوى عالمي وكسب الخبرة. فممثل كرة القدم التونسية والإفريقية والعربية الترجي الرياضي التونسي قادر على تقديم مباريات ممتازة، لكن المهم هو الإحتكاك بفرق كبرى ذات صيت عالمي ويظهر مستواه الحقيقي وأنتظر شخصيا أن يقدم الفريق وجها مشرفا وأداء كرويا راق ونعرف أن اللاعب التونسي في المحافل الكبرى يكون أفضل. *تبدو وضعية النادي الإفريقي غير مطمئنة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية والبطولة المحلية. ما رأيك؟ أنا متألم على وضعية الإفريقي الذي تقمصت زيه ودافعت على ألوانه ونالني شرف حمل شارة القيادة فيه وتوجت معه بالألقاب المحلية والعربية... وتراجع النادي الإفريقي أفقد بطولتنا نكهتها (فلا تقبل ماكلة بلاش فواح). فالفريق كبير ومن المفروض المراهنة على البطولة وبعد الصعوبة في البطولة تحقق الفوز على مستقبل قابس ولو بصعوبة لكن المهم الفوز ثم تحول إلى روندا وعاد بالتعادل وحسم الترشح في تونس بثلاثية. صحيح أن الفريق وجد صعوبة خاصة في الشوط الأول لكنه تحسن في الشوط الثاني ودعم النتيجة بهدفين وقد شاهدنا بوادر إيجابية في المباراة رغم النقائص والأخطاء.. مشكل الفريق إداري بالدرجة الأولى لأنه إذا كان الفريق متوسط الإمكانيات والمدرب كذلك وكانت هناك إدارة قوية ينجح الفريق. والملاحظ أن الفريق يعاني من الرصيد البشري فهناك لاعبون غير جديرين بتقمص زي النادي الإفريقي وجل الإنتدابات فاشلة. وبالتالي لا بد من القيام بغربلة ومنح الفرصة لشبان النادي فالمطلوب خطوة جريئة على مستوى الرصيد البشري. مع القيام بانتدابات من الحجم الثقيل لها تجربة في المشاركات القارية لدعم حظوظ الفريق في كأس رابطة الأبطال الإفريقية. ● جل المتابعين يرون أن أزمة النادي الإفريقي في الانتدابات التي لم تكن في حجم الفريق فأين بقية اللاعبين من أصحاب الخبرة؟ صحيح، الفريق يضم لاعبين في قيمة وسام يحيي، زهير الذوادي، أسامة الدراجي... أسماء لها وزن على الورق لكن بصراحة على الميدان تراجع مستواهم كثيرا مقارنة بالموسم الفارط وعلى هؤلاء اللاعبين الذين من المفروض أن يكونوا القاطرة التي تقود الفريق أن يراجعوا أنفسهم وحساباتهم بالبحث عن الحلول فوق الميدان. ● تشكو جل النوادي من أزمة مالية خانقة لكنها في المقابل تبحث عن الإنتدابات وخاصة الأجنبية منها. فهل هذا معقول؟ بعد الثورة كل النوادي تعاني، فلا يمكن التسيير دون أموال، المشكل في مداخيل الإشهار التي تقلصت ويمكن أن نعتمد الملعب التونسي والنادي البنزرتي مثالا، فالنقص في الموارد يحد من طموح الفرق التي تعجز عن خلاص أجور اللاعبين والقيام بالانتدابات عندما يكون لها فريق قادر على المراهنة على الألقاب. وهنا لا بد من إيجاد الحلول العاجلة فلا يجب أن تبقى بطولتنا على هذا الحال دائما رهن رئيس جمعية قوي ماديا بل لا بد من دخول مرحلة التبني من طرف الشركات على غرار النوادي في أوروبا. لأن رؤساء النوادي منهم من جاء لخدمة ناديه، بينما شق آخر له طموحات سياسية يريد تحقيقها عبر فريق لكرة القدم وهذا من سلبيات كرتنا التي تداخل فيها الرياضي بالسياسي. ● بم تفسر نجاح النادي البنزرتي إلى حد الآن رغم الصعوبات؟ قوة النادي البنزرتي في إدارة مستقرة وفرت الحماية للاعبين والإطار الفني، وجود مجموعة جيدة ومتجانسة من اللاعبين وجدوا الفرصة لتفجير طاقاتهم، فريق منسجم وراءه مدرب يحمل فكرا هجوميا يجسده على الميدان. الفريق يلعب دون عقد جازف ونجح وهذا مثال يمكن أن تعتمده عدة فرق التي تخاف من المجازفة فكلما كانت المجازفة كان الأداء أفضل والقدرة على مفاجأة المنافس وقد لاحظنا ما قدمه النادي البنزرتي أمام النجم الساحلي مثلا. لكن صمود الفريق رهين تحسن الوضع المالي والاستفادة من سوق الانتدابات للتعزيز بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة الفورية. ● بماذا تفسر تأخر تعيين مدرب جديد للمنتخب الوطني. وهل أنت مع المدرب التونسي أو الأجنبي؟ شخصيا كنت أتمنى بقاء ماهر الكنزاري ومعه مراد العقبي مع توفير نفس الظروف التي وفرتها الجامعة للمدرب الأجنبي أو حتى للمدرب نبيل معلول الذي حظي بدعم كبير من طرف رئيس الجامعة. ولكن إذا عدنا إلى تاريخ مشاركات المنتخب الوطني فأغلب المدربين الذين حققوا نجاحات هم أجانب على غرار روجي لومار الذي توج بلقب كأس إفريقيا سنة 2004 وقبله كاسبارجاك نهائي كأس إفريقيا 1996 بإفريقيا الجنوبية وربما الإستثناء مع الشتالي في كأس العالم بالأرجنتين 1978 ونبيل معلول كأس العالم روسيا 2018، فضلا عن توفيق بن عثمان الذي رشح المنتخب إلى ألعاب سيول بكوريا الجنوبية 1988 . وبصراحة لا وجود حاليا لأي مدرب تونسي قادر على تدريب المنتخب الوطني باستثناء فرضية الكنزاري والعقبي. وهنا نسترجع تجربة سامي الطرابلسي الذي توج بكأس «الشان» ودرب المنتخب الأول وقد نجح إلى حد ما بفضل تمسك الجامعة به ودعمه. ● كلمة عن الملعب التونسي؟ حقق الفريق بداية موسم جيدة أنعشت العائلة الرياضية للبقلاوة، لكن سرعان ما تراجعت النتائج. فأنا بصراحة بعيد عن الفريق بإختيار مني، لكن على ما يبدو المشكل في نقص الزاد البشري وعدم وجود معوضين في بعض المراكز، والمطلوب انتداب مدافع محوري ولاعب وسط ميدان صانع ألعاب ومهاجم له القدرة على التدرج بالكرة في مناطق المنافس بالسرعة وحذق المراوغة لخلق الفارق وإقلاق دفاع المنافس وهذا ما ينقص الفريق في المباريات الأخيرة.