كان الموعد ليلة الأربعاء 19 ديسمبر بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة مع عرض للفنانة اللبنانية «أميمة الخليل» بمصاحبة الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة «محمد الأسود»، واكبته جماهير كبيرة وحضره وزيرا الثقافة محمد زين العابدين والسياحة روني الطرابلسي. وقد أمنت أميمة الخليل المعروفة في تونس منذ أن كانت ترافق الفنان مرسال خليفة قبل أن تعيش تجربتها الفنية المنفردة بالتوازي مع بعض المشاركات في عروض النجم اللبناني، أمنت السهرة مساهمة منها في احياء الذكرى الثامنة لثورة 14 جانفي وقد كانت كعادتها محل ترحاب كبير من الجمهور الذي يحب صوتها ويقدر موهبتها. «أميمة الخليل» التي قالت إنها ممتلئة بحب تونس، تقاسمت مع الجمهور لحظات من الطرب انساب فيها صوتها الملائكي يشدو بالقيم الإنسانية، بالحرية والسلام وحب الحياة. غنت من إنتاجها الخاص «ذكريات»، «انت والغنية»، «رسايل». وبصوتها الدافئ أنشدت «تكبر» بعد تقسيم على القانون، ولم تخذل جمهورها الذي طالبها بأغنيتها «عصفور» التي يحفظها عن ظهر قلب ويتفاعل معا بقوة كلما انساب صوتها يردد كلمات الأغنية فأدتها مرفوقة بطفلة صغيرة تحفظ الأغنية. وللطفل غنت «قمر الحلواية» التي سمعناها من قبل بصوت «مارسيل خليفة»، ومع «أميمة الخليل « كانت التجربة في شكل محاورة بينها وبين زوجها عازف البيانو والملحن «هاني سبليني» الذي رافقها في العرض على البيانو مع الفرقة الوطنية للموسيقى، فكان يغني وهي تردد بعده كلمات عن «الحلواية الواقفة ع المراية، تاري المراية عم يتخبى القمر». غنت أميمة الخليل أيضا «وجد» التي أهدتها بدورها لأطفال العالم العربي، وأبناء الإنسانية جمعاء، و»شو بحب غنيلك»، كما أنشدت «الحلوة دي» لسيد درويش فاستمتع الجمهور بصوتها الدافئ وهي التي تغني كما تتحدث بهمس ناعم. في نهاية العرض اختارت «أميمة الخليل» واحدة من أجمل أغاني «مارسيل خليفة» التي شاركته غناءها في واحدة من حفلاتهما على ركح المسرح الروماني بقرطاج «الكمنجات» فامتلأ مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بصوت الكمان، تماما كصوتها يداعب القلب والوجدان مع تنفيذ موسيقي متقن للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة «محمد الأسود». وقد أكدت أميمة الخليل في هذه السهرة أنها سفيرة إلى كل التائقين إلى الحرية، إلى الثائرين في وجه الظلم، إلى الباحثين عن بقعة ضوء في العتمة من خلال صوت يحسن جيدا العزف على أوتار القلب فيلامس شغافه فاستحقت أن تغني في عيد ثورة التونسيين على الظلم وعلى الديكتاتورية. وقد رحب بها الجمهور التونسي لتقاسمه فرحة اللحظة والاحتفال بذكرى عزيزة عليه حتى وإن شابتها الكثير من الشوائب في الاثناء. فالثورة لم تنجح بالكامل إلى اليوم وهو ما يجعل الإحساس أعمق باللحظة وهو ما يجعل الأمل يتجدد في أن تتحقق في يوم ما كل الأحلام التي انبثقت عن الثورة. وفي انتظار ذلك تظل الموسيقى أفضل وسيلة لتغذية الحلم ويبقى الصوت الملائكي والطروب على غير صوت أميمة الخليل أفضل هدية يمكن أن تهدى للحالمين بغد أفضل.